حملة «المقعد الطائر» تبدأ جولتها العالمية من بيروت:
المطلب هو جعل فلسطين الدولة الـ 194 في الأمم المتحدة
الخميس، 08 أيلول، 2011
دقّت ساعة المبادرة بالنسبة إلى مجموعة ناشطة من الشباب الفلسطينيين المقيمين في الداخل، فأطلقوا في الخامس من الجاري حملة «المقعد الطائر»، وهي باكورة نشاطات حملة «فلسطين تستحق» الشعبية، والتي تطالب بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، بحيث تكون الدولة 194 التي تنضم إليها، علماً بأن تقسيم السودان أضاف إليها مؤخراً دولة.
وسيحمل أصحاب الفكرة، في جولة عالمية، مقعداً يماثل مقاعد الدول الكاملة العضوية في الأمم المتحدة، كخطوة رمزية تعكس حاجة الشعب الفلسطيني للعيش في وطن، إسوة ببقية شعوب العالم، وإن بقيت الاعتراضات على الحملة عديدة، وتنطلق أساساً من الحفاظ على «كامل التراب» كخريطة لفلسطين، وعلى حق العودة.
في المقابل، تقوم فكرة الحملة على تصنيع مقعد خشبي أزرق اللون، يشبه مقاعد الأمم المتحدة، تكتب عليه كلمة «فلسطين»، إلى جانب شعار: «فلسطين تستحق عضوية كاملة في الأمم المتحدة». وصمّم المقعد في رام الله مهندسٌ من الجليل، جعله من خشب شجر الزيتون، وقماشه من نابلس، بينما تم تأمين المفاتيح والمفاصل الخاصة به من القدس، وتمّ تجميعه في جنين، ليختصر مختلف مناطق فلسطين المحتلة.
واستهلت الحملة جولتها من لبنان، باعتباره رئيساً لمجلس الأمن في دورته الحالية، على أن تتوجه تالياً إلى قطر، التي ستترأس الجمعية العامة خلال الفترة المقبلة، مروراً بمدن بعواصم الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وهي: موسكو، وباريس، وبروكسل، ومدريد، ولندن. وستحطّ الحملة رحالها في مدينة نيويورك، بالتزامن مع انعقاد جلسة للأمم المتحدة في العشرين من الجاري، فيتم تسليم «المقعد الطائر» إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون.
وعلى هامش الجولة على المدن الأوروبية والعربية، سيبادر ناشطو الحملة إلى تعليق لافتات ترويجية، وتوزيع ملصقات وقبعات وسواها من الأدوات الحاملة للشعار، بهدف الترويج لها على المستوى المحلي في كل بلد تزوره الحملة.
وقد وصلت مجموعة من الشباب، ليل أمس، إلى لبنان، متأخرة عن موعد المؤتمر الصحافي الذي عقدته «منظمة التحرير الفلسطينية» صباح أمس في مقر السفارة، للإعلان عن الحملة. وشرح سفير فلسطين في لبنان عبد الله عبد الله خلال المؤتمر أن «المجموعة الآتية من رام الله، واجهت بعض التعقيدات على مستوى استخراج تأشيرة الدخول إلى لبنان، لكن سرعان ما تمّت معالجة المشكلة». وتولّى عبد الله، بالنيابة عن المجموعة، مهمة تقديم الشرح حول الحملة.
يذكر أنه من المقرر أن يزور وفد الحملة مخيم الراشيدية، عند الثانية عشرة من ظهر اليوم، لعرض خطواتها على اللاجئين.
السفارة: يصون الحقوق كاملة
وكانت «منظمة التحرير الفلسطينية» قد عقدت مؤتمراً صحافياً صباح أمس، حضره السفير عبد الله، وممثلون عن الأحزاب اللبنانية، وفاعليات. واعتبر خلاله المستشار الإعلامي في السفارة حسان ششنية أن «التوجّه إلى الأمم المتحدة لطلب العضوية هو حق تاريخي وقانوني لشعبنا، ويتوافق مع حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وأضاف: «كما أن التوجه للأمم المتحدة يصون هوية شعبنا الوطنية وكافة حقوقه غير القابلة للصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير من دون تدخل خارجي وإقامة دولته الديموقراطية المستقلة وعودة اللاجئين على أساس القرار 194». واعتبر ششنية أن «عضوية فلسطين في الأمم المتحدة تضعها على قدر المساواة مع جميع شعوب العالم، وهي خطوة هامة في مسيرة النضال نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في العام 1967، وإنجاز الاستقلال». وشدّد على أن «عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ستعزز من قدرة منظمة التحرير الفلسطينية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، ولن تؤثر على دور ومكانة المنظمة والصفة التنفيذية لوصفها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ولا تمس بالمكانة القانونية وحقوق وتمثيل الفلسطينيين وحقهم في العودة».
بدوره، قال السفير عبد الله: «نحن وطنياً لبنانيون، أثبتنا وسنثبت أن وفاءنا للبنان الوطن وكيانه السياسي، وأننا جزء من استمرار صناعة هذا التاريخ لهذا الوطــن والشعب». وأشار إلى أن «الإصرار على بدء الحملة من لبنان يعود سببه الى وقوف لبنان الدائم مع القضية الفلسطينية، والتزامه رئيساً وحكومةً ومنـــدوباً بالمطالب الفلسطينية في مجــلس الأمن».
المصدر: زينة برجاوي – السفير