
الأحد، 06 نيسان، 2025
يشهد لبنان يوم غد الاثنين تحركًا
شعبيًا واسع النطاق يتمثل في إضراب عام وتظاهرات حاشدة، وذلك استجابة للدعوات
العالمية المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والتضامن مع
الشعب الفلسطيني في ظل المجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال.
وقد أعلنت قوى وفعاليات لبنانية
وفلسطينية مختلفة عن مشاركتها الواسعة في هذا اليوم التضامني. دعا تحالف القوى
الفلسطينية في لبنان إلى "مشاركة شعبية فلسطينية واسعة داخل المخيمات"،
مؤكدًا على أهمية الالتزام بالقيم الأخلاقية التي تعكس عمق الانتماء الوطني ورفض
سياسات الإبادة، وموجهًا نداءً للشعوب العربية والإسلامية والأحرار حول العالم
لجعل هذا اليوم "محطة تاريخية في مواجهة العدوان".
من جانبها، أعلنت المنظمات الشبابية
والطلابية الفلسطينية في لبنان عن تنفيذ إضراب عام شامل في كافة المخيمات
والتجمعات الفلسطينية، يشمل إغلاق مقرات ومدارس وكالة "أونروا"
(باستثناء الخدمات الصحية والنظافة)، وذلك في رسالة احتجاجية على "المجازر
الصهيونية" ومطالبة للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته.
كما انضمت مؤسسات تعليمية بارزة إلى
هذا الحراك التضامني. فقد أعلن مجلس جامعة "الجنان" عن إغلاق أبواب
الجامعة في طرابلس وصيدا تضامنًا مع غزة واستنكارًا للعدوان، داعيًا أسرتها
الأكاديمية للتأمل في قيم العدالة الإنسانية. وبالمثل، أكدت جمعية المقاصد الخيرية
الإسلامية في صيدا التزامها الكامل بالإضراب، مشددة على دور مؤسساتها التربوية في
تنشئة الأجيال على نصرة قضايا الأمة والتمسك بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية.
وفي صيدا أيضًا، أعلنت مدارس الإيمان
عن مشاركتها في الإضراب ودعت إلى المشاركة في المسيرة التضامنية التي ستنطلق مساءً
من دوار إيليا إلى ساحة النجمة. كما أعلنت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية
المستدامة عن التزام مدارسها بالإضراب تضامنًا مع غزة وتنديدًا بالعدوان.
وفي شمال لبنان، عبّرت نقابة وعمال
بلدية طرابلس عن تضامنها بالدعوة إلى وقفة وإضراب أمام مبنى البلدية، مطالبة
الشعوب العربية والإسلامية بمساندة غزة في وجه "التواطؤ والصمت الدولي".
وأصدر اتحاد المعلمين في لبنان بيانًا وصف فيه المجازر في غزة بأنها "جريمة
تُكتب بحروف الدم"، مطالبًا الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها ورفض التعامل مع
الضحايا كـ"خسائر جانبية".
يأتي هذا التحرك اللبناني استجابة
لدعوة "الحملة العالمية لوقف الإبادة" على قطاع غزة، التي أطلقت نداءً
لإضراب عالمي يوم غد الاثنين للمطالبة بوقف "حرب الإبادة الإسرائيلية"
على القطاع. وقد انتشر وسم "#إضراب_من_أجل_غزة" (#StrikeForGaza) على نطاق واسع،
تزامنًا مع مظاهرات عصيان مدني في العديد من الدول العربية، بما فيها الأردن،
عُمان، البحرين، الكويت، السعودية، الجزائر، المغرب، ليبيا، الإمارات، سوريا،
وفلسطين.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي
تواصل ارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة منذ السابع من تشرين
الأول/أكتوبر 2023، بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، ما أسفر حتى الآن عن
استشهاد وإصابة أكثر من 165 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى
آلاف المفقودين.