النفايات تتراكم في مخيمات منطقة صور
الجمعة، 10 حزيران، 2011
بيروت، لاجئ نت
منذ حوالي ثلاثة أشهر، أُغلق مكبُّ النفايات في منطقة رأس العين (مدينة صور)، الذي كانت تستخدمه القرى اللبنانية ومدينة صور بالإضافة إلى المخيمات الفلسطينية. ونتيجةً لهذا الإجراء المفاجئ، قامت جميع القرى بما فيهم مدينة صور بإلقاء النفايات في الوديان والمشاعات الخاصة بها لحين تشغيل مصنع تدوير النفايات والذي يقع في قرية عين بعال، والمتوقع أن يبدأ العمل به في شهر أب أو أيلول 2011. أما المخيمات الفلسطينية فهي تواجه مشكلة بيئية خطيرة، إذ مُنعت من إلقاء النفايات خارج المخيمات، وبالتالي باتت أكوام النفايات كالتلال منتشرة في الأزقة والطرقات، وكانت إدارة الأونروا في منطقة صور بين الحين والآخر تتدخل لدى رؤساء البلديات في المنطقة لتخفيف جزء ولو بسيط من هذه النفايات، وكثيراً ما كانت تخفق وتفشل في مساعيها.
بعد تفاقم الموضوع واحتجاج المجتمع المحلي على تقاعس الأونروا في سعيها الجاد لاستئجار أرض، ولو مؤقتاً، لجأ مدير منطقة صور فوزي كساب الى إحدى القوى السياسية التي لديها ملعب رياضي يقع على شاطئ البحر في مخيم الرشيدية، وطلب مساعدتها للسماح بإلقاء النفايات في أرض الملعب، على أن يتم ردمها يومياً ولمدة مؤقته قد لا تتجاوز الأسبوع، لكن الأزمة استمرت، وتجاوزت الثلاثة أشهر، حيث استوعبت هذه المنطقة نفايات مخيم الرشيدية.
وبدلاً من أن تجد الأونروا حلولاً دائمة لهذه المشكلة، استقدمت نفايات المخيمات الأخرى إلى مخيم الرشيدية بشكل سري عبر شاحنة الأونروا compactor، وبغير علم الذين قدموا الملعب (مؤقتاً!)، وذلك ليثبت مدير المنطقة حسن إدارته للأزمة أمام رؤسائه وأنه قد حلّ المشكلة التي تهدد الصحة العامة وحياة الناس.
والآن بعد ثلاثة أشهر لم يعد المكان المستخدم يستوعب المزيد من النفايات. المشكلة ما زالت قائمة، بل تفاقمت. والنفايات مكدّسة في الأزقة والطرقات منذ حوالي الأسبوع، إذ تتكوّم هذه النفايات عند جدار مدرسة عين العسل الابتدائية في مخيم الرشيدية، وكذلك المخيمات الأخرى، حيث تنبعث منها الروائح الكريهة نتيجة تعفّن بقايا العظام واللحوم والأطعمة الأخرى، وقد اضطر المجتمع المحلي لاستحداث مكان جديد يستوعب النفايات لمدة أسبوع أو أكثر قليلاً، وذلك تخفيفاً لمعاناة السكان، ولكن السؤال المنطقي هو: إلى متى يبقى هذا الإهمال والاستهتار بصحة الناس وحياتهم في المخيمات الفلسطينية من قبل الأونروا وموظفيها؟
المصدر: نشرة رصد