جبهة التحرير أحيت ذكرى رحيل أمينها العام أبو العباس
السبت، 12 آذار 2011
لاجئ نت - وكالات
أحيت جبهة التحرير الفلسطينية الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد امينها العام السابق محمد عباس "ابو العباس"، بمهرجان جماهيري في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي، في حضور نائب الامين العام للجبهة ناظم اليوسف وقادة وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية والاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والاتحادات واللجان الشعبية والاهلية وفاعليات وشخصيات وطنية وحشد كبير من جماهير المخيمات.
وأفاد بيان للجبهة أن المهرجان "تحول الى مناسبة لاعادة اصرار الشعب الفلسطيني على انهاء الانقسام واستعادة الوحدة واخذ الدروس من الحراك الجماهيري العربي الساعي الى التغيير".
وبعد كلمة ترحيب من عريف الاحتفال احمد قاسم وعزف النشيدين اللبناني والفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت إجلالا لروح الشهيد "ابو العباس" وكل الشهداء، ألقيت كلمات عدة، بدأت بكلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية تضمنت تحية للراحل ول"جبهة التحرير الفلسطينية، التي اسهمت في صون كيان الشعب وهويته وشكلت درع امان لها عمد باذكى الدماء واطهر الاجساد، وما احوجنا اليوم الى الرئيس الرمز ياسر عرفات والشهيد ابو العباس ولثقافتهما التي تعزز اذهاننا بالصبر وقوة الارادة". وأضافت إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "يقف اليوم في مواجهة كل الاعاصير متحديا كل اشكال الترهيب، حيث اختار الرئيس ابو مازن ان يبقى في خندق الشعب". وحيت "مواقف لبنان الشقيق وما قدمه من تضحيات في سبيل القضية الفلسطينية".
ثم ألقى عضو قيادة حركة "أمل" عباس عيسى، كلمة حيا فيها "الشهداء الذين أغنوا التاريخ بدمائهم وتضحياتهم وفي مقدمتهم الشهيد ابو العباس ورفاقه الشهداء". وقال إن جبهة التحرير ومعها كل الفصائل "قدمت التضحيات في سبيل فلسطين، وها نحن نؤكد على حمل شعار الامام المغيب السيد موسى الصدر اننا مع حركة المحرومين من ارضهم والمحرومين على ارضهم، وكما قال سأحمي المقاومة الفلسطينية في جبتي وعمامتي"، مشيرا الى "انتفاضة الشعوب بمواجهة انظمتها، هذه الانظمة التي عانت القضية الفلسطينية الكثير منها على مدار عقود من الزمن، ولذلك شهد الشهيد ابو العباس على هذا الواقع في مواجهة الاحتلال الاميركي الجديد"، داعيا الى "ضرورة توحيد الجهود تقديرا لعظمة الشهداء في طي صفحة الانقسام الفلسطيني والعودة الى رحاب الوحدة الوطنية الفلسطينية".
والقى كلمة "جبهة التحرير" عضو مكتبها السياسي عباس الجمعة، واستهلها بتوجيه التحية ل"الشهيد القائد ابو العباس وشهداء فلسطين ولبنان والامة العربية"، وقال: "نقف اليوم امام الذكرى السنوية السابعة لقامة تاريخية صاحبة تجربة نضالية، تجربة غنية مرت بعقود مضت في مدرسة نضالية ابتكرت كافة اساليب النضال ضد العدو الصهيوني وكانت عمليات الجبهة منارة لتحقيق الهدف الاسمى وهو تحرير فلسطين".
أضاف: "يصعب الكلام عن القائد الرمز الشهيد الامين العام لجبهتنا ابو العباس بطموح الإحاطة بمدها وجزرها. فما بالك ونحن نتحدث عن قائد مؤسس لجبهة مازالت تضطلع بدورها رغم كل الظروف التي احاطت بها، وكانت تجربتها زاخرة من خلال عمليات الجبهة البرية والبحرية والجوية التي اشرف عليها الشهيد القائد ابو العباس ومعه رفيق دربه القائد سعيد اليوسف، هذه الجبهة التي قدمت ثلث اعضاء مكتبها السياسي ولجنتها المركزية فداء لفلسطين القضية والشعب وفي مقدمتهم القادة الامناء العامون طلعت يعقوب وابو احمد حلب والقادة سعيد اليوسف ومروان باكير وابو العز وجهاد حمو وحفظي قاسم وابو العمرين وابو عيسى حجير".
