سلمان أبو ستة: مقولة «وطن بلا شعب» سقطت بآلاف الأدلة والشواهد التي يتضمنها أطلس فلسطين
|
|
قضى الباحث الفلسطيني المعروف البروفسور سلمان أبو ستة معظم حياته في دحض الرواية الصهيونية وإعلاء صوت المأساة الفلسطينية التي شهد أول فصولها بنفسه عندما خرج مهجراً وهو ما يزال طفلاً من بئر السبع.
أطلس فلسطين هو آخر أعمال أبو ستة في توثيق تاريخ وجغرافية فلسطين وهو عبارة عن أطلس لفلسطين يعد الأول من نوعه الذي يوثق لأرض فلسطين التاريخية وما طرأ عليها من تحولات خلال الأعوام من 1917 وحتى 1966، أي منذ وعد بلفور وحتى السنة الأخيرة التي سبقت حرب 67. |
وفي خصوص هذا الأطلس قال أبو ستة في حوار المقتضب أن «الأطلس هو الأول من نوعه ويتضمن 500 صفحة تغطي مناطق فلسطين التاريخية كلها إلى جانب 150 صفحة أخرى ترصد التحولات التي طرأت عليها خلال السنوات المبحوثة بفعل السياسات الصهيونية الاستعمارية إضافة إلى تحليل لخطة التقسيم والحدود الفلسطينية ونكبة 48 وخطوط الهدنة وجرائم الحرب والمذابح ومصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية وغيرها من المحطات التاريخية التي تركت بصماتها على الجغرافية الفلسطينية. ويشتمل الأطلس على رصد لـ 1600 اسم لمدينة وقرية فلسطينية و16 ألف اسم لمعالم تاريخية وحضارية إضافة إلى 30 ألف اسم مكان. ويتضمن أيضاً 65 جدولاً و700 صفحة ملونة كل ذلك في مجلد ضخم من القطع الكبير (24 34سم)».
وأشار إلى أن «المعلومات التي يتضمنها الأطلس لا تدع مجالاً للشك ببهتان وزور العبارة التي استند إليها الصهاينة في استيلائهم على أرض فلسطين: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»».
وذكر أن انجاز الأطلس استغرق نحو عشرين عاماً، وأشار إلى أن «هذه الوثائق فتعود لأرشيف الانتداب البريطاني ومكتبة الكونغرس الأمريكي وحتى الأرشيف الإسرائيلي في جوانبه التي تناسبت مع طبيعة العمل، وقد تطلب الأمر السفر إلى ألمانيا (التي حصلت منها على مسح جوي لمناطق فلسطين قبل سيطرة الصهاينة عليها) وبريطانيا وأمريكا واسطنبول وفرنسا وغيرها من الدول، حيث اعتمدنا الوثائق ذات الثقة بعد مقارنتها وتدقيقها مع بعضها البعض».
وأشار إلى أنه لم يحصل على فلس واحد من السلطة الوطنية الفلسطينية، وذكر أنه لم يكن يأمل يوماً «في دعم منها على الإطلاق، فنهج هذه السلطة يتمحور حول سبل التنازل والتفريط وليس استعادة الحقوق كاملة وفقاً لما يوفره هذا الأطلس وغيره من الوثائق والأدلة الممكن استخدامها على نحو علمي وقانوني قوي في محاججة الروايات المفبركة التي تستند عليها «إسرائيل» في وجودها».
وذكر أنه «من الممكن جداً أن يشكل الأطلس وثيقة مرجعية لصالح الفلسطينيين». وأشار إلى أنه قام «بتزويد اليونسكو ببعض المعلومات الهامة فيما خص النزاع على معالم أثرية مثل تل القاضي شمال فلسطين والمسجد الإبراهيمي ومسجد بلال. ما ينقصنا هو الإرادة السياسية لا غير. يمكننا أيضاً أن نهزم بريطانيا قضائياً لأنها لم تقم بواجباتها كما ينبغي كدولة انتداب وسلمت أراضينا للصهاينة على طبق من وعد بلفور المشؤوم. الفضاء القضائي مفتوح عن آخره أمامنا كأصحاب حق ولكننا نحتاج إلى قيادة حكيمة ترعى هذا المشروع الضخم».