الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024
تشهد المخيمات والتجمعات الفلسطينية في
منطقة صور منذ تصاعد العدوان "الإسرائيلي" على لبنان غيابا تاماً لخدمات
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومنها على وجه
الخصوص، الرعاية الصحية التي تقدمها الوكالة، وتعتبر الشريان الرئيس الذي يعينهم
في عمليات الاستشفاء والحصول على الأدوية، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة كالقلب
والضغط والسكري وغيرها.
هذا الغياب الذي جاء بعد إيقاف وكالة "الأونروا"
خدماتها وسحب موظفيها من منطقة صور لـ"أسباب أمنية" كما تبرر، استدعى
تدخلات محلية في محاولة لسد الثغرات التي خلفها غياب الوكالة.
وبرزت مؤخراً محاولات مجتمعية في مخيم
برج الشمالي لمتابعة المرضى ومحاولة التخفيف عن بعضهم، فجال فريق متخصص من جمعية
"ديارنا"، أعدته الجمعية لزيارة المرضى وكبار السن المتبقين في المخيم
ولم ينزحوا منه، سعياً منها للتخفيف عنهم، من خلال متابعة دورية لقياس الضغط
وإجراء تحليل السكري.
وبحسب مدير جمعية ديارنا أحمد دحويش فإن
هذا الإجراء اتخذته الجمعية بهدف متابعة المرضى وتحقيق الرعاية الدورية التي
يحتاجونها في "ظل إصرار وكالة أونروا على إغلاق مؤسساتتها الصحية في المخيمات
في مدينة صور كافة".
يقول دحويش: إن فريق الجمعية يسعى إلى
تقديم رعاية متكاملة للمرضى وخاصة كبار السن الذين يصعب عليهم الخروج من المنزل
بسبب تقدمهم في العمر، والعمل على تأمين كل ما يحتاجونه من مستلزمات النظافة
الشخصية في المنزل،موضحاً بأنهم يحاولون تخصيص متطوعين للقيام بزيارة يومية لعدد
من كبار السن في المخيم ومتابعتهم من كافة الجوانب الصحية و الحرص على نظافتهم
الشخصية بشكل يومي.
لاقت هذه الخطوة تفاعلاً بين الأهالي،
الذين اشتكوا مراراً وعبروا عن شعورهم بـ "الخذلان" بعدما تركتهم
الوكالة يواجهون مصيرهم مع الأمراض حين أغلقت عياداتها في مخيمات جنوبي لبنان.
حسن، ممرض متطوع لدى جمعية "ديارنا"
ومشارك في الحملة يقول لبوابة اللاجئين: الرعاية الصحية حق طبيعي تكفله كافة
القوانين، وليس هناك ما يبرر التقصير المتعمد من قبل وكالة "الأونروا"
تجاه المرضى.
وأضاف حسن: "نحن نقوم بأقل الواجب
تجاه أهلنا وكبارنا المرضى المتبقين في المخيم، دعماً لهم وتعزيزاً لصمودهم ولن
نألوا جهداً في سبيل رعايتهم".
ويحذر ناشطون في المخيمات من غياب
المتابعة الصحية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان وجنوب بيروت من قبل وكالة "الأونروا"
ويقولون بأنه ينذر "كارثة صحية"، خاصة مع دخول فصل الشتاء وما يصاحبه من
أمراض، "ناهيك عن وجود أطفال دون سن السادسة يحتاجون إلى جرعات وطعوم مضادة
للأمراض، ما يعني ترقب المزيد من المعاناة التي تنتظر الأهالي مع تعنت الوكالة
وإصرارها على تخلي عن مسؤولياتها في منطقة صور".
وفي ظل هذه الظروف، يجدد اللاجئون
الفلسطينيون في المخيم في كل مناسبة ووقفة مطالبهم لوكالة "الأونروا"
بضرورة استئناف خدماتها، لاسيما الصحية منها، خاصة وأن الحرب
"الإسرائيلية" تسببت في تفاقم أوضاع اللاجئين في مخيمات وتجمعات مدينة
صور، مما أدى إلى توقف الأعمال وإغلاق العديد من المرافق الخدمية، ما يزيد من
الأعباء عليهم.