القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عباس وميقاتي يرفعان علم فلسطين فوق السفارة في بيروت

عباس وميقاتي يرفعان علم فلسطين فوق السفارة في بيروت
 

الخميس، 18 آب، 2011

رفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اليوم الثاني لزيارته الرسمية إلى لبنان العلم الفلسطيني فوق مبنى السفارة التي كانت ممثلية، بعد قرار السلطات اللبنانية رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، تمهيداً لإعلان الدولة الفلسطينية وطلب انتسابها في شهر ايلول المقبل إلى الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية، وأجرى لهذه الغاية محادثات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تناولت أيضاً بصورة خاصة اوضاع الفلسطينيين في لبنان، وسبل توفير الحياة الكريمة لهم معيشياً وإنسانياً، وتسهيل وتسريع اعادة اعمار مخيم النهر البارد. واتفق على بعض الخطوات الإجرائية التي ستتابع بين الجانبين عبر لجنة الحوار اللبنانية ـ الفلسطينية.

ووصل عباس إلى السرايا الحكومية في الثانية والنصف مع الوفد المرافق، حيث استقبله ميقاتي في الباحة الخارجية وجرت مراسم الاستقبال الرسمية، وصافح الرئيس الفلسطيني أعضاء الوفد اللبناني الذي كان في استقباله وضمّ: وزير الخارجية عدنان منصور، وزير الداخلية مروان شربل، الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير عبد المجيد قصير، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء عدنان مرعب، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، سفير لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام، مستشار الرئيس ميقاتي للشؤون الديبلوماسية السفير زهير حمدان وكبار الموظفين.

وعقد عباس وميقاتي لقاء ثنائياً في الجناح الخاص لرئيس الحكومة تناول الاوضاع الراهنة في المنطقة والوضع الفلسطيني، أعقبته محادثات موسعة شارك فيها الوفد اللبناني الرسمي، وعن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لـ«فتح» عزام الأحمد، الناطق الرسمي للرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، مدير المخابرات ماجد فرج، المستشار الديبلوماسي للرئيس عباس مجدي الخالدي والقائم بأعمال السفارة الفلسطينية أشرف دبور.

وعلمت «السفير» أنه تمّ البحث بشكل اساسي في دعم لبنان لإعلان لدولة الفلسطينية وانتسابها إلى الأمم المتحدة حين سيرأس لبنان مجلس الامن الدولي خلال شهر ايلول، وتمّ بحث الأمور التقنية والتفصيلية لقبول عضوية فلسطين، حيث يحتاج الامر إلى قبول طلب الانتساب من قبل مجلس الامن الدولي لرفعه إلى الجمعية العامة للموافقه عليه بتوافر ثلثي اصوات الدول الاعضاء، وفي حال حصول «فيتو» من احدى الدول الخمس الكبرى يسقط حق العضوية الكاملة، ويرفع الموضوع إلى الجمعية العامة لقبول دولة فلسطين كعضو مراقب وتتخذ الموافقة عندها بنسبة اصوات نصف الدول الاعضاء زائد واحداً.

كما جرى التركيز على موضوع الوضع الاجتماعي للفلسطينيين في لبنان، وعملية اعادة اعمار مخيم نهر البارد وضرورة تكثيف الجهود اللبنانية ـ الفلسطينية المشتركة من أجل تأمين الاموال اللازمة لاستكمال عملية إعادة إعمار المخيم، بتضافر جهود لبنان وفلسطين ووكالة «الاونروا» بالسعي لدى الدول المانحة. وجرى التوقف عند الامور التي تعيق استكمال اعمار المخيم ومنها ما له علاقة بترسيم حدود المخيم والعوائق الادارية والامنية، واتفق على متابعة معالجة كل هذه المعوقات بالتنسيق بين الجانبين.

وأضفى حضور مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم اهمية خاصة على الاجتماع «نظراً لكونه أحد أبرز الممسكين بملف المخيمات والوضع الفلسطيني في لبنان منذ سنوات أمنياً وسياسياً»، كما قال احد المشاركين في الاجتماع وهو كان يتابع هذا الملف مباشرة مع «أبو مازن» وعزام الأحمد. وعُلم انه تم الاتفاق على ان تبحث التفاصيل، عبر تشكيل لجنة فلسطينية مصغرة تتحاور مع اللجنة اللبنانية برئاسة السفير قصير. وقد ابدى الجانب الفلسطيني «تفهمه لظروف لبنان الاقتصادية والاجتماعية، وتعذر توفير كل المتطلبات، لكن اتفق على السعي لتوفير ولو الحد الأدنى من المتطلبات.. وأكد الجانب الفلسطيني استعداده «لضبط الاوضاع الامنية داخل المخيمات».

