الأحمد: قرار القيادة الفلسطينية بالتوجّه إلى الأمم المتحدة نهائي لا رجعة عنه
الأربعاء، 14 أيلول، 2011
تأخذ الاستحقاقات العربية منعطفاً تاريخياً في مصير الأمة مع بداية استحقاقات أيلول، ربيع عربي يسعى لحصد ثمار الخريف، رغم السنوات العجاف التي مرت على القضايا المصيرية، والتي تبقى في طليعتها القضية الفلسطينية، التي تكثر ملفاتها..
فهناك استحقاق فلسطيني بالتوجه إلى "مجلس الأمن الدولي” لتقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن” طلب نيل دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كخيار أممي بعد انسداد أفاق التسوية مع الكيان الإسرائيلي، أرادته "منظمة التحرير الفلسطينية” ومعها قبول ضمني من الفصائل المعارضة، رغم بعض التحفظات على الآلية، إرادة بإعلان الدولة مع التشديد على حق عودة اللاجئين، وتنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح” و”حماس” وإعادة بناء "منظمة التحرير الفلسطينية”..
خيار حقق مكاسب جديدة لفلسطين برفع التمثيل الدبلوماسي حتى في الولايات المتحدة الأميركية، رغم موقفها المتعنت باستخدام حق النقض "الفيتو” في مجلس الأمن، ليبقى خيار التوجه إلى الجمعية العمومية حاضراً، قرار بطرق باب المنظمة الدولية بشقيها، لا رجعة عنه ولا عن تنفيذ بنود المصالحة..
مواقف أجمعت عليها حركتي "فتح” و”حماس” من بوابة الجنوب، مدينة صيدا ومنطقتها، "عاصمة الشتات الفلسطيني”، ومن لبنان الحاضن للقضية الفلسطينية، والذي يترأس مجلس الأمن تزامناً مع تقدم الطرف الفلسطيني بطلب العضوية، للتأكيد أن الدولة الفلسطينية صاحبة الرقم 194 على لائحة العالم، لن يسقط ذلك حق العودة وفق القرار 194..
وتحوّلت مأدبة العشاء التي أقامها منسق عام التحرير في جريدة "اللـواء” الزميل هيثم زعيتر في دارته في حارة صيدا، إلى مناسبة جمعت مختلف ألوان الطيف اللبناني والفلسطيني، تأكيداً على الإلتقاء والاجتماع ونبذ الفرقة، وتنوّع حضورها الذي لم يلتقِ في مناسبة مشتركة منذ فترة طويلة..
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، تحدث الزميل هيثم زعيتر بالقول: لمن نعتد في هذه المناسبات أن تكون هناك كلمات، ولكن استثنائياً اليوم وفي ظل هذا التأزم اللبناني والفلسطيني وعلى أكثر من صعيد، نرى أن اللحمة ضرورية وأساسية، وأن إعادة وحدة الصف الفلسطيني يريح الفلسطيني كما اللبناني، لأن الأمن الفلسطيني جزءٌ لا يتجزأ من الأمن اللبناني، لأن لبنان هو حاضن للقضية الفلسطينية وأبناؤها يحفظون تضحياته على مر السنوات.
أضاف: وفي صيدا ومنطقتها "عاصمة الشتات الفلسطيني” نرى أن مختلف المكونات الفلسطينية تلتقي على المحبة، لهذا علينا أن نبدأ من نقاط الالتقاء، ونبذ نقاط الاختلاف، لنستحق فلسطين التي أوجد فيها الكيان الصهيوني، ونحن أبناء الدولة غير معترف بنا، ونستحق الدولة الفلسطينية، ولو كانت الـ 194 في هذا العالم، وأن لا يكون ذلك بديلاً عن القرار 194، الذي ينص على عودة اللاجئين لفلسطين، الغالية التي نستحق أن نكون فيها سواء مناضلين أو أسرى أو شهداء، المهم أن نكون فوق وداخل تراب الوطن الفلسطيني.
وختم زعيتر مشدداً على "أن فلسطين هي الخيمة التي يستظل بها الجميع، وهي النبع التي تروي السواقي، ومهما تعددت جوازات السفر، لكن هوية اللاجئين هي فلسطين”.
