"الأخبار": لا قرار فلسطينيّاً بتحويل 15 أيار إلى "موعد مع الانتفاضة"
السبت، 14 أيار، 2011
نقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر فلسطينية وثيقة الاطلاع أن لا قرار فلسطينيّاً بتحويل 15 أيار إلى "موعد مع الانتفاضة"، وخصوصاً في ظل التناغم الحاصل في الخطاب السياسي المستجد بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل. ورأت المصادر أن اتفاق المصالحة هو ما سيمنع تحويل الحراك الشعبي إلى مواجهة تصعيدية مع قوات الاحتلال في المرحلة الحالية، وخصوصاً في أراضي الضفة الغربية، وهو ما تدركه القيادة الإسرائيلية، التي وإن رفعت سقف جهوزيتها، فإن تقديراتها وضعت مهمة منع تطور التظاهرات الشعبية في عهدة القوات الأمنية الفلسطينية.
وتشرح المصادر أن أبو مازن ذهب إلى اتفاق المصالحة بناءً على حاجته إلى مشهد وحدوي يخوّله الكلام باسم "الشعب الفلسطيني" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو يحرص على إبقاء الوضع الميداني هادئاً إلى حين إمرار هذا الاستحقاق، وعلى هذا الأساس كان إعلانه قبل فترة "منع أي انتفاضة مرتقبة". في المقابل، تشير المصادر إلى خطاب خالد مشعل خلال مؤتمر المصالحة الفلسطينية في القاهرة حول "منح السلام فرصة"، وهو ما عاد وكرره في أحاديث صحافية حين تطرق إلى استعداد الحركة "لاختبار النيات الإسرائيلية". وتضيف المصادر أن همّ "حماس" اليوم هو إعادة الإعمار في قطاع غزة، وليس فتح جبهة مع قوات الاحتلال، مستدلّة على ذلك بكلام رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنيّة عن المشاريع المرتقبة للقطاع، الذي لم يخرج بعد من دمار عدوان "الرصاص المصهور". ولا تخفي مصادر أخرى خشية فلسطينية من إقدام أطراف أخرى على محاولة تصعيد الموقف، وخلق فرص للاحتكاك، سواء خلال فعاليات الداخل الفلسطيني أو في "دول الطوق". غير أنها تقلّل في الوقت نفسه من احتمال تدحرج أي احتكاك إلى انتفاضة جديدة، مشيرة إلى أن 15 أيار الجاري قد يكون "تمريناً على الانتفاضة، ورسالة حول القدرة الفلسطينية على الحشد، وخصوصاً في داخل الأراضي المحتلة".
وتشير المصادر إلى أن التمرين هو لاستحقاق أيلول المقبل، سواء فشل أو نجح الرئيس الفلسطيني في نيل الاعتراف بالدولة. وتوضح أن أبو مازن يحتاج إلى مصادقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددهم 192 دولة، أي من المفترض أن يحصل على موافقة 128 منها. وتضيف أن القيادة الفلسطينية تضمن حالياً 120 دولة، وتعوّل على التحوّل في الموقف الأوروبي، وعلى هذا الأساس فإنها حريصة على إبقاء الوضع الميداني هادئاً.
لكن بعد أيلول قد يكون الوضع مختلفاً. وترى المصادر أن "الانفجار سيكون في تلك اللحظة، حين تحظى السلطة، بتشكيلها الجديد من "فتح" و"حماس"، بشرعية توصيف الدولة تحت الاحتلال، وبالتالي تنتقل إلى خيارات المواجهة، أو إذا أخفقت في ذلك وباتت الأبواب موصدة في وجهها". وتختم المصادر بالتأكيد أن فعاليات 15 أيار، على أهميتها، لن تكون أكثر من تهيئة لاستحقاق ما بعد أيلول.