400 فلسطيني ضحايا أكبر
عملية "إغراق جماعي" في المتوسط
الجمعة، 19 أيلول، 2014
نشرت صحيفة "أفتن بوستن"
النرويجية مساء الأربعاء 17 سبتمبر/ أيلول تفاصيل غرق مركبٍ كان على متنه أكثر من
400 لاجئ فلسطيني من غزة.
وكشفت الصحيفة عن أن "أغلبية من
ماتوا في المركب الغارق في مياه المتوسط هم من الفلسطينيين القادمين من غزة".
ونقلت الصحيفة النرويجية شهادة أحد
الناجين من الغرق، وهو محمد رائد (23 سنة) من قطاع غزة، الذي ذكر في شهادته أن
"الناس في البداية تمسكوا بأطراف المركب لثلاثة أيام متتالية، لكن في
النهاية، ونتيجة البرد والعطش، اضطروا لتركه".
وكان القارب قد أبحر من شاطئ مدينة
دمياط في مصر يوم السادس من سبتمبر/أيلول، وتم إغراقه من المهربين في عرض المتوسط
يوم 10 سبتمبر/أيلول، وذلك بحسب شهادات الناجين للمنظمة الدولية للهجرة. وبحسب
هؤلاء فإن "المهربين طلبوا من الناس الانتقال إلى مركب آخر متهالك، فرفض
هؤلاء أوامر المهربين، فقام المهربون بإغراق المركب والبشر عليه".
ويضيف هؤلاء الناجون في شهاداتهم أنه
"بعد أن صدموا المركب لإغراقه، ظلوا يلتفون حوله وهو يغرق، بينما هم
يضحكون".
هذه المأساة التي يجري توثيقها تذكر
قصة صراع البقاء الذي وصفه محمد بـ"تحول الناس نحو فقدان العقل إلى حافة
الجنون بعد 3 أيام من التمسك بأمل البقاء على قيد الحياة"، فلم ينج من بين 80
- 90 شخصاً ممن تمسكوا بأطراف المركب سوى عشرة أشخاص، بحسب شهادة محمد الذي أضاف
"من بين هؤلاء طفل في العاشرة".
يذكر محمد في شهادته كيف أن بعض
الأهالي "ظلوا يتمسكون بجثث أطفالهم والفزع يصيبهم دون أن يتخلوا عن جثثهم
حتى النهاية خارج شواطئ مالطا". وعن نجاته يقول: "كنت موضوعاً في أسفل
المركب مع أشخاص آخرين، لا يوجد لديهم ستر نجاة، ومات الجميع عندما سبحت ووجدت
سترة تطفو وأنقذتني من الموت غرقاً".
وبحسب ما تنقله الصحيفة عن المنظمة
الدولية للهجرة فإن "عدد الأطفال ممن كانوا على المركب يتراوح بين 50 و100
طفل".
معظم الذين قضوا في هذا المركب من
الفلسطينيين كانوا موضوعين في أسفله، إذ يصل عدد من جلس هناك حوالى 300 شخص، بحسب
منظمة الهجرة العالمية.
وتذكر الصحيفة نقلاً عن شهادات هؤلاء
أنه "لثلاثة أيام ظل هؤلاء ينتظرون من ينقذهم بدون فائدة، فالرياح الشديدة
والبرد تسببا في فقدان هؤلاء لحياتهم غرقاً".
وبحسب ما تذكره المنظمة العالمية
للهجرة، فإن قصة هذا المركب "التي جرى التحقيق فيها من قبل الشرطة، إذا صحّ
ما جاء في تفاصيلها، فستكون أكبر عملية إغراق خلال الأعوام الماضية، فهذه ليست
حادثة، إنما قتلٌ جماعي في جريمة نفّذها مجرمون لا يحترمون حياة البشر".
وتذكر صحيفة "افتن بوستن"
أن "الحرب التي استمرت 50 يوماً على غزة وأودت بحياة 2100 فلسطيني، معظمهم
مدنيون، ومعظم المغادرين على متن المركب هم من فئة الشباب وبعض العوائل من ضحايا
الحرب والفقر".
المصدر: العربي الجديد ـ ناصر السهلي