القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

المحلل السياسي «علي دربج»: المقاومة الفلسطينية تمتلك زمام المبادرة ولديها قدرات تخولها لخوض المواجهة لايام طويلة


بيروت، خاص - لاجئ نت|| الخميس، 11 أيار، 2023

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي واغتالت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الخميس القيادي في سراي القدس أحمد أبو دقة ليرفع عدد الشهداء وفق وزارة الصحة الفلسطينية الى 28 شهيدا ونحو 80 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء الماضي.

وبعد صمت استمر 36 ساعة أربك الاحتلال، شرعت فصائل المقاومة، بعد ظهر أمس الأربعاء، بالرد على العدوان، بإطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة تجاه مستوطنات غلاف غزة، ومدن ومستوطنات الاحتلال وصولاً إلى تل أبيب ويافا.

وأطلقت "الغرفة المشتركة” لفصائل المقاومة، على عملية الرد "ثأر الأحرار”، وقالت إنّ "استهداف المنازل المدنيّة والتغوّل على أبناء شعبنا واغتيال رجالنا وأبطالنا هو خطٌ أحمر سيواجه بكل قوةٍ وسيدفع العدو ثمنه غاليًا”.

وحذرت: "جاهزون لكل الخيارات، وإذا تمادى الاحتلال في عدوانه وعنجهيّته فإن أيامًا سوداءَ في انتظاره، وستبقى المقاومة في كل جبهات الوطن وحدةً واحدةً، سيفًا ودرعًا لشعبنا وأرضنا ومقدّساتنا”.

ويرى خبراء ومحللون في الشأن الإسرائيلي أن العدوان على غزة فجر اليوم الثلاثاء الذي أطلق عليه جيش الاحتلال اسم "السهم الواقي" يرسل رسائل معلنة لقيادة رئاسة أركان الجيش والحكومة الإسرائيلية بالعودة إلى سياسة الاغتيالات التي تستهدف قيادات المقاومة الفلسطينية.

ورغم ذلك، تشير تقديرات المحللين إلى أنه لا يوجد ما يفسر عملية "السهم الواقي" سوى أن حكومة نتنياهو تحاول أن تضع الأجندة الأمنية على جدول أعمالها لقطع الطريق على الاحتجاجات المناهضة للإصلاحات القضائية، واحتواء حراك المعارضة الذي بات يهدد استقرار الحكومة ويشير إلى احتمال تفككها في المستقبل.

وفي هذا السياق يقول الدكتور علي دربج كاتب وباحث سياسي وأستاذ جامعي بأن العملية العسكرية أتت في هذا التوقيت لتخدم سياسة حكومة نتنياهو التي تواجه أزمات داخلية منذ تأسيسها.

وقال المحلل السياسي في اتصال هاتفي مع شبكة "لاجئ نت" بأنه المقاومة في غزة تمتلك زمام المبادرة ولغاية الان الكلمة تعود لها، والكيان الاسرائيلي يتوسط ويتوسل الوساطات بشكل مباشر او غير مباشر لوقف صواريخ المقاومة التي شكلت ضربة قاسية له لم يكن يتوقعها خصوصاً بمسألة الصاروخ البالتسي التي تحدثت عنه المقاومة والذي تم التصدي له بواسطة منظومة مقلاع داوود وتم الحديث عن صاروخ اعتراضي تكلفته مليون دولار لاسقاط هذا الصاروخ البالستي.

وأشار دربج في حديثه بأن هذا الصاروخ كان رسالة كبيرة وقوية وعميقة وموجهة وقد فهمها الاحتلال ومنذ اللحظات الأولى كما ذكرنا بدأ يتوسط لوقف اطلاق النار.

ويعتقد دربج بأن ليس من مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الذهاب بعيداً في التصعيد خصوصاً بأن لدى المقاومة قدرات التي تخولها لخوض المواجهة لايام طويلة دون ان تتاثر مخزوناتها الصاروخية بالنقص او ما شابه ذلك.

يتسائل المحلل السياسي عن مدى جاهزية المجتمع الاسرائيلي لتقبل هذا التصعيد في هذا التوقيت، وخصوصاً اننا على أبواب فصل سياحي داخل الكيان، ونحن نعلم بأن الكيان الاسرائيلي يعول كثيراً على موضوع السياحة.

ويؤكد الدكتور دربج بأن كل هذه العوامل تدفع بالاسرائيلي الى التهدئة كان ذلك عاجلاً أم آجلا، وما يفعله حالياً ليرفع أسهمه المنهارة اصلاً بسبب أزمته الداخلية أمام جمهوره.

وحول السناريوهات المحتملة، هي قبول "إسرائيل" وقف اطلاق النار وفق شروط معينة تكون ملائمة لها وتكون بالمقابل ملائمة للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي تبلي بلاءاً حسناً ومن المتوقع أن نشهد خلال الأيام القليلة مفاعيل هذه التهدئة.