وحسب البيان الرسمي، أكد ميقاتي لعباس «وقوف لبنان إلى جانب فلسطين وتضامنه مع الشعب الفلسطيني»، وتمنى ان يعطي دخول فلسطين إلى الجمعية العامة للدور الفلسطيني المزيد من القدرة على التحرك ومواصلة النضال وصولا إلى تحقيق ما يصبو اليه الشعب الفلسطيني ولإيقاظ الضمير العالمي من سباته العميق تجاه هذه القضية العادلة».

وابدى ميقاتي الترحيب والدعم «لاستئناف جهود المصالحة الوطنية في الداخل الفلسطيني»، آملاً إتمامها لمصلحة القضية الفلسطينية والقضية الكبرى. وأضاف إن الحكومة اللبنانية سوف تبذل قصارى جهدها، وفي حدود الإمكانات المتاحة، لتحسين ظروف الحياة لأشقائنا الفلسطينيين المقيمين في لبنان.

ورحب بالموقف الفلسطيني «الرافض للتوطين وخضوع الاخوة الفلسطينيين للقانون والسيادة اللبنانية ودعم سيادة لبنان، ورفض السلاح»، داعيا إلى «الترجمة العملية من خلال التزام قرارات الحوار الوطني والتعاون مع لبنان في سبيل ذلك بعدم السماح لاي مجموعة ان تستعمل من قوى خارجية كي تكون اداة تخريب للأمن اللبناني خارج المخيمات».

وشكر عباس ميقاتي والحكومة اللبنانية على موقفهم حيال دعم عضوية فلسطين في الامم المتحدة، وجدد رفض توطين الفلسطينيين في لبنان ورفضهم للسلاح لا في داخل المخيمات ولا في خارجها لأنهم في حماية الشرعية اللبنانية، وقال: أمر السلاح تعود معالجته إلى الدولة اللبنانية، ونحن نحترم قوانينها وسيادتها.

إفتتاح السفارة الفلسطينية

بعد انتهاء المحادثات إنتقل عباس وميقاتي إلى منطقة الجناح لافتتاح مقر السفارة الفلسطينية. وقد استقبلا بالاهازيج والموسيقى وأزاحا الستارة عن اللوحة التذكارية عند مدخل السفارة ثم رفعا العلم الفلسطيني وعزفت الموسيقى النشيدين الفلسطيني واللبناني. ثم انتقلا إلى القاعة الرئيسية حيث صافحا الحضور وفي مقدمهم ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي ووزراء ونواب وشخصيات.

وفي المناسبة ألقى الرئيس الفلسطيني كلمة أبدى فيها سعادته لافتتاح السفارة ورفع علم فلسطين في لبنان وفي قلب كل لبناني، وأضاف «نذهب سوياً نحن ولبنان إلى الامم المتحدة من أجل الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في هذا المحفل العالمي. ومن هنا ستكون هذه الأيام صعبة، ولكنها ستكون اياماً مجيدة، حيث للمرة الأولى يغرس الشعب الفلسطيني دبوسه على خارطة العالم، حيث ان هناك مئة واثنتين وعشرين دولة تدعمنا وتؤيدنا للوصول إلى هذا الهدف. وختم عباس بالقول «أتمنى وأرجو من الله ان يأتي اليوم الذي نرى فيه العلم اللبناني مرفوعاً في القدس الشريف».

وأقام ميقاتي مساء حفل افطار على شرف بحضور حشد كبير من المدعوين.

عباس يلتقي الجميل وجعجع

إلى ذلك، دعا الرئيس امين الجميل خلال لقائه الرئيس عباس في فندق الحبتور، إلى قيام تعاون لبناني فلسطيني لمعالجة كل القضايا الخلافية من خلال انشاء لجنة لبنانية ـ فلسطينية تعالج الأمور العالقة، آملاً ان يكون لـ«الكتائب» وجود اساسي فيها لطرح كل الهواجس، مؤكداً ان التفاصيل اللبنانية الفلسطينية يجب ان تبحث بين الطرفين.

كما استقبل عباس رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال إنه بقدر أهمية عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة «بقدر ما هو مهم أن نبقى متمسكين بحق العودة للفلسطينيين، وبالتالي فإن الاخوة الفلسطينيين الموجودين في لبنان سيصبحون مواطنين فلسطينيين يتمتعون بوضع قانوني وليس مقيمين أجانب».

المصدر: جريدة السفير اللبنانية