القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

وقفةٌ لأبناء مخيّم برج البراجنة احتجاجًا على تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية


السبت، 26 حزيران، 2021

نظّم أهالي مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، بعد ظهر اليوم الجمعة 25 حزيران/ يونيو، اعتصامًا أمام عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تئن تحت وطأتها المخيمات الفلسطينية في لبنان في ظل استفحال الأزمة اللبنانية.

ورفع المعتصمون شعارات تطالب بالحدّ الأدنى من مقوّمات الحياة الكريمة وأخرى ترفض تقاعس وكالة "الأونروا" عن القيام بدورها وصمتها حيال الأوضاع الصعبة وعدم تدخلها العاجل لإيجاد حلول سريعة لتقديم المساعدات.

مُطالبات للـ "الأونروا" والمعنيين بآليات دعم للاجئين

واستعرضت اللاجئة الفلسطينية خديجة أبو طاقة في كلمة القتها خلال الاعتصام، المشكلات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في لبنان عمومًا، ومخيم برج البراجنة خصوصاً، بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية وارتفاع نسبة البطالة، محملةً إدارة "الأونروا" مسؤولية إيجاد الحلول.

ودعت أبو طاقة الوكالة والفصائل الفلسطينية والمؤسسات الاجتماعية والاغاثية، إلى التحرك السريع والعاجل لتخفيف معاناة أهالي المخيمات، نتيجة تزايد نسبة الفقر وانهيار الأوضاع المعيشية كافّة، وغلاء أسعار المواد الغذائية والأساسية بشكل جنوني بسبب ارتفاع سعر الدولار، وطالبت "الأونروا" بعودة تقديم الخدمات الإغاثية (الإعاشة) "وفي حال تعذّر ذلك "منح كلّ لاجئ فلسطيني دون استثناء بطاقة تموينية شهرية ومبلغ نقدي بالدولار الأمريكي".

وطالبت أبو طاقة مدير مخيّم برج البراجنة، بإجراء اتصالاته الفوريّة مع الجهات المعنيّة لتأمين مادّة المازوت وتزويد أصحاب المولّدات الكهربائية بها، لتؤمّن بالحدّ الأدنى استمرارية ضخّ المياه للبيوت واستمرار إنارة المنازل والمؤسسات العاملة في المخيم.

"البطالة في صفوف الشعب الفلسطيني لامست الـ 80 بالمائة بعد أن تدنّت القدرة الشرائية"

من جهتها، أكّدت الناشطة الحقوقيّة فاتن ازدحمد أنَّ المخيمات الفلسطينية في لبنان باتت على شفير هاوية العوز، وأصبحت بحاجة فعلية إلى توفير حياة كريمة بعد أن أصبحت عاجزة عن تأمين الغذاء والدواء للعديد من العائلات، التي تدنى مستوى معيشتها بسبب الغلاء الفاحش .

ضرورة وضع الأزمة المعيشية على جدول الأعمال اليومي

وقالت ازدحمد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ نسبة البطالة في صفوف الشعب الفلسطيني لامست الـ 80 بالمائة بعد أن تدنّت القدرة الشرائية، واللاجئون بحاجة ماسّة إلى مساعدات عاجلة، خاصة في ظل انعدام فرص العمل وزيادة نسب التضخم وفقدان السيولة النقدية من يد الشعب الذي كان يعاني أصلًا وقبل اندلاع الأزمة اللبنانية.

وطالبت وكالة "الأونروا" بوضع الأزمة الاقتصادية للشعب الفلسطيني على سلّم جدول أعمالها اليومي، وأن ترفع بشكل سريع نداء استغاثة إلى الدول المانحة من أجل توفير المال اللازم لخطة طوارئ اقتصادية قبل ان تستفحل الأمور أكثر وتهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي.

ولفتت ازدحمد، إلى أنّ اللاجئ الفلسطيني المقيم في لبنان هو الأكثر تضررًا من الأزمة الاقتصادية الحاليّة لأنّه الوحيد الذي لم تشمله الوكالة بأيّ خطة اغاثة على عكس نظيره اللاجئ الفلطسيني السوريّ.

