
متابعة – لاجئ نت|| الخميس، 20 تشرين الثاني،
2025
شيّع مخيّم عين الحلوة، اليوم الخميس 20 تشرين
الثاني/نوفمبر، 13 شهيدًا من الفتيان الذين قضوا جراء القصف
"الإسرائيلي" الذي استهدف ملعبًا رياضيًا داخل المخيّم مساء الثلاثاء،
في حادثة وصفت بالمجزرة المروعة. وشهدت مراسم التشييع مشاركة واسعة من مئات
اللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب فرق كشفية وأصدقاء الشهداء، وسط أجواء حزينة
وغاضبة تعكس حجم الصدمة والغضب الشعبيين.
وانطلقت الجنازات بدخول الجثامين إلى أزقّة
المخيّم في موكب مهيب، جاب الشوارع الضيقة وصولًا إلى منازل ذويهم لإلقاء النظرة
الأخيرة قبل نقلهم إلى مسجد خالد بن الوليد لأداء صلاة الجنازة. ووريت جثامين 11
شهيدًا الثرى في مقبرة درب السيم، فيما دفن شهيدان آخران في مقبرة سيروب في مدينة
صيدا.
وشارك في الموكب عشرات الشبان والنساء الذين
علت أصواتهم بالهتافات الوطنية المطالبة بالحقوق الفلسطينية، مؤكدين رفضهم
لاستهداف المدنيين. وسادت مشاهد مؤثرة لدى وصول الجثامين إلى المنازل، إذ استقبلت
الأمهات أبنائهن بالدموع والزغاريد، فيما توافد المئات من أبناء المخيّم والجيران
لتقديم واجب العزاء، في مشهد يجمع بين الحزن والصبر والصمود.
وأكد الأهالي وشهود العيان أن معظم الشهداء لم
تتجاوز أعمارهم 18 عامًا، وكانوا يمارسون نشاطاتهم المدنية المعتادة داخل الملعب،
الذي يُستخدم لأغراض رياضية وثقافية، بعيدًا عن أي نشاطات عسكرية. وتأتي هذه
الحادثة وسط توتر متصاعد في محيط المخيم، وسط تحذيرات من تداعيات أمنية وإنسانية
على المدنيين الفلسطينيين.
وأشار الأهالي إلى أن القصف
"الإسرائيلي" استهدف منشأة رياضية مدنية بالكامل، وهو ما يعزز الاتهامات
الموجهة للاحتلال بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين وانتهاك القانون الدولي
الإنساني. كما عبّر المشاركون عن رفضهم أي محاولات لتبرير هذا الاعتداء، مؤكدين أن
الهدف كان استهداف الفتية الأبرياء، الذين كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية داخل
المخيم.
وتعد هذه المجزرة واحدة من سلسلة الاعتداءات
التي طالت المدنيين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية، ما يعكس هشاشة الوضع
الأمني في المخيمات وغياب حماية فعالة للأبرياء. وتواصل السلطات المحلية والفصائل
الفلسطينية تنظيم حملات دعم ومساندة للجرحى وعوائل الشهداء، وسط دعوات لتوثيق
الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي ختام المراسم، رفعت رايات فلسطين على طول
شوارع المخيم، وسط شعارات منددة بالاحتلال ورافضة للتجاوزات ضد المدنيين، في مشهد
يوحي بوحدة أهالي المخيم وتماسكهم في مواجهة الاعتداءات المتكررة، مع استمرار
الدعوات للتمسك بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وحماية أبنائهم من أي استهداف مستقبلي.