القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هنية حاملاً «سيف القدس» إلى بيروت: يلتقي نصرالله والرؤساء


الإثنين، 28 حزيران، 2021

أقل من تسعة أشهر فصلت بين زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، لبيروت اليوم وزيارته الأولى. الفترة الزمنية القصيرة كانت كافية لتغيير ما في المشهد، ولو بالشكل على الأقل. ففي الزيارة الأولى لم يقابل هنية رئيسَ الجمهورية اللبنانية ميشال عون، الذي بدا وقتها متردداً، محاذراً من استدراج المزيد من غضب الرئيس الأميركي الجامح دونالد ترامب. أما في هذه الزيارة فإن عون رحب باللقاء، ومن المنتظر أن يفتتح هنية لقاءاته بالرؤساء الثلاثة، بلقاء في بعبدا، يرافقه فيه أعضاء بارزون في المكتب السياسي لحركة "حماس".

غياب "فتح"

يأتي هنية بعد معركة "سيف القدس"، وهيمنة "حماس" النسبية على المشهد الإعلامي والسياسي الفلسطيني، مما زاد من حدّة التنافس بينها والفصيل المنافس الآخر حركة "فتح"، التي تتقاسم معها النفوذ والحضور الشعبي. هذا التنافس انعكس بغياب حركة "فتح" عن استقبال هنية في المطار، على خلاف المرة السابقة، حين حضر مسؤولو "فتح"، والسفير الفلسطيني أشرف دبور إلى المطار، وكانت معظم لقاءات هنية بحضور دبور، وتكرر اللقاء بين الإثنين في السفارة الفلسطينية.

وفي تلك الأجواء حصل لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في السفارة أيضاً، وكانت كلمة متلفزة للرئيس محمود عباس، وتمخض عن اللقاء بيان أكد على إجراء الانتخابات الفلسطينية، قبل أن تُلغى، تاركة آثاراً سلبية في العلاقات الفلسطينية، سواء داخل "فتح"، أم بينها وبين "حماس". ورغم محاولات جديّة تُبذل من أجل لقاء يجمع بين هنية ومسؤولين من حركة "فتح" إلا أنها لم تصل لنتيجة حتى الساعة. ومن المتوقع أن يُعقد لقاء للأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية يوم الخميس المقبل، بغياب ممثلين عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

"الحياد" في لبنان

هنية الذي كان في استقباله بمطار رفيق الحريري الدولي ممثلون عن حزب الله وحركة أمل والجماعة الإسلامية وعدد من الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية، من المنتظر أن يلتقي الإثنين الرؤساء الثلاثة، لإطلاعهم على الأوضاع الفلسطينية، كما البحث في قضايا تهم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفق مصدر في حركة "حماس"، الذي أكّد لقاء هنية بأمين عام حزب الله، حسن نصر الله.

أضاف المصدر أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" سيلتقي الفاعليات الشعبية الفلسطينية خلال زيارته "لشرح نتائج معركة "سيف القدس" وأبعادها". ويؤكد المصدر أنه "ومن واقع إدراك الحركة لأبعاد ما يجري في لبنان، والمخاوف من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وانعكاساتها، سيؤكد هنية أمام هذه الفاعليات على ضرورة العمل لتحييد الفلسطينيين عن الواقع المأزوم، كما نجحوا في ذلك خلال سنوات من التوترات في لبنان. وسيكون هناك تأكيد على أن "حماس" تقف إلى جانب اللاجئين من أجل تجاوز المخاطر الاجتماعية الحالية".

وأشار المصدر الحمساوي أن لقاءات هنية مع كوادر وأعضاء حركة "حماس" ستشدد "على ضرورة العمل مع كل الفصائل الفلسطينية في لبنان خلال هذه المرحلة، والتعاون مع الجميع من أجل منع أية توترات تحدث في المخيمات". كما ستشمل جولته لقاءات علمائية.

أدبيات مشتركة

وكان هنية قد قال عند وصوله إلى مطار بيروت إن اللقاءات ستتضمن البحث "في التطورات السياسية التي ترتبت على هذا الانتصار، الذي صنعه الشعب الفلسطيني من رحاب المسجد الأقصى والقدس، امتداداً إلى كل نقطة جغرافية داخل فلسطين التاريخية، وأبناء الشعب الفلسطيني كافة في كل مواقع الشتات، وأحرار العالم".

وأضاف هنية أنه سيجري البحث أيضاً "في الإجراءات الإسرائيلية التي ما زالت متواصلة في القدس والأراضي المحتلة، والتأكيد على ثوابت الشعب الفلسطيني، وخاصة حقّ العودة، ورفض التوطين، ورفض الوطن البديل"، موضحاً أن هذه الثوابت السياسية راسخة في أدبيات الحركة والشعب الفلسطيني والمقاومة، ومتقاطعة بالكامل مع أدبيات لبنان رسمياً وشعبياً.

يأمل كثير من الفلسطينيين في لبنان أن تحررهم زيارة هنية، ولو جزئياً، من الخوف على مستقبل مرتبط بأزمات اجتماعية واقتصادية تتفاقم كل يوم. وإذا كان التضامن الاجتماعي قد منع انفجارها حتى الساعة، فإن ذلك غير مضمون مستقبلاً، فالقدرة على الحفاظ على هذا التضامن تتآكل نتيجة توسّع دائرة الفقر. لذا فإن الفلسطيني، المدمن على الأمل اضطراراً أحياناً، يرغب برؤية تحوّل ملموس ناتج عن زيارة المسؤولين الفلسطينيين للبنان.

المصدر: أحمد الحاج - المدن