في السيّاق، أكّدت الناشطة الحقوقية أن المسؤولية تقع أيضًا على عاتق منظّمة التحرير الفلسطينية ، والتي للأسف بحسب قولها "مقصّرة من كل النّواحي الحياتية"، وأوضحت أنّ إنقاذ المخيمات من بؤرة الانهيار يكون بتظافر الجهود بين المنظمة و"الأونروا" والفصائل الفلسطينية .

أزمة متعددة الأوجه

ولتسليط الضوء أكثر على أوجاع الناس، تحدّث موقعنا مع بعض أهالي المخيم الذين رفعوا صرختهم عاليًا علّها تصلُ إلى آذان المسؤولين.

"نحنُ نعيشُ من قلّة الموت" بهذه العبارة لخّصت اللاجئة الفلسطينية وفاء نصّارالحال الذي وصلوا إليه بعد أن تخلّت عنهم وكالة "الأونروا" والفصائل الفلسطينية والمؤسسات الاجتماعية وتركتهم يصارعون الحياة بمفردهم.

تقول نصّار إنّ الأزمات متعددة، ولكنّ من حقّ اللاجئ الفلسطيني أن يحصل بالحدّ الأدنى على مسكنٍ موافق للشروط المعمارية لا يعرّض صاحبه للخطر، وهو أمرٌ غير متوفّر عند الكثير من عائلات المخيم. وتشير إلى أنّ عمليات ترميم البيوت التي تقوم بها "الأونروا" لا تطال الجميع، رغم أنّ هناك بيوتًا مهددة بالسقوط فوق رؤوس أصحابها في أيّ وقت، وتعيد هذا الأمر إلى "المحسوبيّات" التي تحصل داخل أروقة الوكالة.

"سياسة تقنين الكهرباء يعرّض اللاجئ الفلسطيني للموت البطيء وهو على قيد الحياة"

صرخةٌ أخرى أطلقتها فوزية رحال التي تحملُ الجنسية اللبنانية ومتزوّجة من فلسطيني. تقول رحّال إنّها تقطن في المخيم منذ ١٨ عامًا ووجع أهالي المخيم من وجعها، لكنّ الوضع المأساويّ الآن وصل ذروته بعد أن أبلغهم صاحب مولّد كهرباء الاشتراك أنه سيقوم بقطع التيّار لعدّة ساعات خلال اليوم بسبب عدم توفّر مادّة المازوت، الأمر الذي أثار غضب الجميع.

وتوضح رحال أنه " صحيح أن الوضع العام في لبنان هكذا إلّا أنّ لأهالي المخيم خصوصيّة فمعظم البيوت لا تدخلها الشمس ولا الهواء بسبب تلاصق البيوت ببعضها البعض ، وبالتالي فإن اعتماد سياسة تقنين الكهرباء يعرّض اللاجئ الفلسطيني للموت البطيء وهو على قيد الحياة".

مشكلة الكهرباء ألقت بظلالها على قطاع الماء، فانقطاع التيّار الكهربائي يؤثر على المولّدات التي تضخّ مياه الاستخدام إلى بيوت اللاجئين، ما يضطر أصحابها إلى شراء مياه للشرب لتيسير أمورهم، الأمر الذي يزيد الأعباء الحياتية على كاهل الناس بحسب اللاجئة سامية أبو سعيد، التي قالت "أصبحنا ننتظر بفارغ الصبر توفّر الكهرباء والماء فقط لغسل الثياب وشرب ماء باردة في هذه الأجواء الصيفيّة الحارّة".

وفي هذا الإطار ، حذّر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أحمد سخنيني من انفجار اجتماعي سيطال الجميع، وقال سخنين لـ"بوّابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ تأخّر وكالة "الأونروا" في تقديم خطّة طوارئ صحيّة وإغاثيّة ألشعب الفلسطيني في المخيّمات بحجّة العجز المالي وعدم كفاية الموارد ما هي إلا ذرائع لا تخرج عن نطاقها السياسيّ لتجويع وتركيع الشعب الفلسطيني حتى يقبل بأيّ إملاءات خارجيّة.

المصدر: دعاء عبد الحليم - بوابة اللاجئين الفلسطينيين