القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

شتاء ينذر بكوارث على اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلا!


الخميس، 02 شباط، 2023

"الله يبعث الخير”.. هذا ما يتمناه اللاجئون في المخيمات الفلسطينية عند هطول الأمطار في فصل الشتاء من كل عام. ولكن كيف هي أحوالهم في المخيمات وهل تتحقق أمنياتهم أما أن الأزمات تتفاقم لتسوء الأوضاع عليهم أكثر فأكثر مع سقوط أول قطرة ماء.

الأوضاع الاقتصادية مزرية جدًا وهذا لا يختلف عليه اثنان.. غلاء معيشة وأسعار جنونية فاقت قدرات اللاجئين، فجَرها الارتفاع في سعر الدولار غير المستقر، ورفع الدولة اللبنانية الدعم عن معظم المواد الغذائية، في ظل غياب شبه كلي لدور "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا" عن تقديم الخدمات وعدم وضعها خطة طوارئ لإغاثة اللاجئين.

مع قدوم العاصفة الثلجية "فرح" إلى لبنان، مخيمات الشتات في قلب المعاناة. ويأتي هذا المنخفض الجوي في ظل الأوضاع الاقتصادية المزرية والأبنية الآيلة للسقوط مع غياب توفر أدنى مستلزمات الطوارئ. وسط تحديات الظروف في وجه الصقيع والبرد، وارتفاع تكلفة التدفئة وانعدام القدرة الشرائية وغياب أدنى متطلبات الحياة.

هذه الصورة السوداوية تختصر الواقع الأليم الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في المخيمات وخاصة مخيمي صبرا وشاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت الذي مع كل شتوة تطوف الطرقات والأزقة بالمياه الجارفة التي تجتاح بيوت قاطنيها. الأبنية عشوائية وغير مدروسة وبارتفاع طولي، جدرانها هشة يخترقها البرد والصقيع وأسقوفها مهترئة تدلف المياه إلى داخلها. فكيف لو شاهدت أطفال المدارس يعبرون الطرقات التي تجتاحها السيول الجارفة لأكياس القمامة والمواد الصلبة لتسكر مجاري الصرف الصحي وتحول المكان إلى طوفان بمياه المجارير الأثمة.

وفي هذا السياق، عبَر أهالي مخيم شاتيلا عن استيائهم الشديد من قساوة الظروف المعيشية وتخلي وكالة الأونروا عن إغاثتهم.

يعدد عبد عسلي وهو صاحب مطعم في الحي الغربي للمخيم، الكوارث الخطيرة التي قد تتسبب بها العاصفة الثلجية "فرح" المصحوبة بالأمطار الغزيرة، فيقول: " للأسف كل شتاء يتحول الشارع إلى برك ومستنقعات بفعل المياه الجارفة للأوساخ التي تتسبب عادة بانسداد مصارف المياه، فتختلط مياه الأمطار مع مياه المجارير”.

ويضيف: "يجد الأهالي صعوبة في التنقل من رصيف إلى رصيف، ومن منطقة إلى أخرى، وتتعطل أشغالنا ويقل عدد الزبائن داخل المحل، ونحن بالأصل نعاني من إرتفاع الأسعار وتثبيت تسعيرة تناسب مع القدرة الشرائية زبائن المحل”.

ويتابع: "الأمر الأكثر خطورة هو تدلي أسلكة الكهرباء واختلاطها مع مياه المطار، من يمر على الرصيف أو في الزواريب يصبح عرضة لخطر الموت بالصعقة الكهربائية، بالإضافة إلى ارتفاع المياه على الأرصفة ودخولها بعض المحلات والبيوت الأرضية، التي قد تلحق الخسارة الكبيرة بأصحابها، ولا أحد يساعد في تحمل تكلفة الخسائر المادية”.

هذا الأمر ينطبق أيضًا على بعض الأحياء داخل المخيم التي لم يصلها بعد مشاريع الأونروا أو المؤسسات الخدماتية، فلدى دخولنا في إحدى الزواريب شاهدنا حفرات مياه صرف صحي لريغارات بلا أغطية ، وقد صودف مرور طفلة صغيرة تدعى ياسمين من المكان وهي تحمل غالون مياه بيديها الصغيرتين، دون أن تأبه لمياه الأمطار أو أن تنزلق قدماها دخل الحفرة ولا حتى لخطر الصعقة الكهربائية”.

ولاستيضاح الأمر التقينا بعضو اللجنة الشعبية في المخيم، خالد أبو النور، والذي أكد بأن لصوص الليل يقومون بسرقة الريغارات من الزواريب، وهذا إجرام واستهتار بحياة الناس وخاصة اطفال بخطر الانزلاق بحفر المياه"، داعياً القوة الأمنية المشتركة إلى "تثبيت كميرات مراقبة وتسير دوريات لمنع السرقة المنظمة ومحاسبة المتورطين”.

المصدر: القدس للأنباء

ولدى وصولنا الشارع الرئيسي داخل المخيم، استوقفنا السيدة أم رشيد وهي تبيع كيس من الفحم على بسطتها المتواضعة، والتي أكدت بأن الأهالي يتهافتون على شراء الفحم من أجل مواجهة برد الشتاء القارص، لتقول بحسرة قلبها: "للأسف الحياة صعبة بالمخيم، لا مي ولا كهرباء للتدفئة.. جلد قلبنا، يرحموا الأطفال وكبار السن من البرد”.

وتوضح أم رشيد بأن كثير من الأهالي يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، قد تخلوا بمعظمهم عن اشتراكات الكهرباء بسبب ارتفاع فاتورتها، وكثير من الناس أيضًا ليس لديها القدرة على شراء كيلو الفحم الذي وصل سعره 70 ألفاً”.

وتختم: "شو بدي أقول.. عم منموت على البطيء، والأونروا مش سائلة عنا”.

وفي ما يخص البيوت الآيلة لسقوط لا تزال الكثير من الأسر تنظر دورها في مشروع الترميم التي أطلقته الأونروا في العام 2022، كعائلات: أحمد النجار، وأبو عبد الله كبرلي ومحمد الدبدوب وأحمد إدلبي، الذين أطلقوا صرخة عبر "وكالة القدس الأنباء" تناشد الأونروا بالاستعجال بترميم بيوتهم الآيلة للسقوط قبل فوات الأوان.

وفي الختام، نؤكد بأن الأهالي في مخيم شاتيلا يعانون، وبات الكثير منهم يقبع تحت خط الفقر وبحاجة لتلبية احتياجاته، وعلى الأونروا أن تلتقط هذه الرسالة بجدية. فبالفعل إنه شتاء ينذر بكوارث اجتماعية عدة، والعاصفة الثلجية فرح لم ترسم الفرحة على وجوه أطفال المخيم بل زادت من معاناتهم.

المصدر: القدس للأنباء