القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

مخاطر سوء استعمال الأدوية في المخيمات

مخاطر سوء استعمال الأدوية في المخيمات

عقد مركز اللاجئين في «كاريتاس لبنان»، و«جمعية النجدة الاجتماعية»، و«جمعية المرأة الخيرية»، مؤتمراً صحافياً لإطلاق حملة التوعية حول «مخاطر سوء استعمال الأدوية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية الموجودة في لبنان، أمس الأربعاء في فندق «بادوفا» في سن الفيل في حرش تابت.
مولت الحملة دائرة المساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية «إيكو»، بالتعاون مع «كاريتاس النمسا»، ويأتي ذلك في إطار مشروع «مساعدة اللاجئين الفلسطينيين المسنين في لبنان».

من جهتها أكدت الدكتورة ناديا دلول التي تحدثت باسم مؤسسة «أنيرا» إن المسن «يأكل الدواء أكلاً»، مشددة على ضرورة ترشيد استعمال الدواء. وبينت متابعة المسنين في المخيمات أن هناك استعمالاً خاطئاً للأدوية، مما يشكل خطراً على حياة المسن من جهة، وهدراً للأدوية المتوفرة والموزعة من جهة ثانية.

«أكل الدواء» يتناقض مع معاناة المسنين الفلسطينيين التي أوصلت صوتهم إحدى العاملات الاجتماعيات في «جمعية المرأة الخيرية» في المخيمات، مشيرة إلى نقص في تأمين أدوية الأمراض المزمنة، وإلى مشكلات في تخزينها، وإلى أن المسن يضطر لشحذ علاجه ودوائه وخصوصاً كلفة استشفائه.

والنقص في الأدوية يطال ثلث اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان والبالغ عددهم 422 ألفاً و188 نسمة، وفقاً لسجلات الأونروا، وسبعة في المئة من بينهم (من بين الفلسطينيين) وهم ممن بلغوا الخامسة والخمسين عاماً من العمر، وما فوق.

ومن بين السبعة في المئة يعاني 49,8 في المئة من السكري (42,5 في المئة رجال و53,6 في المئة من النساء)، و60,9 في المئة من ضغط الدم المرتفع (68,5 في المئة نساء والبقية رجال)، كما ان هناك 38,4 في المئة يعانون من مشاكل في القلب و7,5 في المئة من أمراض السرطان، و45 في المئة من الروماتيزم، و58,2 في المئة لديهم كآبة وقلق، بينما هناك 55,6 في المئة يعانون من تعب مزمن وضعف في الحركة.

وتشيع بين المسنين كافة، ووفقاً لإحصاءات رابطة «كاريتاس» لبنان، أمراض الكوليسترول المرتفع وترقق العظام والتهابات الأمعاء وأمراض الكلى ومشاكل وجع الظهر، والعيون وأمراض الجهاز التنفسي. كما أن الكآبة هي مشكلة منتشرة بين الفلسطينيين المسنين.

وتبين تلك المعطيات حجم المشاكل المتأتية عن الاستعمال الخاطئ للدواء بين المسنين الفلسطينيين، وعليه، أشار رئيس مركز الأجانب في كاريتاس لبنان كمال سيوفي إلى أن العمل على مساعدة المسنين الفلسطينيين بدأت في العام 2002، ويشمل 12 مخيماً في لبنان، نظراً لحجم الأمراض المزمنة التي يعانون منها وللعزلة التي يعيشونها ولعدم القدرة على الحركة التي تصيبهم. ويقوم الممرضون بمتابعة الحالات المستعصية للمسنين من خلال القياس اليومي للضغط ومعدل السكري بالتنسيق مع مراكز الأونروا والجمعيات المهتمة والمعالجين الفيزيائيين لإعانتهم على استعادة الحركة واستقلاليتهم. وأكد سيوفي ان المشروع يشمل 2950 مسناً فلسطينياً تتم توعيتهم وتثقيفهم مع أقاربهم على كيفية التعاطي مع شؤونهم الصحية والحياتية.

ونتيجة للعمل بين المسنين تبين أن هناك مشكلة حقيقية لديهم تتمثل بسوء استعمال الدواء «فهم يتناولون أي دواء يعطى لهم من قبل احد الجيران او الأقارب او حتى عابر سبيل». ويؤدي سوء استعمال الدواء إلى ظهور أمراض إضافية أو تسمم خطير أو يشكل خطورة على حياة المريض نفسه.

وتوقفت عضو مجلس إدارة جمعية المرأة الخيرية جيهان الجشّي عند اهمية الالتزام بالبطاقة الصحية للمسن، والتي تمنح الطبيب المعالج والمهتم به والجمعيات التي تساعده سجلاً علمياً عن حالته والأدوية التي يتناولها للاهتمام به بطريقة افضل.

واستشهدت مديرة البرامج في «جمعية النجدة الشعبية» وفاء أحمد بإحصائية حديثة للأونروا لتقول إن «ثلث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون من امراض مزمنة، وإن جميع العائلات التي يعيلها احد من ذوي الاحتياجات الخاصة تعيش في فقر مدقع، وإن 21 في المئة من الفلسطينيين يعانون من الاكتئاب والقلق، و95 في المئة منهم ليس لديهم تأمين صحي، فيما تقدم الاونروا الرعاية الصحية الأولية والثانوية فقط».

وأشار ممثل الأونروا في اللقاء الدكتور نمر قاسم إلى ان مشروع اليوم يشمل 14 في المئة من الفلسطينيين في لبنان، وهي نسبة المسنين من بينهم، لافتاً إلى أن العاملين في عيادات الأونروا يلاحظون رغبة المسن في أخذ الدواء بصورة دائمة، حتى ولو لتخزينه في البيت إن لم يكن لاستعماله. وتحدث قاسم عن مراجعة الأونروا لسياساتها الخدماتية بما يضمن تأمين خدمات طبية وصحية أفضل للفلسطينيين عموماً وللمسنين خصوصاً.

وتموّل المشروع المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية بالشراكة مع كاريتاس ـ النمسا، وينفذه في لبنان مركز الأجانب في رابطة كاريتاس وجمعية النجدة الاجتماعية وجمعية المرأة الخيرية وجمعية «أنيرا» بالتنسيق مع الأونروا.