القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

اعتصام أمام «الأونروا» في بيروت: «الشعـب يريـد الـدواء والعـلاج»

اعتصام أمام «الأونروا» في بيروت: «الشعـب يريـد الـدواء والعـلاج»
 
الخميس، 28 نيسان، 2011
مادونا سمعان - السفير

نفّذ عدد من اللجان الشعبية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية اعتصاماً أمام مقر «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) في بيروت أمس للاحتجاج على تقديمات الوكالة الصحية، التي يعتبرونها مجحفة بحق المرضى والمعوّقين الفلسطينيين.

ورفع المعتصمون يافطات مطالبة بزيادة التغطية الطبية للاجئين، هاتفين «الشعب يريد الدواء». قبل أن يسلموا مذكرة إلى المدير العام للوكالة في لبنان سلفاتور لومباردو أشاروا خلالها إلى أن قرار زيادة التغطية الطبية حتى سقف أربعين في المئة لا يحل مشكلة الاستشفاء والعلاج، «فليس لدينا المال لندفع فرق فاتورة الاستشفاء الباهظة الثمن في لبنان، ونحن نعاني الحرمان من كافة حقوقنا».

وهدد المعتصمون بالعصيان المدني في كل المخيمات وبإغلاق مؤسسات «الأونروا» ومن ضمنها المكتب الرئيسي إلى حين تحقيق المطالب.

وذكّروا بسلسلة المطالب التي كانوا قد رفعوها خلال اعتصامات سابقة أبرزها: رفع التغطية الصحية إلى تسعين في المئة أسوة بوزارة الصحة اللبنانية، تأمين التمويل لإطلاق برنامج آمان إجتماعي لكافة اللاجئين وليس فقط لاثني عشر في المئة منهم فقط. بالإضافة إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة بناء وترميم المنازل الآيلة للسقوط، وغعادة بناء مخيم نهر البارد. كما دعوا لومباردو إلى التراجع عن فكرة إغلاق القسم المهني والتقني في الشمال وتحسين جودة التعليم.

وردّ لومباردو على المعتصمين مشيراً إلى أن الوكالة تتفهم كافة مطالبهم، لا بل إنها تطالب بها وتبذل جهداً لإيجاد التمويل اللازم لها. وأوضح أن هناك أولويات تعمل الوكالة على معالجتها أولها إيجاد التمويل الكافي لمزيد من المساعدات للحالات الصحية الحرجة، ومن ثم تحسين البنى التحتية وتحسين العيش في المنازل. وتسعى الوكالة للحصول على تمويل إضافي لترميم عدد من المنازل المهددة لا سيما ان هناك أربعة آلاف منزل بحاجة إلى ترميم.

وكانت «الأونروا» قد أطلقت برنامجا جديدا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من أمراض مستعصية، بهدف مساعدتهم على الحصول على الرعاية الطبية الضرورية وتخفيف العبء المالي عنهم. فخصصت موارد مالية إضافية تم جمعها بالشراكة مع بعض الجهات الخاصة ومقدمي الخدمات الصحية في لبنان وجهات أخرى، والتي من شأنها أن تساهم في زيادة التغطية التي تقدمها الوكالة لمثل هذه الحالات، بحسب بيان صادر عنها.

ويستفيد من هذا البرنامج كل المرضى الفلسطينيين الذين يعانون من أمراض تتطلب علاجا طويلاً ومكلفا جدا. وسيحصل هؤلاء على مساعدة مالية تضاف إلى ما يحصلون عليه أصلا بموجب التغطية الطبية من المستوى الثالث. وتشمل الحالات المستعصية، على سبيل المثال لا الحصر، الأمراض السرطانية والقلب والشرايين التي تتطلب علاجات جراحية وتدخلية متطورة ومكلفة وأمراض الجهاز العصبي والتصلب اللوحي، والحالات التي تتطلب علاجا مطولا في العناية الفائقة أو علاجا مطولا في المستشفيات المتخصصة (مثل بعض حالات النزيف الداخلي الشديد وبعض حالات الجلطات الدماغية وغيرها...).

كما كانت «الأونروا» قد أعلنت رفع تغطيتها للاستشفاء المتخصّص الذي تقدّمه للاجئين الفلسطينيين في لبنان (ما يسمّى العلاج من المستوى الثالث) من ثلاثين في المئة الى أربعين في المئة ابتداءً من الاول من أيار 2011. ويحقّ لجميع الفلسطينيين الاستفادة من هذه الزيادة، في جميع المستشفيات المتعاقدة مع الوكالة للرعاية الصحية المتخصّصة. أما بالنسبة للعمليات الجراحية، فسترتفع التغطية الى حد أربعين في المئة من السعر المقطوع لوزارة الصحة؛ كما سترتفع تغطية الوكالة من 200 الى 250 دولارا أميركيا لليوم الاستشفائي مع زيادة عدد الأيام المغطاة من عشرة الى اثني عشر يوماً كحد أقصى؛ وبالتالي يرتفع سقف التغطية من ألفين إلى ثلاثة آلاف دولار للحالة الاستشفائية الواحدة.

وتعتزم الوكالة رفع تغطيتها للاستشفاء المتخصّص الى خمسين في المئة بحلول نهاية العام 2011.

وأشارت «الأونروا» إلى أن 95 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ليس لديهم أي تأمين صحي، وتغطـّي الوكالة بشكل شبه كامل الخدمات الاستشـفائية من المستوى الثاني، والتي تشكـّل 85 في المئة من حالات الاستشفاء، من خلال التعاقد مع 22 مستشفى (كحكومي وخاص ومستشفيات الهلال الاحمر الفلسطيني). أمّا بالنسبة الى خدمات الاستشفاء المتخصّص، وهو الاستشفاء الذي يتطلب تقنيات عالية، فتقدّمها «الاونروا» في 15 مستشفى متعاقدا معها، وتساعد في تغطيتها جزئياً بينما يتعين على المريض تغطية الجزء المتبقي.