
الأربعاء، 16 نيسان، 2025
يواصل الجيش
اللبناني تنفيذ خطته لإغلاق المداخل الفرعية غير الرسمية في مخيم البداوي للاجئين
الفلسطينيين شمال لبنان. ففي صباح الثلاثاء 15 أبريل 2025، قام الجيش بإغلاق
مدخلين جديدين هما "زاروبة أبو الشهيد" و"زاروبة أبو سويد"،
ما أثار استياءً متزايداً بين سكان المخيم، خاصة القاطنين في المناطق المتاخمة
للأحياء اللبنانية المجاورة.
ويؤثر الإغلاق
بشكل خاص على القطاع (ج) الذي يضم مدارس ورياض أطفال يرتادها مئات الأطفال من داخل
المخيم والمناطق اللبنانية المجاورة، بالإضافة إلى مساجد كانت مركزاً روحياً
مشتركاً للسكان من الجانبين.
يأتي هذا
الإجراء استكمالاً لخطة بدأها الجيش يوم الخميس 10 أبريل بإغلاق عدة مداخل غير
رسمية باستخدام كتل إسمنتية، تبعها يوم السبت 12 أبريل إغلاق الطريق الفرعي القادم
من منطقة المنكوبين باتجاه المخيم. وتشير أنباء محلية إلى نية الجيش إغلاق المزيد
من المداخل.
يثير هذا
التطور تساؤلات لدى سكان المخيم حول دوافعه وتوقيته، خاصة في ظل الظروف الإنسانية
والأمنية المتدهورة التي تعاني منها المخيمات الفلسطينية في لبنان وغياب رؤية
سياسية شاملة لمعالجة أوضاع اللاجئين.
وكانت الفصائل
الفلسطينية قد ذكرت أن الإغلاق يأتي تنفيذاً لاتفاق تم التوصل إليه مع الجيش
اللبناني وسفارة السلطة الفلسطينية قبل أكثر من عامين، وجرى تجميده سابقاً بسبب
الأحداث في فلسطين وقطاع غزة، ليُعاد تفعيله مؤخراً بدعوى تكرار الإشكالات بين
سكان المخيم والجوار اللبناني.
وأكدت الفصائل
واللجان الشعبية في بيان سابق علمها بالإجراءات، مشيرة إلى وجود حوالي 22 مدخلاً
فرعياً غير رسمي في المخيم. وأوضح البيان أن الجيش أبلغها بعزمه إغلاق بعض هذه
المداخل في حي خليل الرحمن، مؤكدة أن الإجراءات تأتي في إطار تفاهم أمني لضبط
الوضع في محيط المخيم وأن التنسيق مع الجيش مستمر.
ورغم تأكيدات
الفصائل، يتصاعد قلق سكان المخيم من أن تكون هذه الإجراءات مقدمة لمزيد من القيود
الأمنية والاجتماعية، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها والحرمان
من الحقوق المدنية والاقتصادية الأساسية، وغياب الدعم الفلسطيني والدولي الفعال.