46 عامًا على "النكسة" وحنين العودة
لم ينطفئ
غزة
- المركز الفلسطيني للإعلام
يستذكر
الحاج حسن أبو كلوب ذكرى "النكسة" التي مُني الفلسطينيون والعرب فيها بخسارة
فادحة عُرفت بحرب الأيام الستة لصالح الكيان الصهيوني في مثل هذا اليوم من عام
1967، وقد ازداد حنينه لبلده التي هُجّر منها آنذاك.
وكلوب
واحد من مئات الآلاف الذين هجروا من أراضيهم عام 1967 على إثر تلك الهزيمة التي خسرت
فيها مصر وسوريا والأردن في الحرب التي لم تستمر سوى ستة أيام شرقي القدس والضفة الغربية
وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان المحتلة، وتحطمت فيها معنويات الجيوش
العربية.
وهجّر
الاحتلال كلوب من قريته هربيا الواقعة في الشمال الشرقي من قطاع غزة، تاركًا خلفه
100 دونم مزروعة بالبرتقال والليمون والذرة والشعير.
وكلوب
من مواليد 1934ـ يعيش الآن في أقرب منطقة على أرضه، في عزبة عبد ربه أقصى شمال قطاع
غزة، ليبقى حنينه الدافئ إلى أرضه قريبًا منها حسيًا وجغرافيًا.
ويستذكر
هذا الرجل في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" بلدته هربيا بالقول
"كانت هربيا هادئة وجميلة ومستقرة قبل الهجرة، إلا أنّها أصبحت خرابا بعدما جاءها
اليهود وامتلكوا فيها أرض لمستوطنة تم شراؤها عن طريق سمسار فلسطيني، ولم يعلم أهل
القرية أنّه يتعامل مع اليهود إلا بعد فترة من الزمن".
يتابع
"كان اليهود يستفزون السكان في البلدة بعمليات حرق للأراضي وإطلاق النيران، وكانت
المقاومة شرسة آنذاك وتضع الألغام للدبابات الصهيونية، لكن لم يكن لدى المقاومة العتاد
الكافي، وفي النهاية اضطررنا للهجرة إلى بيت حانون وشاهدنا عددا من الشهداء في طريقنا
على وادي هربيا".
ويتمسك
الحاج حسين فرج الله من مواليد 1928 ببلدته "سمسم" ويؤكد عدم قبوله بتفويض
أحد للمساومة على حقوقه فيها، حيث يمتلك 72 دونما مزروعة بالشعير والذرة والقمح والعدس.
ويقول
لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "أفضل سمسم عن مخيم جباليا الذي
أعيش فيه الآن، لأن بيتي في سمسم هو الأصل، وسأرجع إليها بدون شيء، حتى ممتلكاتي في
سكني الحالي لا أريدها مقابل أن أعود لبلدي".
وتقع
سمسم بالقرب من قضاء غزة، يجاورها بيت جرجا، نجد، برير، ودير سنيد، وتقع بالقرب من
شمال قطاع غزة، حيث هجّر الاحتلال أهلها عام 1967.
ويصف
فرج الله رحلة هجرته بالشاقة والمريرة ويقول "انسحبت وأهل القرية من سمسم مشيًا
على الأقدام، ومن ثم إلى دمره، ثم إلى دير سنيد، وتمركزنا في نهاية هجرتنا في جباليا،
واستقرينا في المخيم، وشاهدت في سمسم استشهاد ثلاثة أفراد من الثوار".
وأطلق
العرب على هذه الحرب "النكسة" هروبًا من وصف الهزيمة كإحدى العلامات الفارقة
في التاريخ العربي.
وخلفت
الطلعات الجوية المباغتة للطيران الصهيوني في اليوم الأول لحرب 1967 تدميرًا لسلاح
الطيران العربي أدى إلى حسم المعركة، وأصبح بمقدور الجيش الصهيوني تنفيذ مهامه العسكرية
بسهولة.
وأجبرت
الهزيمة التي مني بها العرب ما بين 300 و400 ألف عربي في الضفة وغزة ومدن القناة (بورسعيد
والإسماعيلية والسويس) على الهجرة من ديارهم.
كما
ألحقت الحرب هزيمة نفسية بالجيوش العربية بعد أن فقدت الكثير من ثقتها في قدراتها العسكرية
وكفاءتها القتالية، في حين ارتفعت معنويات الجيش الصهيوني وراجت مقولة "الجيش
الذي لا يقهر".
المركز
الفلسطيني للإعلام، 6-6-2013