
متابعة - لاجئ نت|| الإثنين، 17 تشرين الثاني، 2025
تصاعدت حالة الاستياء داخل الأوساط الفلسطينية في لبنان، بعد حادثة منعت
فيها إدارة مدرسة رفيديا، التابعة لوكالة الأونروا في مدينة صيدا، طالبةً من
ارتداء زي يحمل خارطة فلسطين وكوفية، في خطوة اعتبرتها لجنة الدفاع عن حقوق
اللاجئين الفلسطينيين اعتداءً مباشرًا على الهوية الوطنية ومحاولة لسلخ الطلاب عن
انتمائهم الفلسطيني.
وفي بيان شديد اللهجة، أدانت اللجنة ما جرى، معتبرةً أن هذا السلوك
"يمثل انحدارًا خطيرًا" في أداء إدارة الأونروا، التي ــ بحسب البيان ــ
باتت لا تكتفي بسياسة التقليصات التي أثقلت حياة اللاجئين اليومية، بل باتت أيضًا
تمعن في فرض إجراءات تتعارض مع رموز الهوية الوطنية الفلسطينية.
وأشارت اللجنة إلى أن منع ارتداء الكوفية وخارطة فلسطين داخل المدارس لا
يمكن اعتباره قرارًا فرديًا، بل يأتي ضمن "محاولات ممنهجة لفرض ما يسمى
بسياسة الحيادية"، والتي ترى فيها الأوساط الفلسطينية محاولة لإبعاد الطلاب
عن تاريخهم ورمزيتهم الثقافية، في وقت يواجه فيه اللاجئون ظروفًا معيشية صعبة
نتيجة التقليصات المتواصلة في الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية التي تقدمها
الوكالة.
دعوات لارتداء الكوفية ورفع الأعلام في مدارس الأونروا
وفي سياق الرد على الحادثة، أعلنت اللجنة دعمها الكامل للتحركات الشعبية
التي دعت إلى ارتداء الكوفية ورفع الأعلام الفلسطينية في جميع مدارس وثانويات
الأونروا اليوم الاثنين 17 تشرين الثاني 2025. ودعت إلى اعتباره "يومًا
وطنيًا للتعبير عن الانتماء الفلسطيني والتصدي لمحاولات طمس الهوية وسياسات
الحيادية المزعومة".
وشددت اللجنة على ضرورة تمسّك أبناء المخيمات بحقوقهم الوطنية، داعية إلى
تكثيف الفعاليات الاحتجاجية السلمية، والتأكيد على أن الأونروا تتحمل المسؤولية
الكاملة عن حماية حق اللاجئين في التعبير عن هويتهم.
محمد ديب: "ارفعوا الأعلام… وحدتنا أقوى من كل محاولات الطمس”
وقال محمد ديب، عضو لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، إن ما يحدث
هو محاولة مكشوفة لفصل الطلاب عن تاريخهم، مؤكداً أن "كل القوانين تسقط أمام
عشق الفلسطيني لوطنه". ودعا الطلاب إلى ارتداء الكوفية ورفع الأعلام وتجسيد
خارطة فلسطين "التي ضحى الشعب الفلسطيني لأجلها عبر العقود".
وأضاف ديب: "ليكن يوم الغد يومًا وطنيًا بامتياز للرد على كل محاولات
سلخ طلابنا عن قضيتهم. ولتكن وحدتنا الصخرة التي تتحطم عليها كل مشاريع تصفية
القضية الفلسطينية”.
عدنان الرفاعي: "من لا تستره فلسطين سيبقى عاريًا"
أما عدنان الرفاعي، أمين سر لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، فقد
وصف ما حصل بأنه "محاولة بائسة" لمنع الطلاب من التعبير عن عشقهم
لفلسطين. وقال: "كما ينمو النبات بالماء؛ ينمو أبناؤنا على حب
فلسطين. التلميذة لا تتدفأ بالجاكيت بل بفلسطين… ومن لا تستره فلسطين سيبقى عاريًا
مهما غطته أنظمة الدنيا”.
ووجّه الرفاعي كلامه مباشرة إلى مديرة الأونروا دوروثي، مؤكدًا أن
"مشروع الحيادية الزائف ذو الأهداف الصهيونية سيسقط"، وأن الشعب
الفلسطيني سيواصل الدفاع عن هويته الوطنية داخل المدارس وخارجها.
قضية تتجاوز حادثة فردية
الحادثة، التي أثارت غضبًا واسعًا في المخيمات، باتت تتجاوز مجرد منع طالبة
من ارتداء الكوفية، لتتحول إلى نقاش أوسع حول حدود "حيادية الأونروا"
وما إذا كانت تُستخدم كغطاء لإبعاد الطلاب عن هويتهم. ومع تصاعد الدعوات لجعل يوم
الاثنين يومًا وطنيًا داخل مدارس الوكالة، يبدو أن المخيمات مقبلة على يوم احتجاجي
واسع يحمل رسائل سياسية وثقافية واضحة, تتجاوز حدود المدرسة وتصل إلى إدارة
الأونروا في لبنان.