إنهم يقتلون
الفلسطيني براً وبحراً!
ياسر علي/
رئيس تحرير «لاجئ
نت»
أصبحت مثل الطير،
تهجر أرضها خوف
النهاية بين أصوات النعاة
أنّى اتجهت فسوف يوجد
ظالم أنّى
أقمت فسوف يستقوي الطغاة
أي أرض ستضم رفاتهم وتشرب
دماءهم؟!
أي بحر سوف تأكل أسماكه
جثامينهم؟!
أي ظالم لم يجرب حظه فيهم؟!
هل أصبحوا شعباً صالحاً ليكون
حقلاً للتجارب؟!
أم أن في رقابهم ذنباً سيحملونه
أباً عن جدّ؟!
وسيدفعون ثمنه في أرجاء الأرض،
براً وبحراً وجواً؟!
عائلات هربت من الموت
في سورية، ومعظمهم من مخيم اليرموك، جاؤوا
إلى لبنان، فوجدوا أهله يعانون، ولا سبيل
لحياة أفضل، وحين سمعوا بالتسهيلات في
مصر، توجهوا عائلات وأفراداً إلى أرض
الكنانة، لكن حصل الانقلاب وبدأ يتعامل
معهم بقساوة ليطردهم منها.
فبدأت أفواج الهجرة عبر سماسرة
الهجرات غير الشرعية إلى أوروبا؛ تحديداً
إلى إيطاليا.
أخيراً، وبشكل مفاجئ،
هاجمت قوة مصرية سفينة المهاجرين، وأطلقت
النار عليها، فقتلت عمر دلول (30
عاماً)
وفدوى طه (55
عاماً)،
واعتقلت الباقين واقتادتهم إلى السجون.
وخسر كل مهاجر منهم آلاف
الدولارات.
وإمعاناً في الظلم، منعت
السلطات المصرية أبناء الضحية فدوى طه
من القدوم إلى مصر لحضور دفنها، وأجل
زوجها الدفن أكثر من مرة لعلّ الواسطة أو
الرشوة تفيد في استقدام ابنيها.
هذا قدر الفلسطيني أينما
ذهب..
وهذا القدر الجديد مع النظام
الجديد في مصر..
وهذا هو المستقبل المنظور
لنا..
والصورة واضحة وليس من الحكمة
انتظار القادم حتى يحدث، وقد آن الأوان
لأن نشمر سواعد الجدّ، فإن القادم أصعب
بكثير من الحالي، وعلينا أن نعد العدة
لأيام صعبة..
ولا بدّ من بدء التحركات
والتصعيد، وعدم انتظار الأحداث لنرد
عليها الفعل، بل يجب أن نبادر كي لا نصل
إلى ساعة ندم على السكوت.