القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

فلسطينيو لبنان .. مرضى بلا دواء وانقطاع للكهرباء وجفاف للمياه


الأحد، 22 آب، 2021

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بصورة اللاجئ الفلسطيني في لبنان أبو فادي الرزاق، الذي لم يستطع العثور على قارورة غاز لاستخدامها بالطهي، جراء انقطاعها من الأسواق، ما اضطره لاستخدام أغصان الأشجار الجافة لإشعال النار.

وقال أبوفادي لمراسل "قدس برس" إنّه انتظر طيلة أيام وتحت وطأة الشمس، أمام أبواب شركة الغاز في مدينة صيدا جنوبي لبنان، إلا أنّ الحظ لم يحالفه في ملئ قارورته.

وتابع: "وبعد انقطاع الغاز عن المنزل لعدّة أيام، جمعت الأخشاب والأغصان الجافة، وقمت بإشعالها بالقرب من المنزل، ليقوم أفراد عائلتي بالطبخ عليها".

ويشهد لبنان، موجة من الطوابير أمام شركات توزيع الغاز، فيما يدور الحديث أنّ الغاز لم يعد يكفِ سوى أسابيع قليلة، وعليه يخشى اللبنانيون والمقيمون من انقطاع المواد الأساسية، على غرار انقطاع مادة المازوت والبنزين.

لكن الأمر في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، لا يتوقف عند حدّ عدم وجود قوارير غاز، بل إنّ الحال بلغت عدم قدرة المواطنين على تأمين المياه أو حتى إدخال صهاريج الوقود لتشغيل المولدات.

واتهم زكريا عبدالعزيز الذي شغل احد مولدات الكهرباء في مخيم "عين الحلوة"، بلدية صيدا -المسؤولة عن توزيع الوقود على المولدات- بـ"ممارسة العنصرية والتفرقة"، وفق فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي.

اللجنة الشعبية: لم يعد بمقدورنا فعل شيء!

"الوضع مزر، وصعب"، هكذا وصف عضو اللجنة الشعبية، في مخيم "عين الحلوة"، أبو حسام زعيتر، حال المخيمات الفلسطينية، خلال حديثه مع "قدس برس".

وأضاف، "لا مازوت يدخل المخيم، والكهرباء مقطوعة، كذلك المولدات مطفأة، والمياه أضحت مقطوعة عن المنازل، ما ينذر بكوارث صحية قادمة". وتابع: "نتخوف اليوم من أن يستمر الوضع على ما هو عليه، ما يؤثر على حياة اللاجئين"، محذرا من "ممارسة العنصرية والتهميش تجاههم".

وأكد زعيتر، "طرقنا كلّ باب، وتواصلنا مع جميع المسؤولين في مدينة صيدا من سياسيين وموظفين وأمنيين، من أجل حثّهم على معاملة مخيم عين الحلوة على غرار مدينة صيدا، إلا أنّ أصواتنا ومناشداتنا لم يأخذوها بعين الاعتبار، وللأسف لم يعد بمقدورنا أن نفعل شيئًا".

توترات أمنية في ازدياد

ووصف الناشط الشبابي، مجاهد دهشة، الوضع داخل مخيم عين الحلوة بأنّه "مأساوي"، موضحا أن: "5 أيام حتى الآن، لم نر فيها نور الكهرباء، كذلك الوضع الصحي في خطر شديد، فحالات كورونا في ارتفاع كبير، والمرضى في فراشهم يتألمون، بينما الأدوية هي الأخرى بات العثور عليها صعبًا".

وتابع دهشة، "ربطة الخبز مفقودة لدى التعاونيات في المخيم، والناس تبحث عن رغيف خبز هنا وهناك، فيما عمدت محال إلى إغلاق أبوابها خاصة من يبيع اللحم منه، فاللاجئون لم يعد بمقدورهم شراءها ولانقطاع الكهرباء كذلك".

وناشد الناشط الشبابي، "السفير الفلسطيني (في لبنان) والفصائل الفلسطينية، العمل علىحلحلة أوضاع اللاجئين وتكثيف الجهود مع بلدية صيدا، لتسليمها مواد المحروقات لأصحاب المولدات والسماح بإدخالها للمخيم".

الأونروا: آثار كارثية على أوضاع اللاجئين

وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في بيان لها، من الأوضاع "الكارثية" التي يعيشها مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان جرّاء الأزمات المتراكمة منذ العام 2019.

وقالت "الأونروا" في بيانها الذي تلقته "قدس برس" اليوم الجمعة (20 آب/أغسطس): إنّ "مجتمع اللاجئين الفلسطينيين هو الأكثر عرضة للمخاطر في لبنان، أكثر من أي وقت مضى في سبيل البقاء على قيد الحياة، بين أزمات الانهيار الاقتصادي والمالي وجائحة كوفيد-19 والأثر الكارثي لانفجار ميناء بيروت، والأزمات المتعددة".

ودعت "الأونروا" الدول المانحة، إلى دعم الاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحا للاجئين الفلسطينيين، وتشمل هذه الاحتياجات المعونة النقدية وزيادة تغطية الخدمات الصحية والطبية وضمان عودة أطفال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى المدرسة.

ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى، ويقدر عددهم بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة.