القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

المخيمات الفلسطينية في لبنان: حزن على رحيله وفخر بـ "القائد المشتبك" يحيى السنوار


الجمعة 18 تشرين الأول 2024

ظنّ الكثيرون أن قائد حركة حماس في قطاع غزة ورئيس مكتبها السياسي، الشهيد المجاهد يحيى السنوار، كان يختبئ في أحد الأنفاق التي حفرتها حركة حماس في غزة كما كان يشيع جيش الاحتلال "الإسرائيلي".

لكن الحقيقة التي أذهلت الجميع هي أن الشهيد السنوار كان في الصفوف الأمامية، ممتشقاً سلاحه وجعبته، يواجه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إلى جانب رفاقه المقاتلين، ليصبح أيقونة ورمزاً للشهادة والمقاومة.

استشهاد السنوار شكل صدمة وحالة من الذهول في أوساط اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث أطلقوا عليه لقب "القائد المشتبك".

قليل هم القادة الذين استشهدوا في الصفوف الأمامية، وكان السنوار واحداً منهم، لتشكل الطريقة التي استشهد بها حالة "فخر وعزّة" وفق معظم اللاجئين الفلسطينيين الذين قابلهم موقعنا ، و"تخلد اسمه ليس فقط في أذهان الفلسطينيين، بل في قلوب كل أحرار العالم."

صمود في المخيمات

وفي السياق أكد جمال الحج، وهو لاجئ فلسطيني من مخيم برج البراجنة، أن "القائد سيخلفه ألف قائد، والسنوار كغيره من القادة الشهداء مثل أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، فتحي الشقاقي، ياسر عرفات، وحتى السيد حسن نصر الله، رغم محاولات اغتيالهم لم تنهِ المقاومة، بل زادتها قوة وصلابة" بحسب ما يقول

وأضاف: "نحن في مخيم برج البراجنة حزينون وفرحون في الوقت نفسه. صحيح أننا فقدنا قائدًا فذًّا ورجلًا يحمل لواء المقاومة ومؤسس عملية طوفان الأقصى، لكننا سعداء بنيل الشهادة العزيزة التي لطالما تمنى السنوار تحقيقها، وهو الذي واجه العدو في الصفوف الأمامية حتى الرمق الأخير. نيالنا كمخيمات بهذا الرجل العظيم."

وشدد الحج على أن "المقاومة ستشتعل أكثر وأكثر، ومن يظن أنها ستنطفئ فهو واهم، والعدو الصهيوني مخطئ إذا اعتقد أن استشهاد القادة سينهي المقاومة؛ فنحن أمة تلد القادة والشهداء."

هكذا يعبر لاجئ فلسطيني ولد في مخيم بالشتات ويواجه هذه الأيام ما يواجهه الفلسطينيون في مخيم برج البراجنة من حالة قلق جراء القصف "الإسرائيلي" على ضاحية بيروت الجنوبية المحاذية للمخيم.

القائد المشتبك

وكذلك تقول منار الأموي وهي لاجئة فلسطينية شابة في مخيم عين الحلوة: "لم أصدق في البداية خبر استشهاد السنوار بتلك الطريقة. كنت أظن أنه في أحد الأنفاق، فكانت صدمة كبيرة لي، حتى ذرفت الدموع، لأنه كان آخر القادة الكبار الذين نعول عليهم. لكن المقاومة باقية ومتجذرة فينا، ولو استشهد ألف قائد."

تصف الأموي السنوار بأنه "القائد المشتبك، القائد الذي خرج من الظل إلى النور ليلقى وجه ربه شهيدًا في الصفوف الأمامية، ورسم خاتمةً لم يستطع أي من القادة الذين نعرفهم أن يصل إليها. لقد واجه العدو، وقدم دمه في سبيل قضية فلسطين".

وتابعت: "لن تنساك المخيمات، أيها السنوار، فأنت حي فينا ومتجذر في عقل كل واحد منا، خاصة بعد أن وضعت حجر الأساس لعملية طوفان الأقصى التي أذلّت العدو وقهرته في السابع من أكتور وأشعرتنا ولو للحظات أن العودة اقتربت."

أيقونة المقاومة

وبكلمات مقتضبة ومعبرة، قالت اللاجئة الفلسطينية نجاح العينا عند سؤالها عن السنوار: "أيقونة المقاومة. حزينة جدًا ومفتخرة في ذات الوقت. هذه نهاية رجل شجاع أبى أن يجلس مكتوف اليدين وهو الذي كان يقول دائمًا: أكبر هدية يقدمها الجيش الإسرائيلي لي هي أن يغتالني بطائرة F-16، وأن الموت في سبيل الله هو أعز أمانينا. فاختاره الله شهيدًا بما كان يتمنى، وجعله ملهمًا ورمزًا لكل المقاومين."

وأضافت العينا: "سيبقى السنوار قدوة للأحرار والمجاهدين، وليت من يجلسون على الهامش من حكام العرب يتعلمون ويتحركون ولو قليلًا في سبيل القضية وفلسطين."

حزن وفخر

فاطمة حسين، اللاجئة الفلسطينية في مخيم الرشيدية والتي نزحت إلى تجمع وادي الزينة، عبرت عن حزنها قائلة: "كل المخيمات حزينة لاستشهاد السنوار لأنه شكل أملاً. كنا نعول على قوته وحنكته، لكنه تركنا ورحل كما تمنى، ونحن حزينون جداً على رحيله، لأنه كان شوكة في حلق العدو، ويبث الرعب والخوف في قلوبهم."

إلا أن حسين تستدرك أن "القضية لن تزول باستشهاد القادة، بل ستزيدنا قوة وعزيمة وإصراراً على مواصلة طريق الشهداء والقادة".

تضيف اللاجئة الفلسطينية: "ليعلم العالم أن السنوار استشهد وهو يدافع عن شرف أمة نائمة، وسيسجل التاريخ أن قائدًا ورئيس حركة ومسؤول مكتب سياسي كان في مقدمة الصفوف، يرتدي الجعبة ويحمل بيده السلاح، ويطلق النار في منطقة رفح الحدودية، في حي تل السلطان، الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مواقع قوات العدو الإسرائيلي نعم الخاتمة يا أبا إبراهيم".