
متابعة – لاجئ
نت|| الخميس، 12 حزيران، 2025
أصدر مكتب
شؤون اللاجئين في العمل الجماهيري التابع لحركة المقاومة الإسلامية
"حماس" في لبنان مذكرة شديدة اللهجة اليوم، 12 يونيو 2025، انتقد فيها
برنامج "توزيع الحصص الغذائية" الذي بدأته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". اعتبرت حماس أن هذا البرنامج
يمس كرامة اللاجئ ويلغي المساعدات المالية الأساسية، مؤكدة أن هذه السياسات تؤكد
"تخلي الأونروا عن دورها".
تقليص الدعم
وسط تفاقم الأزمات
أوضحت المذكرة
أن برنامج "شبكة الأمان الاجتماعي" القديم، الذي كانت الأونروا تقدم
بموجبه مساعدات مادية دورية للأسر الفلسطينية الفقيرة والأشد فقراً في لبنان، قد
شهد تحولاً مقلقاً. فبعد أن كان عدد المستفيدين منه نحو 61 ألفاً في عام 2019،
تراجع إلى 56 ألفاً في عام 2025، رغم ازدياد معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتفاقم
أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية. تأثر اللاجئون بشكل كبير بالأزمة الاقتصادية
اللبنانية والعدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وأشارت المذكرة إلى أن
"الأونروا تستبدل المدفوعات النقدية التي كانت تقدمها كل ثلاثة أشهر بتوزيع
حصص غذائية وزنها لا يزيد عن 18 كيلوغراماً، وتتألف من مواد أساسية مثل الأرز
والبرغل والحمص والعدس والسكر والملح والفاصوليا".
ملاحظات على
المشروع ونتائجه الخطيرة
سجلت حماس عدة
ملاحظات جوهرية على هذا المشروع. أكدت المذكرة أن تنفيذ المشروع تم "دون
مراجعة أو التشاور مع القوى السياسية الفلسطينية، ولا المؤسسات الاجتماعية، ولا
ممثلي المجتمع الأهلي". وأوضحت أن التوزيع الغذائي يعني إلغاء المساعدة
المالية الدورية واستبدالها الدائم بمساعدة عينية، مما يحرم اللاجئين من مورد مالي
حيوي لتغطية ضروريات أخرى كالعلاج والملابس. كما أشارت إلى أن هذا المشروع يزيد من
كلفة التشغيل لدى الأونروا، لكنه يفتقر إلى الشفافية المالية في المناقصات
والتكاليف الحقيقية.
أضافت حماس أن
اللاجئين يواجهون صعوبات في الانتقال إلى مراكز التوزيع البعيدة، ويدفعون تكاليف
إضافية لنقل المواد الغذائية. كما اشتكى عدد كبير منهم من رداءة مستوى الحصص
الغذائية الموزعة. وحذرت المذكرة من "النتائج الخطيرة" لهذا المشروع،
مؤكدة أنه يندرج ضمن "خطط واستراتيجية وكالة الأونروا الهادفة إلى تقليص
الخدمات" بهدف "التخلص مستقبلاً من مسؤولياتها تجاه اللاجئين".
وشددت على أن أسلوب التوزيع هذا "يمسّ كرامة اللاجئين الفلسطينيين وينتج عنه
آثار نفسية واجتماعية سلبية"، معتبرة أن عودة الأونروا إلى هذا النمط من
التوزيع بعد توقف دام سنوات طويلة يدل على "غياب التخطيط والعشوائية في
التنفيذ".
توصيات عاجلة
قدمت حماس في
مذكرتها مجموعة من التوصيات العاجلة للأونروا، داعية إلى إيقاف هذا البرنامج نظراً
لأضراره الكبيرة على اللاجئين. كما طالبت بالتحاور الفوري مع القوى السياسية
الفلسطينية والمجتمع الأهلي لاختيار مشاريع أفضل وإشراكهم في القرار. وأكدت على
ضرورة الإبقاء على المساعدات المالية لفاعليتها الأكبر في حياة اللاجئ اليومية،
وإعادة دراسة مشروع شبكة الأمان الاجتماعي لتحديث المعلومات بعد الزيادة الكبيرة
في نسبة من هم تحت خطي الفقر والفقر المدقع. ودعت حماس أيضاً إلى تقديم برامج
إغاثية وإنمائية عاجلة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والوقف الفوري لتقليص
الخدمات، وزيادة موازنة الأونروا في لبنان كي تتماشى مع حاجات اللاجئين
الفلسطينيين، وإبداء الشفافية المالية تجاه المجتمع ونشر نتائج المناقصات
والتقارير المالية.
تؤكد مذكرة
حماس على ضرورة مراجعة الأونروا لسياساتها بشكل فوري لضمان حفظ كرامة اللاجئين
الفلسطينيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية المتزايدة.