ثم تحدث بركة، فشكر الزميل هيثم زعيتر على دعوته، مشيراً إلى "أن هذا اللقاء اللبناني - الفلسطيني مبارك، ونحن في أيلول الذكريات، والحديث يتجدد حول الدولة الفلسطينية، ونؤكد في "حماس” أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يكون له دولة مستقلة ذات سيادة على أرضه المحررة وعاصمتها القدس، على أن لا يسقط حق العودة، ولا يتم شطب حق اللاجئين، وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، ونحن مع أي جهد فلسطيني أو عربي أو إسلامي أو دولي يُحاصر الكيان الصهيوني في المحافل الدولية، ويعيد الحقوق الفلسطينية إلى أصحابها، وخصوصاً حقنا بالتحرير والعودة والإستقلال”، مشدداً على "ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وعلى استئناف تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، لأننا نعتقد بالوحدة ونستطيع مواجهة الأعداء، ونستطيع إعادة حقوقنا المشروعة لشعبنا”.
وأضاف: كنا نأمل من الأخوة في قيادة "منظمة التحرير الفلسطينة” وحركة "فتح” أن تكون الخطوة بالذهاب إلى الأمم المتحدة منسقة مع الفصائل الفلسطينية، ضمن استراتيجية فلسطينية موحّدة حتى يكون الموقف الفلسطيني أقوى، ونطلب من "أبو مازن” أن نجلس سوياً لوضع هذه الاستراتيجة، لأن الكل يسأل: ماذا بعد استحقاق أيلول، خصوصاً أن الذهاب للأمم المتحدة جاء بعد انسداد أفق التسوية؟
وختم بركة مؤكداً "حرصنا في لبنان على السلم الأهلي، لأن أمن المخيمات من أمن لبنان، والشعب الفلسطيني هدفه العودة لفلسطين، وقدّم آلاف الشهداء من أجل ذلك، ولا يقبل بالتوطين أو التهجير أو بالوطن البديل، وضرورة الإسراع في تشكيل قيادة فلسطينية موحّدة تتولى الحوار مع الدولة اللبنانية، وتشرف على الأوضاع الأمنية والاجتماعية في المخيمات، والعمل على اقرار الحقوق المدنية في لبنان والإسراع بإعادة أعمار نهر البارد.
وتحدث الأحمد، فأوضح "إن هيثم زعيتر اعتاد ترتيب هذا الجمع الفلسطيني - اللبناني، الذي يأتي هذا العام في ظل زحمة الأحداث المتلاحقة في المنطقة، وفي ظل قضية المصالحة الفلسطينية التي لا رجعة عن الاتفاق، مهما كانت العقبات التي ظهرت أو قد تظهر في المستقبل، ولقد بدأنا بتنفيذ بنوده إلى أن نصل إلى الانتخابات الرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني على أساس إعادة صياغة "منظمة التحرير الفلسطينية” وانضمام القوى الفلسطينية التي لا زالت خارج هذا الإطار، وخصوصاً حركتي "حماس” و”الجهاد”• وسيكون هناك لقاء في غزة والضفة لاستكمال ذلك، ونحن لسنا بحاجة إلى حوارات جديدة، بل نبحث كيفية تنفيذ ما اتفقنا عليه بخطوات ثابتة تعمّق وحدتنا”.
وقال: قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة بشقيه مجلس الأمن والجمعية العامة، هو قرار نهائي لا رجعة عن.. ونحن لولا لبنان واحتضانه للثورة المعاصرة لما وصلنا فلسطين، وعدد الذين عادوا إليها بعد اتفاق أوسلو أكثر من 300 ألف فلسطيني، وهذا بداية انتصار استراتيجي على الحركة الصهيونية، أعداؤنا اعترفوا بنا وبدأ الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة حقيقة لا مساومة، وأكثر من 125 دولة اعترفت بالدولة، ونتابع تحويل إعلان الجزائر إلى حقيقة مادية نجسّدها فوق أرض فلسطين، وسيؤكد الرئيس "أبو مازن” في الطلب أن "منظمة التحرير الفلسطينية” ستبقى الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهي قائدة النضال الفلسطيني حتى يتم تجسيد الدولة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194، ولن يكون هناك سلام مع "إسرائيل” أو في المنطقة بدون حق اللاجئين المقدسة، ونقدر للبنان احتضانه للضيوف الفلسطينيين، ونأمل أن تكون الحقوق الفلسطينية مجال تبنّي الجميع.
وختم الأحمد: إن حركتي "حماس” و”الجهاد الإسلامي” لا تعارضان الخطوة، وإن كان لهما تحفظات على الخطوة، ومهما كان نتيجة التصويت، في اليوم التالي سنرى دولة فلسطينية مستقلة، ومجرد طرح الفكرة، 15 دولة أضيفت إلى قائمة المعترف بالدولة، حتى الولايات المتحدة والدول الأوروبية اضطرت لرفع مستوى التمثيل، ونأمل تحقيق مزيد من المكاسب.
المصدر: جريدة صدى البلد اللبنانية