وادي الزينة، لاجئ نت|| الأربعاء، 14 أيار، 2025

أحيت مؤسسة "هوية" بالتعاون مع جمعية "أغاريد" الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين بمحاضرة تفاعلية مؤثرة تحت عنوان "فلسطين ومقاومة مشاريع الاحتلال". أقيمت الفعالية يوم الثلاثاء في منطقة وادي الزينة، وذلك ضمن فعاليات حملة "انتماء" لشهر أيار/مايو 2025، بهدف تعزيز التمسك العميق بالهوية الوطنية الفلسطينية ومواجهة محاولات طمسها وتزييفها.

استضافت إحدى قاعات وادي الزينة هذا الحدث الذي قدم جرعة مكثفة من الوعي الوطني والرواية الفلسطينية الأصيلة للحضور. استعرض القائمون على المحاضرة مسار الاستيلاء على فلسطين منذ بدايات المشروع الصهيوني، بدءًا من قرية الجاعونة التي احتلت عام 1878، والتي تم تقديمها كنموذج مبكر للاستيطان الاستعماري.

وتناولت المحاضرة أبرز المحطات التاريخية التي ساهمت في ترسيخ المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، مع التركيز بشكل خاص على التحول السريع للبؤر الاستيطانية الأولى إلى كتل استيطانية واسعة النطاق، وذلك في ظل غياب موقف دولي فاعل وتواطؤ واضح من القوى الاستعمارية آنذاك.

كما استعرضت الفعالية أشكال المقاومة الفلسطينية المتواصلة منذ النكبة وحتى اليوم، وأبرزت صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في وجه الاحتلال رغم ما تعرض له من تهجير قسري ومجازر بشعة، سواء داخل فلسطين المحتلة أو في مخيمات اللجوء والشتات. وقد شكلت الرواية الشفوية والمرئية محورًا أساسيًا في العرض، حيث تم استخدام مواد أرشيفية نادرة ومداخلات حية أضفت عمقًا عاطفيًا وشهادات مؤثرة من قلب الحدث.

وشهد اللقاء لحظات مؤثرة تجلت في تفاعل الحضور مع الأناشيد التراثية الفلسطينية، حيث علت أصوات النساء المسنات بالزغاريد الممزوجة بالدموع، في مشهد استعاد فيه الجميع أسماء القرى والمدن الفلسطينية المهجرة، ليؤكدوا أن النكبة، رغم مرور سبعة وسبعين عامًا، لا تزال حاضرة بقوة في الوجدان الفلسطيني.

وفي ختام الفعالية، قامت المؤسستان المنظمتان بتكريم المشاركات بهدايا رمزية، خاصة الأخوات اللواتي أجبن على أسئلة تمحورت حول شخصيات وطنية بارزة لعبت أدوارًا محورية في تاريخ النكبة والمقاومة الفلسطينية. وقد جاء هذا التكريم في إطار سعي المنظمين لربط الأجيال الجديدة بسير المناضلين والمناضلات الذين جسدوا أروع صور الصمود والتضحية في سبيل القضية الفلسطينية.