القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

لاجئو فلسطين يتحدّون منتخب «الأميركية» في مباراة «ركبي» ودّية

في إطار «الكرامة للجميع» الهادف إلى تسليط الضوء على أوضاعهم:
لاجئو فلسطين يتحدّون منتخب «الأميركية» في مباراة «ركبي» ودّية
 
 
السبت، 19 شباط 2011
  مادونا سمعان - جريدة السفير

خاض ثمانية عشر لاعباً من فريق «الركبي» المكوّن من لاجئي فلسطين في لبنان، مباراةً أمس، على ملعب «الجامعة الأميركية في بيروت» تواجه فيها مع فريقها، على الرغم من تفاوت الخبرات والامكانيات بين الفريقين... إلا أن المباراة التي فازت فيها «الأميركية» على «اللاجئين» بنتيجة (٢٢ ـ ١٠) لم تأت لتحدد الأقوى رياضياً بين الفريقين، وإنما لتحفيز اللاجئين على الخروج من المخيم باتجاه نشاط لا تحتضنه عادةً أوضاع اللجوء، خاصة تلك التي يعيشها الفلسطينيون في لبنان. كذلك، سعى منظمو المبادرة إلى «إلقاء ضوء جديد على الوضع الفلسطيني في لبنان، من باب مختلف، هو الرياضية»، حسبما أكّد مدير الفريق الفلسطيني ربيع المصري لـ«السفير».

وقد أتت المباراة في إطار مشروع «الكرامة للجميع» الذي أطلقته «الأونروا» بتمويل من «الاتحاد الأوروبي»، وهدفه «تسليط الضوء على الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان والمساهمات الإجتماعية والفنية». فلعب ثمانية عشر شاباً فلسطينياً مباراتهم، أمس، تحت أنظار رئيسة بعثة «الاتحاد الأوروبي» أنجلينا أخورست، ومفوض عام الـ«أونروا» فيليبو غراندي، وممثل «منظمة التحرير» في لبنان عبد الله عبد الله، وممثل وزير الشباب والرياضة يوسف شاهين، ورئيسة «لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني» مايا مجذوب، وعدد من المشجعين.

ولادة الفريق

ولد فريق «الركبي» الفلسطيني بمبادرة من المصري، الذي عاد في العام 2008 من فرنسا، بعد تخرّجه من اختصاص الإدارة الرياضية في مدرسة «أودنسيا». وكان قد عانى قبل سفره من لبنان، «أنا وإخوتي الرياضيين، من عدم السماح لنا، كوننا فلسطينيين، بالانضمام إلى نواد رياضية لبنانية، على عكس عدد من اللاعبين الاجانب الذين يتم التعاقد معهم بين الحين والآخر».

واختار المصري رياضة «الركبي»، لأن «فيها نوعاً من القتال، وتعتمد في أساسها على اللعب الجماعي والمتحد»، حسبما يقول.

فحمل مبادرته لمندوب الاتحاد الدولي للعبة، الذي كان يزور بلدان المنطقة بهدف دعم اللعبة فيها، فشجعه على الانطلاق بها. اتجه المصري إلى المدارس لأنها «برأيي، الباب الأهم لاستقطاب الشباب إلى الفريق. لكن مدير المدرسة الأولى الذي التقيته، رفض الفكرة»، ما جعله يلجأ إلى مدير الـ«أونروا» في لبنان حينها، الذي شجعه منطلقاً من نظرية أن «الرياضة تبني المجتمعات»، حسبما ينقل المصري.

فبدأ العمل على فريق مكوّن من الناشئة، أعمارهم دون السادسة عشرة من العمر. درّبهم في ملعب قصقص، وكان بعضهم لا يمتلك أحذية رياضية. مع ذلك، خاض بهم بطولة الشرق الأوسط في اللعبة، وحاز على المرتبة الثالثة، «وقد نزل الفريق إلى الملعب بأحذية رياضية تبرّع بها شقيق المصري، وبملابس قدمها الاتحاد اللبناني»، يشرح المصري.

وشهد يوم أمس، المباراة الأولى التي يلعبها فريق مكوّن من الراشدين، باسم فلسطين... وقد تحمّل أعضاء الفريق كافة النفقات اللازمة، باستثناء الملابس، إذ أمّنها لهم «الاتحاد الأوروبي».

واستهلّت المباراة بكلمات للجهات الراعية، تثني على أهمية الرياضة في حياة الشعوب، إذ اعتبرت أخورست أن «الأمور التي تجمع اللبنانيين والفلسطينيين هي أكثر مما يعتقدون أحياناً... والرياضة هي الطريقة المثلى لإبراز قيم التضامن والحوار والاحترام والعيش الكريم». كما أكد غراندي على أن «الرياضة تساعد على بناء الجسور بين المجتمعات وهي مبادرة جيّدة بالنسبة الى المجتمعين اللبناني والفلسطيني».

يذكر أن مشروع «الكرامة للجميع» يتضمن خطوات مختلفة كتنظيم زيارات سياسيين لبنانيين إلى المخيمات الفلسطينية، وإعداد وثائقي عن الأوضاع المعيشية الفلسطينية في لبنان، وتبادل زيارات بين مدارس لبنانية وفلسطينية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية.