القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

جلٌّ يجاور البحر..... يشكو من عناء السنين

جلٌّ يجاور البحر..... يشكو من عناء السنين
 

مها عيسى

تصوّر أن من يسكن هذا الجل الذي يجاور البحر ويسمع أناشيده صباحاً مع فنجان القهوة والطيور ترقص فوقه مبتهجةً والشمس تطلّ على مهلٍ من وراء تلاله لتشاركهم الفرحة ، تنظر إلى أهالي هذا الجل لترى القلق والهموم تلازمهم في بيوتهم عند قدوم كل شتاء.

زرتُ أهالي جل البحر ولأول مرة أرى الأمل يملأ وجوه البعض ، إنها جمعية المساعدات الشعبية النروجية تزف لهم الأخبار السارة لتخفيف العناء الذي تحملوه منذ زمن بعيد حيث إنهم سكنوا هذه الديار منذ سنة النكبة 1948 عندما لجئوا إلى أرض لبنان ولا زالوا ضيوفاً فيها وهم يفوقون الثلاثة آلاف نسمة.

أفادني مسؤول اللجنة الشعبية في جل البحر الأستاذ حمد مصطفى درويش بأن الأهالي ناشدوا المسؤولين للالتفات إلى بيوتهم الضيقة البائسة ، كأنها شاخت وتكاد تقع على رؤوس أصحابها، فلبت النداء جمعية المساعدات الشعبية النروجية NRC داعمين 60 بيتاً في حالة مزرية للغاية جراء العوامل الطبيعية ، حيث إن أسقف البيوت تذرف دموعها خلال فصل الشتاء وتسقط بعض قطع الباطون على أصحاب المنازل.

قدموا المساعدات بتغطية كاملة: المواد وأجرة العمال وغيرها لترميم الحيطان والسقوف وتبليط أرض المطابخ والحمامات وتزويد المراحيض بالمغاسل وغيرها وقد رمَّمت 48 منزلاً من أصل 60؛ ويتمنى أهالي المنازل الباقية بالإسراع قبل أن يدهمهم الوقت بحلول فصل الشتاء.

يناشد باقي سكان جل البحر المؤسسات والجمعيات التي تبنت هذا المشروع وغيره ؛ بأن يلتفتوا إليهم بإكمال ما بدأوه ، وأن يضعوا حداً للضرر الذي يعانون منه منذ أن سكنوا بجوار البحر، قبل بدء فصل الشتاء لأن الموج يدخل بيوتهم الهزيلة دون استئذان ؛ يهدم ما يهدم ويجرف مفروشاتهم ويبتلع أقواتهم كل سنة.

يتقدم الأستاذ حمد درويش بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم وأنجز هذه الأعمال القيمة، ويرجو أن يستمروا بهذا العمل الطيب لينهوا معاناة شعب كتب عليه التهجير والظلم.