روايات فلسطينية حول اسباب الاشتباك.. حذر في عين الحلوة قابل للاشتعال
الأربعاء، 10 آب، 2011
كشف الاشتباك الاخير الذي وقع في مخيم عين الحلوة بين حركة "فتح" و"جند الشام" سابقا عن روايات بدأ يتم التداول بها بشكل معلومات امنية حينا وتسريبات احيانا وبينهما شائعات وأخطرها إرتباط الاشتباك بالاعتداء الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية في محلة سينيق جنوب صيدا في 26 تموز الماضي.
ذكرت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان الاشتباك جاء على خلفية رصد أمني من قبل "الكفاح المسلح الفلسطيني" لمجموعة من الاسلاميين تتوزع بين "جند الشام" سابقا و"فتح ـ الاسلام" لشكوك حول الاشتباه بها بتنفيذ الاعتداء على قوات "اليونيفيل".
وهنا تقول المصادر الفلسطينية روايتين حول سبب الاشتباك، الاولى قيام عناصر "جند الشام" بزرع عبوة لقائد الكفاح المسلح الفلسطيني العقيد محمود عبد الحميد عيسى اللينو" في الطريق الذي يسلكه في حي "حطين"، فتم اكتشافها قبل تفجيرها نتيجة رصد كاميرات المراقبة وان القوى الفلسطينية طلبت منه عرض اشرطة التسجيل قبل تسليم المشتبه بهما (محمود. ع) و(عمر. خ) كي تكون الادلة دامغة رغم الاعتراف بفعلتهما.
والرواية الثانية اسلامية، انه جرت محاولة لالقاء القبض على اثتين من المشتبه بهما فحصلت مطاردة واطلاق نار فأصيب (محمود، ع) وتم القاء القبض على (عمر. خ) وتم تبرير الامر بانهما يزرعان عبوة سيما وان قرار تسليمها اتخذ بشكل فردي ودون العودة الى "لجنة المتابعة الفلسطينية" التي ناقشت الموضوع وطلبت تسليم احد عناصر الكفاح الذي اطلق النار.
وبين الروايتين، اكد العقيد "اللينو" ان التحقيقات تؤكد تورط امير فتح الاسلام اسامة الشهابي بمحاولة اغتياله، لافتا الى انه كان هناك دعم من خارج المخيم باتت معروفة اهدافه، وان محاولة اغتياله مرتبطة بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان.
وحذرت المصادر الفلسطينية من ان الوضع في المخيم ما زال على حاله من التوتر والحذر وهو قابل للاشتعال في اي لحظة نتجة الاحتقان السائد بين الطرفين وان اي اشكال قد يحصل قد يكون عود الثقاب الذي يشعله، وخاصة بعد تصريحات العقيد "اللينو" الاخيرة، محذرة من توصيف المخيم على انه بؤرة امنية.
اقفال طرقات
ميدانيا، خيم الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة لليوم الثاني على التوالي، وسط حركة شبه معدومة، بعدما أبقى الاهالي واصحاب المحال التجارية والمنازل المتضررة على الطرقات مقفلة سواء في الشارع الفوقاني قرب سوق الخضار او الشارع التحتاني قرب مسجد خالد بن الوليد او في حي الطوارىء حيث وضع المحتجون العوائق المادية والاتربة لمنع حركة السيارات ريثما يتم التعويض على المتضررين.
وقال محمود كزماوي الذي تضرر محله في الشارع الفوقاني "كل مرة لا تسلم الجرة، ندفع ثمن الاقتتال من ارواحنا واموالنا، هي المرة الثانية التي يتضرر بها المحل ولا احد يعوضع علينا، تقاتلوا ثم اتفقوا ونحن لا نعرف شيئا، لقد سئمنا ونريد العيش باطمئنان، مقدرا قيمة الخسائر ببضع الاف من الدولارات الاميركية.
اما في الشارع التحتاني، فقد صب وليد زعيتر جام غضبه على المتقاتلين اذ احترق محله المعد لبيع الادوات الكهربائية وقال ما ذنبنا كي ندفع فاتورة الاقتتال، والانكى انه لم يأت احد ليمسح الاضرار ويرى حجم الخسائر، ستبقى الطرقات مقفلة الى ان يتم التعويض علينا.
بينما اطلق نبيل شبايطة وهو يجلس امام محل المعد لبيع الدهان صرخة مدوية في وجه كل المسلحين وكل الفصائل، قائلا "نحن نمثل الأكثرية الصامتة، لم نعد نريد سلاحا في هذا المخيم، فالشعب يصرخ وينادي "نريد إسقاط السلاح في المخيم".
وفي منطقة "عرب الغوير" المجاور، وقفت الحاجة صبحية المحمود تتأمل حجم الاضرار الذي لحقت بالحي وهي تمر جانب كومة من التراب اقفلت الطريق، قالت لا يكفي الفقر والتعتير، حتى يطاردنا الرصاص والموت داخل المنازل، الشعب الفلسطيني يريد العيش بامان وسلام.. ارحمونا.
والاستياء مما حصل لا يقتصر على المخيم، بل يتعداه الى جواره بعدما سقطت عدة قذائق طائشة في الجوار، ولم تسلم مستشفى صيدا الحكومي، اذ اكد رئيس مجلس ادارة الدكتور علي عبد الجواد "ان قذيفتين سقطتا فوق جدار المستشفى الملاصق للمخيم، استهدفت إحداها سور المبنى القديم، فيما استقرت الثانية سور المبنى الجديد، بالإضافة إلى الرصاص الذي انهمر من كل حدب وصوب، موضحا الى ان مستشفى صيدا الحكومي استقبل عدداً من جرحى اشتباكات المخيم.
المصدر: موقع القضية