تابع: "لقد تعملنا على ايدي الشهيد القائد ابو العباس دروسا نحن أحوج إليها على صعيد جبهتنا وعلى صعيد الحركة الوطنية الفلسطينية، وهذا يتطلب اعادة النظر في مسار المفاوضات وإلى تبني إستراتيجية وطنية جديدة تستند على المقاومة بكافة اشكالها، وحركة تضامن دولية مع الشعب الفلسطيني ومقاطعة إسرائيل واستعادة الوحدة الوطنية"، معتبرا إن جبهة التحرير "لن تكل ولن تمل في دعوتها لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة والحفاظ على وحدة التمثيل والمرجعية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، لان مستقبل ومكانة القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، وهذا يتطلب منا استمرار التحرك على مختلف المستويات القانونية والسياسية لتقديم قادة الإرهاب والإجرام الصهيوني إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب ويجب أن لا يفلتوا من العقاب".
واكد الجمعة على دور الشباب الفلسطيني، الذي "اراد النزول للشارع ليقول نعم لاسقاط الانقسام. هذا الشباب هو وقود الحاضر وهو قادة وأمل المستقبل"، داعيا الى انتفاضة شعبية "لإنهاء الانقسام، والتوجه بانتفاضة جديدة نحو تصعيد النضال حتى دحر الاحتلال، من اجل انجاز مرحلة التحرر الوطني، وتحقيق اهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
ورأى ان "حالة النهوض الثوري العربي التي نشهدها اليوم في المنطقة وخاصة بعد ثورة تونس ومصر، هذه الانتفاضات الشعبية التي تتجلى بالنهضة العربية تشكل لنا بارقة امل جديدة، ونحن نتابع بقلق بالغ ما يتعرض له أبناء الشعب الليبي من قمع بوليسي وعسكري بمختلف الأسلحة برا وجوا أدى إلى سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى على يد نظام القذافي، إننا على ثقة بأن الشعب الليبي لم يتوقف عن النضال في سبيل استقلاله وحريته"، مؤكدا على "رفض التدخل الأجنبي في ليبيا او اي بلد عربي وإذا أراد العالم عبر مجلس الامن ان يملي القرارات فعليه ان يفرق بين سلوك الغطرسة الذي تمارسه أمريكا من خلال اصدار الاوامر والاملاءات التي من شأنها تشويه الصورة الناصعة لثورات الشعوب بل الاساءة الى نقائها، واظهار الحرص المفرط على حقوق الشعوب بالحرية والديموقراطية كما فعلت في العراق".
وشدد على ان الديموقراطية الحقيقية "لا تقبل الكيل بمكيالين ولا تقبل التغطية على الاحتلال الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة، ولا تقبل استغلال موارد وخيرات الشعوب عبر الاحتلال العسكري أو الشركات الاحتكارية الكبرى".
وحيا الجمعة مواقف "لبنان الشقيق". وأكد ان الشعب الفلسطيني "متمسك بحق العودة ويرفض التوطين، ونحن نقف الى جانب وحدة لبنان وعروبته ومقاومته وسيادته"، متمنيا على الحكومة المقبلة "اقرار الحقوق الانسانية، واعادة النظر بقانون العمل الذي لا يرتقي الى المطلب الفلسطيني الذي يؤسس لحياة اقتصادية كريمة للاجئين في لبنان التي تزداد صعوبة يوما بعد يوم، واعادة اعمار مخيم نهر البارد".
وطالب وكالة "الاونروا" ب"ضرورة تفعيل دورها في المخيمات، خصوصا الخدمات الطبية والاجتماعية والتربوية"، مشيدا "بمواقف دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري الداعمة لوحدة وحقوق الشعب الفلسطيني"، معلنا وقوف الجبهة وتضامنها مع الشعب اللبناني وحركة امل وعائلة الامام الصدر من اجل الكشف عن مصير الامام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيه".
وفي الختام حيا الجمعة المرأة الفلسطينية والعربية، "التي ما زالت تتعرض لاضطهاد في المجتمع من حيث استهداف حقوقها وتهميشها إلى حد كبير، وان هذا يستدعي بذل جهود كبيرة لرفع هذا الظلم عن المرأة التي أعطت وما زالت من خلال نضالها مع شعبها ضد الاحتلال، وقدمت الشهيدات وفي مقدمتهن المناضلة الشهيدة دلال المغربي الذي نحتفل اليوم في ذكراها وكل الماجدات الشهيدات والاسيرات المناضلات وما زالت تناضل في كافة المواقع السياسية والاجتماعية والثقافية والاعلامية"، مهنئا في نهاية كلمته المعلمين بمناسبة عيد المعلم، "لما يبذلوه من عطاء"، وحيا الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.