أحجار المرابطين بالقدس.. محطمة أحلام الصهاينة
الجمعة، 18 أيلول، 2015
هدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمعاقبة راشقي الحجارة
وملقي الزجاجات الحارقة، في أعقاب أحداث الأقصى الأخيرة، واقتحام جماعات المستوطنين
المتطرفة، وتصدي الشبان لهم.
قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام"
تابع ما كتبه محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرنوت الكاتب رون بن يشاي، في
مقال تحت عنوان "هذه الأحجار قاتلة".
وذكر يشاي أن "الإجراءات الأشد صرامة ضد من يرشقون الحجارة
من الشبان الفلسطينيين لا تؤتي نتائج ملموسة، والموجة المتزايدة من المناوشات في باحة
الأقصى ورشق الحجارة في مناطق التماس في القدس، ليس محض صدفة، بل ينبع من عدة أسباب،
أهمها التحريض في شبكات التواصل الاجتماعي الذي يدفع بالشباب الفلسطينيين إلى الشارع
للدفاع، كما يقولون، عن المسجد الأقصى، الذي يحاول اليهود ودولة إسرائيل تغيير حاله
والوضع القائم به".
وأكد بن يشاي على أن هذه الموجة من إلقاء الحجارة والزجاجات
الحارقة عرفتها القيادة الصهيونية، قائلاً:
"يعرف المسؤولون عمليات رشق الحجارة هذا العام على أنها
ظاهرة قوية على وجه الخصوص بعد العملية الإرهابية اليهودية في قرية دوما الواقعة قرب
نابلس، التي أودت بحياة ثلاثة أفراد من عائلة دوابشة، وكانت وفاة الوالدة ريهام، آخر
الضحايا، حيث أشعلت الأرض من جديد، ولا يكف التداول بالقضية إعلاميا فيواصل تأجيج المشاعر".
ويضيف يشاي "يظهر بوضوح أن الحجر والزجاجة الحارقة هما
أسلحة فتاكة وقاتلة لا تقل خطرا عن الأسلحة النارية، والمشكلة هي أنه في الدول الديمقراطية
الغربية، في أوروبا وأمريكا الشمالية بالأخص -في كل مكان لم تُختبر بعد انتفاضة حجارة
حقيقية- يعدّون رشق الحجارة أحيانا مجرد عملية صبيانية وتحريضية مغيظة وخطيرة بنسبة
معينة".
واستدرك: "لكنهم لا يشرعنون استخدام أدوات قاتلة أو
شبه فتاكة من أذرع الأمن، ولا نيران حية ولا حتى الرصاص المطاطي، للرد على هذه الحجارة
والزجاجات الحارقة، وبالمقابل تتعرض الإجراءات المشددة كالاعتقالات طويلة الأمد لأطفال
إلى انتقادات صعبة في الساحة الدولية بشكل يفاقم تأثيرها على أجهزة نزع الشرعية التي
تعمل ضدنا".
حلول محتملة
وقال يشاي، "يجب أن تتعامل الشرطة مع أحداث باحة الأقصى
بحذر شديد ومدروس بعناية، لدرجة بات هناك ما يشبه القالب المعروف للتعامل مع هذه التصرفات
بحيث يتحصن الشبان في باحة الأقصى، وقوة الشرطة الإسرائيلية الخاصة تقتحم وتُخلي الشبان
رغم المفرقعات والزجاجات الحارقة التي يطلقونها تجاه رجال الشرطة".
وتابع "ستهدأ الأوضاع لغاية العيد المقبل، ولكن الأعياد
اليهودية متزاحمة زمنيا، وبالتالي فإن شهر "تشرين" هو أيضا شهر أعمال الشغب
غير المتناهية، وما يحدث في الأقصى قد يعدّ ملعبا مغلقا اكتسبت فيه الشرطة خبرة كبيرة،
وأدركت كيفية إدارة الأمور".
وأشار الكاتب؛ إلى أن معظم راشقي الحجارة هم شبان قاصرون
أبناء 10-20 عاما، وأولئك الذين يسببون ضرراً كبيراً على وجه التحديد هم الشبان من
سن 14 فما فوق، فهؤلاء يملكون القوة على إمساك حجر أو صخرة أو طوبة وإلقائها على واجهة
سيارة مارة يقودها يهودي، لذلك فيجب توجيه معظم الجهود والعقاب ضدهم، يجب فرض غرامات
كبيرة على الأهالي، اعتقالات ما قبل المحاكمة واعتقالات إدارية للشباب البالغين قد
تؤدي إلى نتائج مباشرة، كما قال.
وختم يشاي حديثه بقوله: آن الدمج بين التواجد العلني والسري
لرجال شرطة في الميدان، ووجود كاميرات مراقبة في المنطقة الفاصلة، وحجب المداخل والمخارج
للأحياء التي تنطلق منها أعمال الشغب قد تؤدي دون شك إلى تهدئة الأوضاع، ولكن يحظر
علينا أن نخطئ بالتصورات، فإن الموجة المقبلة لأعمال الشغب في باحة الأقصى ورشق الحجارة
ستعود وتتكرر.
محلل الشؤون الصهيونية في "المركز الفلسطيني للإعلام"
رأى في المقال السابق: أنه رسالة لكل المثبطين والمشككين بجدوى رباط المقدسيين وأهل
الداخل المحتل، الذين يواجهون الجيش"الذي لا يقهر" بأبسط أدواتهم البدائية،
التي باتت تشكل أرقا لدولة الكيان بطرق مجابهتها والقضاء عليها، حيث بات راشقو الحجارة
الخطرالثاني بعد منفذي عمليات الطعن.
وأضاف المحلل؛ إن العقوبات القاسية التي تنوي فرضها حكومة
الاحتلال على هؤلاء الشبان دليل واضح على نجاعتها وقدرتها على كبح جماح قطعان المستوطنين
الحالمين بإقامة هيكلهم المزعوم بعد التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام