افتتاحية
دعوة للحفاظ على وحدة الموقف
الفلسطيني في لبنان
ياسـر عـلي/ رئيس تحرير لاجئ
نت
7-10-2013
تتميز الفصائل الفلسطينية في لبنان، عن
أخواتها في الخارج، أنها تجتمع بكامل أطيافها الكبرى والصغرى، أكثر مما تجتمع الأحزاب
اللبنانية. وأنهم لا يتأثرون بالخلافات التي تحصل بين سلطة رام الله وحكومة غزة.
ولهذا التوافق عدة أسباب، أهمها:
1-
الحرص على وحدة الشعب
الفلسطيني، وأهمية الحفاظ على مخيماتنا. الخاصرة الرخوة بين فلسطينيي العالم. من
خلال عدم تدخل المخيمات بالشأن اللبناني.
2-
القيادات الفلسطينية
الموجودة الآن، جميعهم من أبناء المخيمات الذين عاشوا الحروب والمجازر ويعرفون
معنى الفتنة وتأثيراتها.
3-
حرص القيادات
الفلسطينية الحالية التي يسود العلاقة بينها جو من الصداقة والألفة، على خلاف ما
كان يحدث سابقاً، من قيادات غادرت لبنان.
4-
اللقاء الدائم
والمصارحة والشفافية، وعدم التمترس خلف مشاكل لا حل لها.
أمام هذه الصورة المشرقة نوعاً ما، لا بد
لهذه الوحدة أن تستمر لكي نمضي في حل قضايا شعبنا على أرض صلبة. ومن أبرز قضايا
شعبنا التي يجري العمل عليها الآن، هي قضية إلغاء الأونروا لإجراءات الطوارئ
الإغاثية في مخيم نهر البارد، والتي تتصاعد الاحتجاجات عليها يوماً بعد يوم.
لاحظنا في المدة الأخيرة أن بعض الفصائل
تغرد لوحدها وتريد جرّ الجميع إلى المربع الذي تقف فيه. وقد يكونون محقين في
الإجراء الذي يقومون به، وبذلك يحرجون بقية الفصائل.. قد تنجح بعض الفعاليات وتجلب
الإعلام وتظهر التأثير.. قد تستجيب بقية الفصائل مرة أو مرتين أو أكثر.. قد وقد
وقد..
ولكن ضرب وحدة الموقف الفلسطيني في لبنان،
من أجل استعجال قطاف ثمرة في أعلى الشجرة، سينخر ببطء جذور وجذوع هذه الشجرة، التي
نسعى دائماً أن يبقى "أصلها ثابت وفرعها في السماء".. لكي "تؤتي
أكلها" لا أن نتنازع فنفشل في تحصيل مطالب شعبنا.
لذلك لا بد من جلسة مصارحة (بعيداً عن
المصارعة)، تمنع هذا الخلل الذي يبدأ في النفوس ليجري على الأرض.. وأن تلتزم
الفصائل التي تنفرد فتغرد خارج السرب.. فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.