الشباب الفلسطيني في لبنان
ومطالب الهجرة
ياسـر عـلي/ رئيس التحرير
10
شباط 2014
يتعرض الفلسطينيون في لبنان لظروف ضاغطة
باتت معروفة.. من الخطاب العنصري، إلى التحريض الإعلامي، إلى التشديد الأمني، إلى
عسكرة أبواب المخيمات.. فضلاً عن الحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
المعروفة، مثل حق العمل وحق التملك وحق التعليم.. إلى آخر حكاية حقوق الإنسان
المنتهكة..
إزاء كل هذا، يحق للفلسطيني أن يبحث عن
تحسين وضعه الاجتماعي والإنساني عبر اغتنام الفرص المتاحة والمنطقية، والتي لا تضر
بقضيتنا ومجتمعنا..
ولكن يبدو أن البعض التقط هذه الحاجة لدى فلسطينيي
لبنان، فحشد لها في المخيمات الفلسطينية في لبنان بعض الشباب، فقاموا يعلنون بصوت
عال مطالبتهم بالهجرة إلى الغرب، بسبب الوضع الفلسطيني في لبنان..
وقد جرى توجيه هذه الأصوات باتجاه تحميل
المسؤولية إلى الفصائل الفلسطينية والجمعيات والجهات المؤثرة..
بالنظر إلى ما يجري من تطورات في المنطقة،
بات واضحاً أن خطة كيري للمنطقة تواجه العقبة الأكبر في اللاجئين وحلّ قضيتهم
وإقرار حق العودة، وأن بعض الجهات تعمل على مساعدة خطة كيري على التحقيق.. وتجتهد
من كواليس بعيدة لكي تسهل مهمة هذه الخطة.
كما لا يخفى على أحد، الأنشطة الفائضة في
لبنان لبعض الجهات العربية عبر جهات فلسطينية تعمل على شريحة الشباب الذين يحسون
بالضغط والفراغ، الأمر الذي يدفعهم إلى التمسك أي بصيص أمل يلوَّح لهم به.
أيها المطالبون بالهجرة..
أنتم محقون بسعيكم، ولكن تذكّروا أن مشروعنا
هو حق العودة، وليس حق الهجرة.. والعمل الفردي على الهجرة لا مشكلة فيه، ولكن حذار
أن تجعلوها مشروعاً جماعياً لفلسطينيي لبنان، فهنا الكارثة ومكمن الخطر..
فتمهّلوا وفكروا ملياً، وانتبهوا إلى
المؤامرة.. والأهم، تذكروا مشروعكم الوطني.. وحافظوا عليه.