السبت، 16 تشرين الثاني، 2024
نشرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"
تقريراً أوضحت فيه استجابتها لأزمة النزوح الفلسطيني من لبنان إلى سوريا، وضمنت
أرقاما تشير إلى تصاعد الأزمة حتى تاريخ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وذلك
جراء الحرب "الإسرائيلية" المستمرة على لبنان منذ أكثر من شهرين.
وأكدت الوكالة أن عدد النازحين من لبنان إلى
سوريا بلغ حوالي 473,000 شخص منذ 24 سبتمبر، بينهم نحو 5,420 لاجئاً فلسطينياً
لجأوا إلى سوريا حتى 10 نوفمبر الجاري، ما يعكس تصاعداً في النزوح بشكل تدريجي منذ
بداية الحرب.
وقالت وكالة "الأونروا" في تقريرها،
إنها تواصلت معها 1,084 عائلة من اللاجئين النازحين منذ بدء الأزمة، فيما عاد 17
عائلة إلى لبنان، وانتقلت عائلة واحدة إلى العراق.
من بين هؤلاء، استجاب 895 رب أسرة، يمثلون
2,648 فرداً، لاستبيان الوكالة حول أوضاع النزوح، وأظهر الاستبيان أن 78% من
النازحين هم نساء وأطفال، بينما يعاني 1% من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت "الأونروا" إلى أن غالبية
العائلات النازحة يقيمون لدى أقارب أو أصدقاء في ظروف مكتظة ومتواضعة، حيث أكد 91%
من النازحين أنهم فروا مع جميع أفراد أسرهم، وبيّن التقرير أن 56% من النازحين
كانوا يقيمون سابقاً في سوريا قبل الأزمة، وعاد 79% منهم إلى المناطق نفسها التي
غادروها، فيما أكد 95% من النازحين أن تدهور الوضع الأمني في لبنان كان السبب
الرئيسي لعودتهم إلى سوريا
تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية
وأوضحت "الأونروا" أن العائلات
المضيفة باتت تعاني صعوبات اقتصادية متزايدة، حيث أفادت العائلات بأن قدرتها على
الاستضافة قد تضاءلت بشكل كبير نتيجة تفاقم انعدام الأمن الغذائي، الذي ارتفعت
نسبته بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من 46% في أيلول/ سبتمبر 2022 إلى 62% في
آذار/مارس 2024.
في مواجهة هذه الأزمة، وضعت "الأونروا"
خطة طارئة تضمنت تقديم خدمات متعددة مجالات الصحة والتعليم، وقالت إنها قدمت خدمات
صحية أولية وإحالات للمستشفيات ومراكز الأشعة والمختبرات.
وأضافت أنّه بفضل نظامها الصحي الإلكتروني،
تمكن أطباء الوكالة في سوريا من الوصول إلى السجلات الطبية للاجئين النازحين من
لبنان، مشيرةً إلى أنّه منذ 1 تشرين الأول/ أكتوبر، تلقى 1,053 لاجئاً فلسطينياً
خدمات طبية، منهم 168 مريضاً جديداً بين 3 و7 نوفمبر.
وشملت الخدمات علاج الأمراض غير السارية،
ورعاية الأمومة والطفولة، والعناية بالأسنان، والدعم النفسي، حسبما أضافت الوكالة
في تقريرها.
وفيما يخص الحماية والدعم النفسي، قالت الوكالة
إنه شارك 110 نازحين في أنشطة توعوية حول منع الاستغلال والانتهاكات الجنسية، كما
نفذت زيارات منزلية للعائلات المضيفة، وقدمت أنشطة دعم نفسي للأطفال النازحين.
وحول المساعدات الإغاثية، وزعت "الأونروا"
726 مجموعة إغاثية تضمنت بطانيات، أدوات مطبخ، فرشات، وأقمشة مشمعة، مع خطط لتوزيع
مساعدات إضافية على 90 عائلة خلال الأسبوع الجاري، وتلقت الوكالة دعماً إضافياً من
مفوضية اللاجئين يتضمن 200 مجموعة مواد إغاثية أساسية.
كما بدأت "الأونروا" في توزيع
مساعدات نقدية بقيمة 50 دولاراً لكل أسرة
على 801 أسرة (2,362 فرداً)، وقد استلمت 566 أسرة( 1,758 فرداً) المساعدات حتى
الآن، وأشارت إلى أنه من المقرر توزيع جولة ثانية بقيمة ستة وسبعين دولاراً
للعائلة، لنحو 1,044 أسرة الأسبوع المقبل.
وتابعت الوكالة، أنها سجلت 319 طفلًا (170 فتاة
و149 صبياً) في مدارسها بسوريا، بينهم 234 طالباً كانوا يدرسون في مدارس الوكالة
في لبنان، ووفرت الوكالة الكتب المدرسية والحقائب والقرطاسية والدعم النفسي
للأطفال، فيما واجه بعض الطلاب صعوبات في اجتياز اختبارات تحديد المستوى؛ بسبب نقص
الوثائق الرسمية.
ونبهت الوكالة إلى أزمة في التمويل، وذلك رغم
الجهود المبذولة، وحذرت من أن الأعداد المتزايدة للنازحين تضغط على مواردها،
مشيرةً إلى أن تمويلها الحالي يغطي 13% فقط من احتياجاتها الطارئة للفترة من
أكتوبر إلى ديسمبر 2024، حيث حصلت على تبرع بقيمة 200,000 دولار للمساعدات النقدية
متعددة الأغراض من النداء العاجل الإقليمي.