القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حشود غاضبة تملأ المخيمات الفلسطينية في لبنان رفضاً لـ "الإبادة" في غزة


الجمعة، 04 نيسان، 2025

شهدت كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، عقب صلاة الجمعة اليوم، الرابع من نيسان/أبريل، مظاهرات شعبية حاشدة تعبيراً عن الغضب العارم والتنديد باستمرار "حرب الإبادة" التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة. ورفع المتظاهرون أصواتهم رفضاً للصمت العربي والدولي تجاه المجازر المتواصلة، مؤكدين وقوف الشتات الفلسطيني صفاً واحداً إلى جانب أهلهم الصامدين في القطاع وكافة أرجاء فلسطين المحتلة.

نهر البارد ينتفض بحشود غاضبة:

في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، خرجت حشود هائلة عقب صلاة الجمعة، ضمت أعداداً كبيرة من شباب وشيوخ وأطفال المخيم. وصدحت مكبرات الصوت بالأناشيد الوطنية والهتافات الداعمة لأهالي غزة والمنددة بـ "التواطؤ العربي والدولي" في جريمة الإبادة الجماعية. وجاب المتظاهرون شوارع المخيم وصولاً إلى الساحة الرئيسية، حيث أكد ممثلو اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية في كلماتهم على تلاحم اللاجئين الفلسطينيين مع إخوانهم في غزة، وشددوا على أن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لمواجهة مشاريع التهجير "الإسرائيلية" - الأمريكية التي تستهدف الوجود الفلسطيني.

واستنكر أبو صهيب الشريف، المسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم نهر البارد، استئناف "آلة القتل المجنونة" من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" بعد فترة الهدوء الأخيرة، مؤكداً أن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاقيات والقوانين الدولية وحقوق الإنسان. وأشار إلى أن الطائرات الحربية "الإسرائيلية" عادت لشن غاراتها على المخيمات ومراكز الإيواء والمنشآت الطبية على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بينما يرتفع عدد الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ يومياً دون أي تدخل دولي حقيقي لوقف هذا العدوان المتصاعد الذي يمتد ليشمل سوريا ولبنان دون محاسبة. ودعا الشريف إلى الوحدة ورص الصفوف في مواجهة هذا العدوان.

من جهته، ندد الشيخ عدنان ناصر بما وصفه بـ "تخاذل العرب والمسلمين عن نصرة فلسطين وترك أهل غزة يواجهون الإبادة والقتل وحدهم".

حشود مماثلة ترفع الصوت في البداوي وبرج البراجنة:

وفي مخيم البداوي في طرابلس، خرجت حشود كبيرة مماثلة حملت الأعلام الفلسطينية ورايات المقاومة، وسط هتافات غاضبة تندد بالمجازر "الإسرائيلية" والصمت الدولي والعربي المخزي. وأكد المتحدثون باسم الأهالي على أنه "لا فائدة من الكلام بينما يُباد أهلنا في غزة"، مطالبين القوى السياسية والشعبية بتحمل مسؤولياتها في مواجهة الإبادة والتهجير.

جنوب بيروت، انطلقت مسيرة حاشدة من مخيم برج البراجنة، حيث جابت أعداد كبيرة من اللاجئين شوارع المخيم، مرددين الهتافات المؤيدة لغزة والمقاومة الفلسطينية. وشدد الشيخ علي يوسف في كلمته على أن "الصمت العربي والإسلامي حيال المجازر الصهيونية أمر مرفوض"، داعياً إلى تقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي لردع العدوان وتحقيق النصر.

وأكد يوسف الحسن، مسؤول حركة الجهاد في مخيم برج البراجنة، أن غزة اليوم بأمس الحاجة إلى تضافر جهود جميع الفلسطينيين في الشتات، ودعاهم إلى ملء الساحات لإيصال صرخة غزة إلى العالم لوقف المجازر بحق الأطفال والنساء، مؤكداً أن المخيمات الفلسطينية لن تتخلى عن غزة مهما بلغت التضحيات.

وعبرت اللاجئة الفلسطينية آمنة بريق عن ألمها العميق لما يحدث في غزة، مشيرة إلى استعدادها للتظاهر على الحدود ليشعر سكان غزة بتضامنهم، وناشدت العرب والأمة الإسلامية والعالم أجمع التدخل لوقف هذه "المحرقة".

تضامن واسع في صيدا وصور والرشيدية والجليل:

وفي صيدا، خرج أهالي مخيم عين الحلوة بحشود غفيرة عقب صلاة الجمعة، للتنديد بمجازر الاحتلال "الإسرائيلي" في غزة وبالصمت العربي والدولي المتواطئ.

أما في مدينة صور جنوبي لبنان، فقد ندد المتظاهرون في مخيم برج الشمالي بالمجازر "الإسرائيلية" في غزة والعدوان المتواصل على لبنان، مستنكرين بشكل خاص جريمة اغتيال الشهيد حسن فرحات وولديه في صيدا اليوم. وأكد المتحدثون باسم المتظاهرين أن "شعبنا في غزة يواجه أبشع صور الإبادة الجماعية"، مشددين على وقوفهم وقفة غضب ودعم لغزة.

وأكد محمد خضر، مسؤول حركة فتح في مخيم برج الشمالي، أن اللاجئين الفلسطينيين لن يتخلوا عن قطاع غزة، وأن جميع المشاريع التصفوية ستفشل. ودعا إلى الوحدة الفلسطينية والمصالحة الوطنية لمواجهة المخططات "الإسرائيلية".

من جانبه، أكد عبد المجيد عوض، المسؤول السياسي لحركة حماس في صور، أن "عصر اليمين المتطرف الصهيوني والاستكبار الأمريكي يسعى لتحقيق حلم إسرائيل التوسعي"، مشدداً على أن "لا سبيل أمامنا سوى المقاومة".

وامتدت المظاهرات لتشمل مخيمات الرشيدية في صور والجليل في بعلبك، حيث خرج اللاجئون الفلسطينيون بأعداد كبيرة استجابة لنداءات دعم غزة في وجه الإبادة المستمرة ومخططات التهجير.

ويعكس هذا الحراك الشعبي الواسع في لبنان موجة الغضب والاحتجاجات المتصاعدة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، تأكيداً على رفض "حرب الإبادة" المتواصلة وتجديداً للعهد مع فلسطين وقضيتها العادلة، حيث يظل اللاجئون جزءاً أصيلاً من النضال الوطني الفلسطيني.