
الثلاثاء، 08 نيسان، 2025
استجابة
للدعوة العالمية للإضراب نصرة لغزة، شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان والعديد من
المدن اللبنانية امس الاثنين إضرابًا شاملاً ومسيرات ووقفات احتجاجية تضامنًا مع
قطاع غزة ورفضًا لـ"جريمة الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال
الإسرائيلي.
ففي مخيم نهر
البارد شمال لبنان، التزم الأهالي بالإضراب بشكل كامل، حيث أغلقت جميع المحال
التجارية والمؤسسات أبوابها. وبعد الظهر، شارك مئات الفلسطينيين في وقفة حاشدة رفعوا
خلالها شعارات غاضبة وهتافات داعمة للمقاومة ومطالبة الدول العربية والإسلامية
بالضغط لوقف المجازر في غزة.
وفي بيروت،
عمّ الإضراب مخيم برج البراجنة، حيث انطلقت مظاهرة نسائية ضخمة جابت شوارع المخيم
رافعة الأعلام الفلسطينية ومنددة بـ"المجازر الإسرائيلية". كما أقفلت
المحال في مخيمي شاتيلا ومار إلياس، وشهد الأخير مظاهرة للأطفال رفعوا خلالها
أعلام فلسطين وطالبوا بوقف العدوان. وشمل الإضراب أيضًا تجمع وادي الزينة في إقليم
الخروب.
ومساءً، شارك
مئات الفلسطينيين واللبنانيين في وقفة تضامنية في ساحة عين المريسة ببيروت، حيث
ألقيت كلمات تضامنية وحمل الأطفال لافتات بأسماء الشهداء في غزة، مطالبين بوقف قصف
الأطفال في القطاع المحاصر.
وفي شمال
لبنان، شهد مخيم البداوي إغلاقًا كاملاً للمحال والمؤسسات، وخرجت مظاهرة تزامنت مع
الإضراب.
أما في جنوب
لبنان، فقد أغلق مخيم عين الحلوة سوق الخضار المركزي بشكل تام وعمّ الإغلاق كافة
أحيائه، بينما شهد مخيم برج الشمالي في صور استجابة كاملة للإضراب ومظاهر احتجاجية
متفرقة. وفي مخيم الجليل ببعلبك، شلّ الإضراب الحركة وخرجت مظاهرة نسائية تضامنية
مع غزة.
وعلى الصعيد
الأكاديمي، شارك طلاب وأساتذة الجامعة اللبنانية الرسمية في الإضراب، فيما نفذ
طلاب الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU) وقفة حاشدة أمام حرم الجامعة رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية
وهتفوا ضد الاحتلال وجرائمه، منددين بـ"الصمت العربي والدولي المريب".
وفي مدينة
صيدا، أغلقت نسبة واسعة من المحال التجارية أبوابها وشهد السوق إغلاقًا شبه تام
وتوقفت الحركة في المدينة الصناعية. وأعلنت عدة مدارس خاصة مشاركتها في الإضراب.
وفي طرابلس
شمالًا، نظمت الهيئات النقابية اعتصامًا أمام القصر البلدي بمشاركة واسعة، تقدمهم
رئيس البلدية رياض يمق الذي وصف ما يحدث في غزة بأنه "إجرام موصوف بدعم
أميركي، إنها إبادة بل إزالة لبشر وحجر وشعب ومدن وقرى".
من جهته، أكد
أحمد الأسدي، مسؤول حركة "حماس" في طرابلس والشمال، أن "العالم خذل
غزة، لكنها أذهلت العالم بصمودها"، مشيرًا إلى أن "السابع من تشرين
الأول/ أكتوبر أثبت هشاشة الكيان الإسرائيلي وأن المقاومة الفلسطينية لن
تنكسر".
ووجه النقيب
شادي السيد، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي، رسالة لاذعة
للحكام العرب، مستنكرًا صمتهم على "ذبح الأطفال وقتل النساء"، محذرًا من
أن "الدعوة إلى التطبيع قد تؤدي إلى حرب أهلية".
بدوره، أكد
المحامي عبد الناصر المصري، مسؤول "المؤتمر الشعبي" في الشمال، أن
طرابلس ستبقى "قبلة للمقاومة"، مشددًا على أن "المقاومة خيار
رباني".
وفي ختام
الاعتصام في طرابلس، أحرق المشاركون العلم الإسرائيلي تعبيرًا عن غضبهم ورفضهم
لجرائم الاحتلال.