400
عائلة من فلسطينيي سورية في مخيم نهر البارد مهددة بالطرد أو..
فايز أبوعيد/ خاص لاجئ نت
«لقد تجاوزتم المهلة المحددة التي أُعطيت لكم،
وعليكم الآن تجديد الإقامات في لبنان، وأنتم مجبرون على دفع 200$ لكل فرد أو مغادرة
لبنان والعودة إليه من جديد، أو أنكم ستواجهون الترحيل من حيث أتيتم».. صدمت هذه الكلمات
التي قالها رجل الأمن اللبناني للاجئ الفلسطيني من مخيم اليرموك عند سؤاله عن مصيره
هو وأفراد عائلته مضى على وجودهم عام كامل في لبنان.
حالات صعبة
أبو محمد رب أسرة تتكون من عشرة أفراد، هو عاطل
عن العمل، وبالكاد يجد قوت يومه، يقول: «كيف أتصرف إزاء هذه المشكلة، المطلوب مني إما
أن أرجع إلى سورية وأدخل إلى لبنان مرة أخرى، وبالتالي فإنني أواجه مشكلة عبء تكاليف
السفر من لبنان إلى سورية وبالعكس، وكذلك تأمين سكن لي ولأولادي في سورية لمدة يومين
على الأقل حتى أستطيع الحصول على موافقة أمنية للسفر إلى لبنان مرة أخرى. وهذا ما سيكلفني
مبلغاً طائلاً في ظل تدهور وضعي المادي والمعيشي، أو أن أدفع مبلغ 3 مليون لتجديد الإقامات
في لبنان!!».
يضيف أبو محمد، وهو يمعن النظر طويلاً في الأرض
وكأنه يبحث عن حلّ ما لمشكلته، ماذا عليّ أن أفعل؟ كيف لي أن أخرج من هذه الورطة؟ ويرفع
رأسه نحوي ويقول: ألست هنا لتكتب عن مشاكلنا وهمومنا؟! أرجو منك أن توصل صوتي لمن يدّعون
بأنهم يمثلون الشعب الفلسطيني.. وهنا ساد الصمت ورفض بعدها التحدث.
مخاطرالتجنيد الإلزامي
أما أبو فؤاد من سكان مخيم الحسينية بريف دمشق
فاعتبر هذا القرار بمثابة طامة كبرى بالنسبة إليه، والسبب يعود في ذلك أن لديه سبعة
أبناء؛ ثلاثة منهم مطلوبون لتأدية خدمة العلم في سورية، فهم لا يستطيعون العودة إلى
الشام وإلا تمّ سوقهم إلى الخدمة العسكرية الإلزامية وهو لا يريد أن تتلطخ أيدي أولاده
بدماء السوريين لأنه كما قال: «هذا الصراع لا ناقة لنا به ولا جمل!.. سأحاول أن أتدبر
أمري وأؤمن المبلغ الذي يقدر بـ 900 ألف ليرة لبنانية، اضطررت لأن أشحد في الشوارع».
بدوره بلغ اليأس بيوسف من سكان مخيم درعا وهو
أب لثمانية أبناء أن يتمنى الموت بسبب ما وصل إليه من ضيق وضنك فقال: «والله أنا لا
أملك ثمن تجديد الإقامات، ولا أملك مبلغ العودة إلى سورية، والمسؤولون عنا مثل الأونروا
والفصائل لا حياة لمن تنادي فالموت أحسن لي».
لماذا نهر البارد؟
يبلغ عدد العائلات اللاجئة من سورية إلى لبنان
المقيمة في مخيم نهر البارد والمسجلين في سجلات اللجنة الشعبية الخاصة بهم نحو 1200
عائلة، لكن المتواجدين فعلياً والذين حصلوا على معونات الأونروا الأخيرة ما بين (830
حتى 850 عائلة)، والمشكلة الأكبر التي تواجه اللاجئين في المخيم هي مشكلة «الإقامات»،
حيث صدر قرار من الأمن العام اللبناني بخصوص كل اللاجئين الفلسطينيين القادمين من
سورية الذين أكملوا مدة سنة إقامة في لبنان أنه يجب عليهم دفع رسوم تجديد السنة القادمة
(300000 ل.ل) عن كل فرد من العائلة وإلا فلن يتم التجديد لهم وسيطردون من البلد، علماً
بأن عدد العائلات التي يشملها هذا القرار يقدر بحوالى 400 عائلة تنتهي إقاماتهم في
شهري آب وأيلول.
أما لماذا انطلقت الصرخة من مخيم نهر
البارد، فلأن التشديد الأمني فيه والعلاقة المباشرة مع الشرطة اللبنانية، تفرض
عليهم وجود إقامات لديهم، وإلا سيضطرون إلى التزام بيوتهم، في حين أن احداً لا يحتك
بهم لو كان خارج المخيم.. وقد حدث سابقاً أن منعوا من دخول المخيم، وبقي بعضهم
خارجه لأشهر بعيداً عن عائلاتهم، حيث تمت تسوية أوضاعهم.
أخيراً يمكن القول بأن حال اللاجئين صعبة جداً
فنسبة البطالة عالية ولا يوجد أي مردود سوى ما يحصلون عليه من المساعدات المقدمة لهم
من الجمعيات الخيرية، وبالتالي فمن الصعب جداً أو من المستحيل دفع هكذا مبلغ لكل فرد.