القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

مخيمات بيروت تنتظر موقف السلطات من «مسيرة النكسة»

اندفاع وحماسة للمشاركة في تحرّك «يعبد الطريق إلى فلسطين»
مخيمات بيروت تنتظر موقف السلطات من «مسيرة النكسة»
جهينة خالدية – السفير
الجمعة، 03 حزيران، 2011

«تلك الرائحة التي شممتها في الخامس عشر من أيار، رائحة أرضي، هي ما يجعلني أحلم بالمشاركة في مسيرة «يوم النكسة» مجددا بعد غد الأحد». يقول أبو احمد، من مخيم شاتيلا، مضيفا أن «رائحة التراب، والأرض المحتلة، والماضي القاسي هي التي تجعلني لا أتردد لثانية واحدة في قرار المشاركة في مسيرة تسمح لي بأن أذكر العدو أنني هنا وأنني عائد».

ويجزم الرجل الخمسيني أن شعوره هو «شعور عام يجمع عليه كل فلسطيني في لبنان، وشعور كل إنسان شارك في المسيرة الماضية التي دفع بعض الشبان حياتهم مقابلها».

يدرك أبو أحمد أنه «حتى اللحظة، لم يصدر أي تأكيد للمسيرة، ولم تعلن السلطات اللبنانية عن موافقتها وترتيباتها اللوجستية، إنما نحن على أتم استعداد لتلبية الدعوة، حتى لو جاءت صباح الأحد».

يتحدث أبو أحمد عن كسر لحاجز الخوف وعن تعبيد طريق العودة إلى فلسطين بالدم، وهو على يقين بأن كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان تعيش حماسة وغليانا مطلقا بانتظار يوم الأحد، وبانتظار «أي مسيرة تقودنا إلى أرضنا المسلوبة».

الحماسة ذاتها يبديها خالد أحمد محمد، أخ الشهيد خليل أحمد محمد (22 سنة) الذي سقط شهيدا في مسيرة 15 أيار في منطقة مارون الراس. يقول خالد، الذي يكبر أخاه بثلاث سنوات، أنه وعائلته وأصدقاء له ولخليل سيكونون في مقدمة المشاركين في المسيرة «إيماناً بقضيتنا الفلسطينية التي لم ننسها ولن ننساها».

ويؤكد خالد أن «سقوط شهداء في مسيرة مارون الراس، وبينهم أخي خليل، زادنا تمسكا بشرعية قضيتنا، ونعتبر أن الدماء التي سقطت فتحت الطريق إلى عودتنا إلى فلسطين، وأعادت الأمل إلينا بعد أن كدنا أن نفقده».

الأمل كان دوما موجوداً لدى سمية، وهي أم لثلاثة شبان، وتعيش في مخيم برج البراجنة. تشير السيدة الأربعينية إلى أن «المسيرة أيقظت فينا الآلام والفرحة في الوقت نفسه، وقد عدنا إلى بيوتنا ومخيماتنا ونحن نشعر بالفخر بإنجازنا وحتى بالشهداء الذين سقطوا، لأنهم بأجسادهم وبأرواحهم قالوا للعالم أجمع إن الشعب الفلسطيني يريد إلى فلسطين سبيلا».

تؤكّد سمية إنها لن تتردد في المشاركة في مسيرة يوم الأحد، «من دون خوف ومن دون أن أفكر مرتين، فأنا لم أصدق أني حظيت بفرصة لأرى مشهد الآلاف على بعض أميال قليلة من أرضنا وزرعنا وأملاكنا، وأدفع عمري مقابل أن أرى هذا الجمع عند مارون الراس مرة أخرى».

ثم تضيف قائلة «إن نجحنا هذا الأحد في أن نصل إلى الحدود مرة جديدة، وفي تنظيم مسيرة سلمية تتحول إلى نشاط دائم، فإن ذلك سيعني يقينا أن طريق عودتنا يسير بالاتجاه الصحيح، وإن كنت لن أشهد هذا اليوم في حياتي، فلا أشك للحظة أن أولادي سيعيشون يوما ما في فلسطين الحبيبة».

في المقابل، يعرب محمود، ابن مخيم برج البراجنة، عن خشيته من أن يمنع تنظيم المسيرة الأحد «لما تواجهه السلطات اللبنانية من ضغوطات لمنعها». ويستنكر الشاب العشريني «التعامل مع مسيرة سلمية بهذه السلبية، فكل ما نريد أن نفعله هو ايصال رسالة إلى العدو الإسرائيلي، وإلى كل العالم تفيد بأن هذه الأرض المحتلة تعود لنا، ولن نسمح بأن يستمر العدو الغاشم باحتلالها».

ويجزم محمود أنه وأصدقاء له من أبناء جيله، «بانتظار تلك اللحظة التي تبلغهم فيها الفصائل بتفاصيل المسيرة ومواعيد انطلاقها، وقد قاموا منذ اللحظة بتحضير الرايات والفلسطينية والمقاومة التي سيحملونها معهم إلى الحدود».

يؤكد محمود أنه لا يشعر بالخوف مكرراً «كيف نخاف وقد رأيت بأم عيني جبن عناصر الجيش الإسرائيلي، ورأيت الخوف في عيونهم ونحن نرميهم بالحجارة في مسيرة 15 أيار، كيف أخاف من شاب يكبرني بسنوات قليلة ويرفع يده ليحمي وجهه من حجر صغير بالكاد.. لا مكان للخوف بعد الآن.. كل ما نفكر به هو أن نرى أرضنا مجدداً».