
صور – لاجئ نت|| الأربعاء، 26 تشرين
الثاني، 2025
شيّع مخيم برج الشمالي، اليوم، اللواء
الحاج جلال أبو شهاب (أبو باسل)، أحد أبرز رجالاته وقياداته الوطنية والاجتماعية،
في موكب جنائزي مهيب شاركت فيه شخصيات فلسطينية ولبنانية، وفعاليات سياسية
واجتماعية ودينية، إضافة إلى الأهالي من المخيم والجوار ومن مختلف المخيمات
والتجمعات الفلسطينية في منطقة صور.
حضر التشييع ممثلون عن الفصائل
الفلسطينية، وفعاليات لبنانية من مختلف المناطق، إلى جانب وجهاء وشخصيات اجتماعية
ورجال دين. وقد جاء هذا الحضور الكبير ليعكس حجم المكانة التي احتلها أبو باسل
كأحد أعمدة المخيم، ودوره الوطني والاجتماعي في خدمة أبناء شعبه طوال عقود.
عُرف اللواء أبو باسل بسيرته الطيبة
وتواضعه، وبكونه قريباً من الناس في كل تفاصيل حياتهم. فلم يتردد يوماً في مشاركة
الأهالي مناسباتهم السعيدة والحزينة، وكان حاضراً بنبله وابتسامته في كل بيت.
كما كان يزور المرضى وكبار السن، ويقف
إلى جانب أصحاب الحاجة دون تمييز بين فقير أو غني، ما جعله محبوباً لدى الجميع،
وشخصية تحظى باحترام استثنائي داخل المخيم وخارجه.
وخلال مراسم التشييع، ألقى الشيخ علي
عبد الله، إمام مسجد النور في مخيم برج الشمالي، كلمة مؤثرة تحدث فيها عن حقيقة
الموت باعتباره سنة من سنن الله في خلقه، مؤكداً أن رحيل الإنسان مهما كان موقعه
يذكّر القلوب بضرورة الاستعداد للقاء الله بالأعمال الصالحة.
وقال الشيخ عبد الله إن الموت "باب
سيدخله كل الناس"، وإن الراحل أبو باسل قد ترك أثراً طيباً وسيرة عطرة تشهد
له بين الناس، داعياً الحضور إلى التمسك بالقيم التي عاش من أجلها، وإلى التراحم
والتعاون بين أبناء المجتمع في هذه الظروف الصعبة.
كما قدّم التعازي لأسرة الفقيد، سائلاً
الله أن يتغمده بواسع رحمته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة.
يذكر بان موكب التشييع انطلق من أمام
منزل الراحل وسط أجواء من الحزن والتأثر، ليرافقه المشيّعون إلى مثواه الأخير.
وترددت آيات من القرآن الكريم والدعوات الصادقة في أرجاء المكان، في لحظة وداع
جسّدت محبة عميقة وشعوراً بالخسارة برحيل رجل كان سنداً لكثيرين.
إرث كبير وذكرى باقية
لا يرحل الرجال الكبار بسهولة من ذاكرة
الناس. وهكذا سيبقى اللواء الحاج جلال أبو شهاب (أبو باسل) حاضراً بإرثه الإنساني
والوطني، وبما تركه من أثر في نفوس أبناء المخيم.
فقد كان نموذجاً للرجل الذي خدم قضيته
وأهله بإخلاص، وربطته بأبناء المخيم علاقة محبة صادقة ستظل محفورة في الذاكرة
لسنوات طويلة.
وأعرب أحد أبناء المخيم عن حزنه العميق لرحيل أبو باسل قائلاً: "أبو
باسل لم يكن مجرد شخصية وطنية، كان أباً وأخاً للجميع. كان بيتُه مفتوحاً للناس،
وابتسامته لا تغيب. رحل اليوم رجل حمل هموم المخيم في قلبه، ولن ننسى مواقفه ولا
حضوره بيننا".
هذا الصوت كان واحداً من عشرات الأصوات التي رددت مشاعر مماثلة خلال
التشييع، ما يعكس مكانة الراحل الخاصة في قلوب أبناء المخيم.