القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 8 تشرين الثاني 2025

احتجاجات في مخيم البداوي رفضاً لإغلاق مداخل المخيم وتضييق الحركة


طرابلس – لاجئ نت | الجمعة 7 تشرين الثاني 2025

يشهد مخيم البداوي شمال لبنان منذ صباح اليوم، تحركات احتجاجية شعبية واسعة رفضًا للإجراءات الأمنية التي ينفذها الجيش اللبناني، ولا سيّما إغلاق المداخل الفرعية المؤدية إلى المخيم وتشديد التفتيش على العابرين من حي خليل الرحمن إلى بنايات أبو نعيم وبالعكس.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطة أمنية متواصلة تهدف – بحسب مصادر عسكرية – إلى تنظيم الحركة وضبط الأمن عند مداخل المخيم، إلا أنها أثارت استياءً واسعًا بين الأهالي الذين اعتبروا أن الخطوات الأخيرة فاقمت معاناتهم اليومية وصعّبت حركة الدخول والخروج، خصوصًا بعد إغلاق عدد من الممرات التي كانت تُستخدم منذ سنوات للوصول إلى الأحياء السكنية والمحال التجارية.

احتجاجات شعبية وتنديد بالجدار الفاصل

وفي السياق نظّم الأهالي صباح اليوم وقفة احتجاجية عند أحد الممرات المغلقة، تحديدًا بين حي خليل الرحمن والمخيم بالقرب من مكتب حركة "فتح"، حيث عبّر المشاركون عن رفضهم لما وصفوه بـ"الإجراءات التعسفية" التي تمسّ حياتهم اليومية وحقهم في التنقل بحرية داخل المخيم ومحيطه.

وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى رفع القيود الأمنية وتأكيد العلاقة الأخوية بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، داعين الجهات المعنية إلى إيجاد حلول تحفظ الأمن من دون المساس بكرامة السكان.

في المقابل، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً مع القضية، إذ نشر عدد من أبناء المخيم والمنطقة منشورات تنتقد إقامة جدار فاصل وصفوه بـ"العنصري"، لما يسببه من فصل للأحياء والممتلكات.

شهادات من الميدان

اللاجئ الفلسطيني عامر صادق كتب في منشور متداول: "عنا محل تحت البيت مباشرة، كنت أوصل له بنص دقيقة، اليوم بعد إقامة الجدار صار بدّي أكتر من 20 دقيقة من الطابق الأول للمحل. الجدار فصل العقار إلى نصفين".

وأضاف مستنكراً: "المفروض من يمثل الشعب الفلسطيني في لبنان يخفف عن الناس معاناتها لا يزيدها. نحن والجيش اللبناني إخوة وأهل، ما بيفرق بينا لا جدار ولا سياسة".

إغلاق متزايد وتنسيق غامض

مصادر محلية داخل المخيم أفادت بأن الجيش اللبناني أغلق حتى الآن 11 مدخلاً فرعيًا يربط المخيم بمحيطه، وأن المدخل الأخير في حي خليل الرحمن أُقفل بشكل شبه كامل خلال الأيام الماضية، ما جعل حركة التنقل أكثر صعوبة.

وأضافت المصادر أن هذه الإجراءات تمت بالتنسيق بين الجيش اللبناني وسفارة السلطة الفلسطينية في بيروت، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانبين حتى اللحظة.

غضب شعبي ودعوات للحوار

يتزامن هذا التوتر مع تصاعد الغضب الشعبي داخل المخيم ومطالبة الأهالي والفصائل الفلسطينية بـ"ضرورة توحيد الجهود" من أجل معالجة الأزمة، عبر آلية تنسيق لبنانية – فلسطينية توازن بين متطلبات الأمن وحقوق السكان.

وأكد ناشطون أن المطلوب اليوم هو تخفيف الأعباء عن الأهالي، ووقف سياسة الإغلاق والعزل، مشددين على أن الأمن لا يتحقق بتقييد الناس، بل عبر التعاون والشراكة القائمة على الاحترام المتبادل.