القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عيد الأضحى في المخيمات الفلسطينية بلبنان: حزن على غزة وتجديد للعهد


السبت، 07 حزيران، 2025

احتفل اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات اللبنانية بصباح اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، الجمعة 6 يونيو/حزيران 2025، بأداء صلاة العيد وزيارة مقابر الشهداء. ومع ذلك، خيّم الحزن العميق على هذه الاحتفالات، نتيجة للعدوان المستمر على قطاع غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في لبنان.

مشاهد العيد بين الحزن والوفاء

في بيروت، وبعد صلاة العيد في مخيمات شاتيلا، مار إلياس، وبرج البراجنة، توجه الأهالي ووفود من الفصائل الفلسطينية وسفارة السلطة الفلسطينية إلى مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية. هناك، وضعوا أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، مجددين العهد بتضحياتهم ومسيرتهم.

شمالًا، في مخيمي نهر البارد والبداوي، أحيى اللاجئون طقوس العيد بأداء الصلاة وزيارة المقابر. وشهدت منطقة جبل البداوي صلاة موحدة جمعت أهالي المخيم والمنطقة، في مشهد يعكس وحدة الصف والتماسك.

وفي الجنوب، سادت أجواء مماثلة مخيمات صيدا وصور. أدى أهالي مخيم البص في صور صلاة عيد جماعية في ساحة مدرسة الشجرة بحضور ممثلي الفصائل والحراكات الاجتماعية. أمّ المصلين الشيخ الدكتور حسين قاسم، الذي ركز في خطبته على معاني الفداء والتضحية وضرورة التكافل الاجتماعي. وأشار الشيخ قاسم إلى أن العيد يمر في ظروف صعبة للغاية، في ظل "الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني في لبنان وغزة".

في مخيم الرشدية بصور، أقيمت صلاة عيد جامعة في باحة إحدى مدارس الأونروا. وخلال هذه الصلاة، وجه لاجئون رسائل تضامن لأهالي قطاع غزة، مؤكدين أن فرحتهم منقوصة وأنهم يتطلعون إلى زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

رسائل تضامن وفرحة منقوصة

عبر اللاجئون الفلسطينيون عن مشاعرهم الصادقة. قال أحدهم: "في هذا اليوم المبارك، نوجه كل التحية والتقدير لشعبنا الصامد في غزة وفي سائر أنحاء فلسطين، هذا الشعب الذي يواجه الاحتلال بصلابة... فرحتنا اليوم ناقصة بلا شك، لأننا نتطلع إلى أن يعمل شعبنا، ومعه كل الشعوب العربية، على كنس الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية على كامل أرض فلسطين".

وأضاف لاجئ آخر: "نحن كمسلمين، وكشعب فلسطيني على وجه الخصوص، نحب الحياة ونحب الفرح... ولكننا في الوقت ذاته، شعب نشأ منذ نعومة أظفاره على المقاومة والفداء، لأن قضيتنا قضية عادلة... ولن تُسترد إلا بالمقاومة والجهاد". وعبر آخر عن الفرحة المنقوصة قائلاً: "نعم، نفرح، ولكن فرحتنا منقوصة، ولهذا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجّل بالفرج القريب عن أهلنا في غزة".

الحزن يغلب على احتفالات البقاع

في البقاع اللبناني، أدى اللاجئون في مخيم الجليل ببعلبك صلاة العيد في مسجد بلال بن رباح. وبعد ذلك، اجتمعوا في قاعة المخيم لتبادل التهاني، حيث غلبت مشاعر الحزن والحداد على الجلسة، في ظل استمرار المجازر في قطاع غزة.

عيد بلا طعم

بين تكبيرات العيد وآهات الوجع، عبر اللاجئون الفلسطينيون في مختلف المخيمات اللبنانية عن شعورهم العميق بالحزن. وأكدوا أن عيدهم هذا العام لا طعم له في ظل المجازر المرتكبة بحق الأطفال والنساء في غزة، وأن أعيادهم ستبقى ناقصة ما دام الاحتلال جاثماً على أرض فلسطين. تضاف هذه المشاعر إلى واقع المخيمات التي تعاني من حرمان من حقوقها المدنية والاقتصادية، وتعيش أزمات مركبة.