مركز العودة الفلسطيني يتفقد أحوال اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل
امتدادا لجهود مركز العودة الفلسطيني للعناية بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم، قام وفد من المركز بزيارة تفقدية للاجئين الفلسطينيين في البرازيل للوقوف على الظروف الصعبة التي يعيشونها خاصة المرضى وكبار السن منهم، وقد اجتمع الوفد مع مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين وقام بمعاينة أوضاعهم الصعبة كما التقى الوفد مع بعض المحامين والحقوقيين المتابعين لأوضاع اللاجئين هناك وحثهم على مواصلة العمل على تحسين ظروفهم وتحقيق مطالبهم.
موفد المركز عرفات بوجمعة مع عائلة العرابي:
وتجدر الإشارة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل هم مجموعة من فلسطينيي العراق، نقلوا من مخيمات الرويشد في الأُردن و الوليد في العراق إلى البرازيل ضمن برنامج للمفوضية العليا للاجئين يمتد لسنتين فقط، تتكفل المفوضية بموجب هذا البرنامج بتوفير السكن اللائق لهم، وتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية اللازمة، وقد اعتبر اللاجئون ذلك مدخلا لحل مشاكلهم.
وحسب شهادات اللاجئين الفلسطينيين فإنه بعد قدومهم إلى البرازيل لم يجدوا ما وعدوا به خاصة الرعاية الصحية للمرضى والمسنين، وقد قامت مجموعة من العائلات بالاعتصام بداية أمام مكتب المفوضية في البرازيل للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية، ومع تجاهل المفوضية لمطالبهم وإخلائها لمقرها وانتقالها لمقر غير معلن لأسباب أمنية كما قالوا، انتقلت بعض العائلات إلى الاعتصام أمام السفارة الفلسطينية في البرازيل مطالبين بالعودة إلى وطنهم فلسطين أو لأي لبلد آخر قادر على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم، ومازال هؤلاء وبالرغم من فض اعتصامهم يعانون من الصعوبات ذاتها وينتظرون من الجهات المسؤولة حلها في أقرب وقت ممكن.
مأساة اللاجئ لـــؤي ســـمير عــــودة:
وضمن برنامج الزيارة التقى وفد المركز باللاجئ الفلسطيني لؤي عودة وعائلته الذين يعيشون في ظل ظروف اجتماعية وصحية في منتهى القسوة، حيث أن الوضع الصحي لؤي بدأ بالتدهور شيئاً فشيئاً بعد فترة وجيزة من وصوله البرازيل بحيث لم يعد قادراً على التنفس بشكل طبيعي إلا بمساعدة جهاز خاص لا يفارقه، وعليه فلم يعد قادراً على التحرك وأصبح وضعه يسوء يوما بعد يوم، ومن هنا نبعت مطالبته للمفوضية بتقديم الرعاية والعناية اللازمة له، إلا أنه لم يلق ذلك الاهتمام المطلوب رغم حالته الصحية الحساسة والخطرة، فهو ومنذ قدومه البرازيل لا يزال مقيدا بجهاز الأوكسجين منذ عامين ولم يخرج من بيته إلا نادراً.
اللاجئ لـــؤي ســـمير عــــودة في حالة صحية صعبة للغاية:
يقول لؤي: "عشت أغلب حياتي في العراق لم أعرف شيئاً اسمه الأوكسجين، وعشت سنوات في الصحراء بالعواصف الترابية التي كانت تقتلع الخيام وتدمرها على رؤوسنا، وكلنا يعرف أوضاع المخيمات في الصحراء من سوء في الخدمات والرعاية الصحية أو انعدامها أساساً، ولم أكن أستخدم الأوكسجين كل تلك الأعوام، ولكن مع قدومي للبرازيل ساءت حالتي كثيرا، ويؤكد الأطباء أنه إذا استمر هذا الوضع وبدون إجرائي لعملية في الرئة خلال ثلاث سنوات فسوف تنسد الرئتان تماماً وهنا ينتهي الموضوع لأنني أعيش الآن بأقل من نصف رئة بمساعدة جهاز الأوكسجين الذي يمكنني من التنفس قليلاً، ومع الأسف الشديد رفضت الحكومة البرازيلية والمفوضية الالتزام بعلاجي بحجة تكاليف العملية الباهظة."
وقد وعد وفد مركز العودة الفلسطيني بالسعي الحثيث لإقناع المفوضية والجهات المسؤولة لحل هذه المأساة، وأكد ماجد الزير، المدير العام للمركز مواصلة العمل لإيجاد حلول للأوضاع الصعبة التي يعيشها فلسطينيو العراق سواء في العراق أو في مخيمات اللجوء في بعض الدول المضيفة.
هذا وقد صرح الزير بأن: "مركز العودة حمل على عاتقه التعريف بالمأساة التي يعيشها فلسطينيو العراق منذ اليوم الأول، كما قام بتنظيم عدد من الزيارات لوفود برلمانية أوروبية، وقدم الدعم المادي والمعنوي لقضيتهم العادلة، وضمن هذا الإطار فإننا نعكف الآن على إعداد فيلم وثائقي عن فلسطينيي العراق لتوثيق معاناتهم وسيتم عرضه في عدد من القنوات في القريب العاجل"، كما دعا الزير كل الأطراف المعنية ومنظمات حقوق الإنسان العمل على إنهاء النكبات المستمرة التي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني في البرازيل والشتات.
لاجئ نت - وكالات