شيع مخيم البرج الشمالي شرقي مدينة صور فقيده الشاب وعريسه الذي لم يتح له القدر ان يهنأ بخطوبته سوى ساعات معدودة محمد حسن مصلح (21 عاماً) الذي قضى في الحادث المروع الذي وقع على مفرق الشبريحا – محطة القرعوني منتصف ليل الإثنين حيث كان الموت بإنتظاره خلال عودته مع خطيبته من نزهة إلى صيدا احتفالاً بخطوبتهما حين انقلبت بهما السيارة المزينة بالورود والشرائط الملونة لتخطف محمد وأحلامه في لحظة غادرة ولتحيل سيارة الفرح التي تناثرت ورودها وزينتها وامتزجت بدماء الضحايا الى نعش أسود بارد خيم الموت في أحضانه القاتلة.

وفيما كان أبناء المخيم يشيعون محمد إلى مثواه الأخير كانت خطيبته غنوة خطاب لم تزل معلقة بين الحياة والموت في حالة حرجة للغاية في غرفة العناية المركزة في مستشفى جبل عامل وهي في غيبوبة تامة، ومصيرها بيد الله وحده...

الخطيبان اللذان عقدا خطوبتهما عصر الإثنين في منزل العروس في المخيم كانا قد توجها الى مدينة صور حيث تنزها والتقطا الصور التذكارية في احد ستديوهات المدينة ثم توجها إلى صيدا في نزهة ليلية حيث وقع الحادث في طريق عودتهما، وعن كيفية وقوع الحادث إن السائق قد انحرف فجأة لتفادي الاصطدام بدراجة نارية انزلقت أمامه على الطريق، ولكن سرعته الزائدة والأرض المبللة بالامطار أديا إلى انحراف السيارة وانقلابها والتسبب بهذه المأساة.

هذا وقد انطلق موكب التشييع الحاشد من أمام منزل الفقيد في مخيم البرج الشمالي وصولاً إلى جبانة المخيم حيث أم فضيلة الشيخ علي عبد الله إمام مسجد النور الصلاة على جثمان الفقيد قبل أن يوارى في الثرى وتقبلت عائلته العزاء من أبناء المخيم والجوار الذين شاركوا في التشييع.