خاص – لاجئ نت|| الخميس، 02 آذار، 2023
يعيش معظم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
في بيوت متواضعة لا تتعدى مساحتها 70 متراً مربعاً، يتحركون داخلها بصعوبة، ولا تصلح للعيش الأدمي وقد
تكون بلا نوافذ معتمة بسبب انعدام دخول الشمس، نتيجة لتلاصقها مع بعضها البعض واسقف
من الزينكو او اسقف مهددة بالانهيار في أي وقت على رؤوس قاطنيها.
وازدادت مخاوف اللاجئين بعد سلسلة من الزلازل
التي ضربت كل من سوريا وتركيا خلال الأسابيع الماضية، ويخشون انهيار بيوتهم المتصدعة والآيلة للسقوط على رؤوسهم.
وفي السياق قال اللاجئ الفلسطيني أبو خالد
أحد أبناء مخيم الجليل في بعلبك في حديثه لشبكة "لاجئ نت"، أنهم يعيشون بقلق
وبرعب خوفاً من انهيار المنازل على رؤوسهم في حال حدثت أي هزة أرضية جديدة، مشيرا الى
وجود عدة مبان فرنسية، أنشئت في عهد الانتداب الفرنسي للبنان، أبرزها وفق التسميات
الشعبية لأهالي المخيم، "العمرة الصفراء" وهي أكبر المباني تقع وسط المخيم
مؤلفة من ثلاث طبقات، ويقطنها حوالي ٦٠ عائلة ويعاني المبنى من ميلان وتصدعات في جدرانه.
أما "العمرة البيضاء" وهو مبنى
مؤلف من ثلاث طوابق يقع على أطراف المخيم، ويقطنه حوالي 10 عائلات، حاله ليس بأفضل
من حال المبنى الأصفر من حيث التصدع.
وقال أبو خالد بأن سكان المباني يشتكون
منذ عدة سنوات إهمال الأونروا في ترميم وتأهيل المبنيين، وهو ما دفعهم لتنفيذ العديد
من الخطوات الاحتجاجية بوجه الأونروا شهدت اعتصامات واقفال للمكاتب ومراكز الوكالة.
ونتيجة لهذه الضغوط، أعلنت الاونروا عن إعادة تأهيل للمباني، لكن جل ما قامت به الأونروا
هو عملية تجميلية من خلال تغطية التصدعات ودهان المبنى.
بعد وقوع الزلزال الذي ضرب المنطقة قبل
أسابيع، وما تبعه من هزات ارتدادية عديدة، يرفع الأهالي مجددا صرختهم بوجه تقصير الأونروا،
فالمبنى الذي يشهد تصدعات وشقوق في جدرانه وسقفه لم يستفز الوكالة المعنية بإغاثة وتشغيل
وحماية اللاجئين الفلسطينيين للكشف على المبنى وفحص نسبة الخطر الذي يتعرض له في ظل
الزلازل والهزات.
ويناشد أهالي المباني الفرنسية عبر
"لاجئ نت" الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية للضغط على الأونروا للقيام
بواجبها في الكشف السريع على المباني، وتأهيلها وتأمين سكانها.
ووفقاً للكاتب والمتخصص بالشأن الفلسطيني
أحمد الحاج، فإنه من الطبيعي أن تتأثر المنازل في المخيمات الفلسطينية في لبنان لأنها
مبينة بشكل عشوائي غير مستندة الى أسس هندسية نتيجة للحصار على المخيمات بمنع ادخال
مواد البناء مما يحدث البناء بشكل مستعجل من دون الخضوع الى دراسة مهنية وهندسية.
ويقول "الحاج" لـ"لاجئ نت
": "من الطبيعي أن يؤثر تكرار الهزات الأرضية في منازل المخيمات الفلسطينية
بلبنان، لأنها غير مبنية استناداً إلى أسس هندسية ملائمة، ومعرضة بالتالي لمخاطر السقوط
أكثر من غيرها، اضافة الى ذلك، الى تعرض مخيمات بيروت الى خلل واضح في الاساسات في
حرب تموز 2006 نتيجة للقصف المتواصل على الضاحية
الجنوبية في بيروت، ورغم ذلك لم تعوض الدولة اللبنانية او الأونروا او تحاول الكشف
عن هذه المنازل كما فعلت في الضاحية والعديد من المناطق اللبنانية.
وأضاف الحاج بأن "الأونروا" قالت
في بيانات سابقة قبل حدوث الزلزال أن هناك نحو 5500 منزل في المخيمات لا تصلح للسكن
وعرضة الى الانهيار في اي وقت وبحاجة الى اعادة تاهيل، وبالتأكيد ما بعد الزلزال اصبحت
بحاجة الى اعادة تأهيل اكثر من اي وقت مضى واصبحت عرضة للانهيار اكثر، وأن "الأونروا"
اصدرت بيانات انها ستقوم بإجراء مسح للمخيمات الا انه حتى اللحظة لم تقم باي خطوة".