القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عتب بين القوى الفلسطينية ومنيمنة والسبب دعوة لحوار دون تنسيق


الثلاثاء، 31 آب، 2021

علمت "النشرة"، ان عتابا كبيرا جرى بين القوى الفلسطينية ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة وصل الى حد الاستياء، وذلك على خلفية دعوة وجهت إلى مجموعة مرجعيات روحية محدّدة منذ ايام، للمشاركة في حلقة حواريّة بإدارة خبراء متخصصين بالتنسيق مع لجنة لمناقشة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والسبب في العتب انها لم تأتِ من خلال التشاور مع مجموعتي العمل اللبناني والفلسطيني، وحتى من دون علم قيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية المعنية في هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، واعتبار هذه الدعوة مثار شك وريبة، وتصب في خانة الدعوات المشبوهة المرفوضة شكلاً ومضموناً.

وفيما حافظت فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" على مسافة تواصل مع منيمنة لم تخلُ من اتصال عتب طويل، تصدرت حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" بمواقفهما الرافض لهذه الدعوة علنا وعمّمتا على المقربين منهما عدم المشاركة فيها تحت اي ظرف، وتناغم معهما "تحالف القوى الفلسطينية" الذي اكد في بيان "إن الرؤية الفلسطينية المتكاملة تجاه قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تتطلب تنسيقاً وتشاوراً مع الأطر المعنية والمسؤولة، وضمن القنوات الصحيحة وفق الأصول المتبعة. وعليه نهيب بأبناء شعبنا الفلسطيني بعدم الاستجابة لأيّ من الدعوات، أو حضور أي من اللقاءات، تحت عناوين قضايا اللاجئين الفلسطينيين، إلا بالتشاور والتنسيق مع قيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في لبنان المنضوية في إطار هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان. وإننا ومن منطلق المسؤولية الوطنية، حريصون على إنجاح دور لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني على قاعدة الشراكة الوطنية، لما فيه خير للبنان الشقيق ولشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة".

على وقع العتب، إشتدت الازمة المعيشية الاقتصاديّة على ابناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، انعكاسا للواقع اللبناني المأزوم، وقد تبين ان دورة المخيمات الحياتية ترتبط كليا بالمدن اللبنانية المجاورة لها، بدءا من التيار الكهربائي مرورا بمادتي البنزين والمازوت، ووصولا الى الخبز والادوية، معطوفة على حرمانهم من الحقوق المدنيّة والانسانيّة والاجتماعيّة، ما يجعلهم مواطنين من "الدرجة الثانية" في سلم الاولويات لنيل أبسط خدماتهم.

وفي جديد المعاناة، بدأت أزمة مياه تلوح في الأفق ارتباطا بالعجز عن تشغيل المولدات الخاصة بمضخّات الآبار بسبب نفاد المازوت، وقد سارعت وكالة "الاونروا" التي تغذي هذه المولدات عادة بكميات محدودة كل شهر، الى دقّ ناقوس الخطر من تفاقم الازمة، في خطوة تهدف الى رفع المسؤولية عنها، داعية الى اتباع خطة تقشفية، اذ إنّ هناك أزمة حاسمة في تأمين المازوت لتشغيل المضخّات وبالتالي الاعتماد على ما تيسّر من كهرباء حكوميّة.

ويؤكد مسوؤل بارز في الوكالة، ان هذا التحذير جاء في اعقاب ابلاغ الشركة المُتعاقدة مع "الأونروا" عن عجزها تأمين المحروقات وتلبية احتياجاتها، وقد جرى التعميم علىمسؤول البيئة في كل منطقة، تشغيل آبار المياه فقط من خلال إمدادات الطاقة عبر الدولة عند توفرها، وعدم استخدام مخزون المازوت الّا في الحالات الطوارئ القصوى، نظراً لكون المادّة لن تكون موجودة في الأيّام المقبلة.

وقد أضيفت أزمة المياه أخيرا جرّاء انقطاع الكهرباء، لتتكامل ومعاناة أبناء المخيمات مع العتمة والظلام، اذ لا تتعدى التغذية أكثر من أربع ساعات كل 24 ساعة في اليوم، وقد تدنّت مؤخرا مع بدء مؤسسة كهرباء لبنان تخفيض القدرة الانتاجيّة بسبب شحّ الفيول اويل والمازوت المخصص لانتاج الطاقة، وقد توقفت في مخيم برج البراجنة في منطقة بيروت على سبيل المثال لا الحصر نحو عشرة ابار من أصل 14 بسبب نفاد المازوت، بينما توقفت في مخيم عين الحلوة في منطقة صيدا نحو سبعة ابار من اصل 15، بينما تعاني مخيمات أخرى من الشح الكبير والحبل على الجرار.

ولا يخفي قيادي فلسطيني بارز عبر "النشرة"، المخاوف من استغلال الازمة اللبنانية للضغط على الشعب الفلسطيني لدفعه نحو المزيد من اليأس والاحباط والاستسلام للحلول التصفوية"، مشيرا الى ان المساعدات الأممية تخضع لشروط سياسيةوالهدف من ذلك إرباك الفلسطينيين ودفعهم للرضوخ وقبول ما تطرحه الإدارة الأميركية والإسرائيلية، وليس أدلّ على ذلك ما كشفته منظمة حقوقية من ضغط دولي لعدم دعم "الاونروا" بالمزيد من الدولارات تفاديا لدعم ابناء المخيمات وزيادة الضغوط المعيشية والاقتصادية في خضم الازمة اللبنانية الخانقة.

ويؤكد عضو المكتب السياسي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف لـ"النشرة"، ان "اوضاع شعبنا الفلسطيني في لبنان صعبة وكل الخيارات أمامه مريرة ونخشىمن انفجار اجتماعي وشيك لا تحمد عقباه، ونتخوف من المزيد من اليأس التي تفتح أبواب الهجرة مجددا على مصراعيها لمن استطاع اليها سبيلا"، معتبرا ان "القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة بين محاولات التصفية وشطب حق العودة، واولويتنا في هذه المرحلة الحفاظ على أمنها واستقرارها وقطع الطريق على أيّ توتير او فتنة خاصة مع الاشكالات المتنقلة في المخيمات والتي اتخذ بعضها طابعا سياسيا، والالتزام بالحياد الايجابي وعدم زجنا في أتون الخلافات وعدم التدخل في الشؤون اللبنانية، ونقول حمى الله لبنان والمخيمات الفلسطينية".