القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 17 تشرين الثاني 2025

إطلاق «وثيقة دعم المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني» في بيروت: تأكيد على التمسك بالسلاح والوحدة في مواجهة الاحتلال


بيروت – شبكة لاجئ نت|| الخميس، 06 تشرين الثاني، 2025

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، أمس الأربعاء، لقاءً تضامنيًا سياسيًا وإعلاميًا نظمَه المؤتمر العربي العام ولقاء الأحزاب الوطنية اللبنانية، جرى خلاله إطلاق "وثيقة دعم المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني"، في موقف جامع يؤكد التمسك بخيار المقاومة ورفض محاولات نزع سلاحها أو تصفيتها سياسيًا.

وجاء إطلاق الوثيقة في وقتٍ يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الضغط لربط إعادة الإعمار ودخول المساعدات إلى غزة بشروط تتعلق بتفكيك بنية المقاومة ونزع سلاحها، وسط تحذيرات من أن هذه المحاولات تهدف إلى استكمال مشروع تصفية القضية الفلسطينية من بوابة ما بعد الحرب.

مواجهة وجودية ووحدة الصف الوطني

استُهل اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم تحدث قاسم صالح، عضو لجنة المتابعة في المؤتمر العربي العام، مؤكدًا أن قوى المقاومة في فلسطين ولبنان أفشلت أهداف العدو رغم التضحيات الجسيمة، مشددًا على أن الأمة تخوض اليوم "مواجهة وجودية ومصيرية" تتطلب حشد الطاقات وتعزيز الوحدة الوطنية ورفض أي حديث عن نزع السلاح.

وأوضح صالح أن المقاومة تمثل السد المنيع في وجه المشاريع الأمريكية والصهيونية، داعيًا إلى التوقيع الواسع على الوثيقة دعمًا للثوابت الوطنية والقومية.

قضية فلسطين مركز الصراع

وفي كلمة لقاء الأحزاب الوطنية اللبنانية، شدد شاكر برجاوي، رئيس التيار العربي، على أن فلسطين تمثل آخر احتلال في هذا العصر، وأن مقاومتها هي الأطول في التاريخ الحديث.

وقال برجاوي إن "الحرب مع العدو لم تنتهِ، بل هي صراع أجيال وتوازنات مستمرة"، داعيًا إلى التوحد خلف قضية فلسطين وقضايا التحرر العربي لمواجهة التشرذم والانقسام الداخلي الذي يخدم العدو.

قماطي: سلاح المقاومة مشروع وضرورة وطنية

وفي مداخلة الحاج محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، أكد أن المقاومة حق مشروع تكفله القوانين الدولية والضمير الإنساني، مشددًا على أن "سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان وأي أرض محتلة هو حق مشروع لا يسقط بالتقادم، لأنه الضامن الوحيد لحماية الأرض والسيادة”.

وأدان قماطي المحاولات الرامية إلى فرض وصاية دولية على غزة، ورفض أي وجود لقوات أجنبية فيها، معتبرًا أن "القرار الفلسطيني يجب أن يبقى بيد الشعب والمقاومة”.

عبد الهادي: الحرب مستمرة بأشكال جديدة

من جانبه، قال الدكتور أحمد عبد الهادي، ممثل حركة حماس في لبنان، إن توقف العمليات العسكرية لا يعني انتهاء الحرب، موضحًا أن الاحتلال انتقل إلى "حرب من نوع جديد تمزج بين الأمن والسياسة والضغط المعيشي”.

وأضاف أن الأولوية اليوم هي رفع المعاناة عن أهل غزة الذين صمدوا صمودًا أسطوريًا، مؤكدًا أن "أي قرار يتعلق بغزة ومستقبلها يجب أن يكون فلسطينيًا خالصًا"، وأن المقاومة لن تتخلى عن سلاحها ما دام الاحتلال قائمًا.

الوثيقة: المقاومة قيمة إنسانية مطلقة

وفي ختام اللقاء، تلا ياسين حمود، المدير العام لمؤسسة القدس الدولية، نص وثيقة دعم المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني، التي أكدت أن المقاومة "تجسيد لأسمى قيم الأمة والإنسانية"، وهي حق ثابت لا يقبل المساومة طالما الاحتلال قائم.

وشددت الوثيقة على ضرورة تجريم الاحتلال وملاحقته على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، ووقف كل الجهود التي تستهدف تفكيك قدرات الأمة وإضعاف مقاومتها، داعية إلى توحيد الصفوف العربية والإسلامية في مواجهة مشاريع الهيمنة والعدوان.

وبذلك، شكّل اللقاء في بيروت رسالة سياسية جامعة مفادها أن خيار المقاومة لا يزال الركيزة الأساسية لحماية الحقوق الفلسطينية والعربية، وأن سلاحها سيبقى "الضمانة الحقيقية" لردع الاحتلال ومواجهة مخططاته في المنطقة.