«أحد العودة» يدق أبواب فلسطين: استعدادات للحشد في الجولان والجنوب
الجمعة، 03 حزيران، 2011
بعد ذكرى «النكبة»، ها هو «يوم العودة» في ذكرى «االنكسة» يطلّ باستعداداته ليبثّ القلق لدى قادة الدولة العبرية. وفيما انطلقت الاستعدادات في سوريا لحشد أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين عند الجولان المحتل الاحد المقبل، بالتزامن مع تحضيرات فلسطينية في لبنان للمشاركة الكثيفة عند بوابة فاطمة، قام جيش الاحتلال بوضع أسلاك شائكة جديدة على الحدود اللبنانية، فيما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن اسرائيل ستمنع أي اختراق لحدودها «بضبط النفس لكن مع الحزم اللازم».
وذكرت وكالة الشرق الأوسط أن الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق تجري حاليا استعداداتها من خلال لجنة مشكلة لحشد أعداد كبيرة من الفلسطينيين اللاجئين في مسيرة لهضبة الجولان المحتلة يوم الاحد المقبل 5 حزيران، في ما سميّ بـ«يوم العودة»، لكسر الحواجز الأمنية واختراق خطوط التماس مع فلسطين المحتلة عبر الجولان. وأفادت مصادر فلسطينية مطلعة بأن المسيرة التى ستنطلق من دمشق ستكون أضعاف المسيرة التي جرت على الحدود السورية في الذكرى الـ63 للنكبة.
وأشارت المصادر إلى أن الاستعدادات مستمرة ومتواصلة لجمع أكبر عدد ممكن عبر رصدهم فى كشوفات وتجهيز الدعم اللوجستي لهم وحتى آخر لحظة قبيل الانطلاق، موضحة أن السلطات السورية لم تعط ردا بالسلب أو الإيجاب لهذا التحرك الثاني من نوعه في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
وفي لبنان، تتواصل التحضيرات الفلسطينية للتظاهرة المقررة إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية، وسط دعوات من القوى والفصائل الفلسطينية للمشاركة الكثيفة فيها من قبل جماهير المخيمات.
وكان هذا الموضوع مدار بحث في اجتماع الناقورة بين قائد «اليونيفيل» الجنرال البرتو أسارتا والوفدين العسكريين اللبناني والاسرائيلي، انطلاقا مما جرى في المسيرة السابقة في الخامس عشر من الشهر الماضي، في وقت تكثفت الاجتماعات بين القوى الامنية والعسكرية اللبنانية و«اليونفيل»، لاتخاذ اجراءات مشتركة على طول الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، حيث علم ان الجيش اللبناني سيتخذ اجراءات مشددة للحفاظ على سلامة المواطنين وخاصة بالقرب من بوابة فاطمة، فيما قال مصدر امني لبناني ان قوات «اليونيفيل» ستتخذ بدورها اجراءات ومنها القيام بعملية انتشار على امتداد الخط الازرق ومنع الاقتراب منه.
يتزامن ذلك، مع إجراءات نفذها جيش العدو الاسرائيلي في الجهة المقابلة، حيث قام بوضع اسلاك شائكة جديدة فوق الاسلاك الشائكة الموجودة اصلا في منطقة كفر كلا والعديسة المقابلة لمستوطنة المطلة، وذلك تحسبا للمسيرة.
من جهته تابع الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز جولاته على القيادات اللبنانية لمنع تطور الامور في مسيرة الاحد، ودعا بعد لقائه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى ضرورة ان يحترم لبنان الخط الازرق، فيما أكد ميقاتي ان «التزام لبنان بالقرار 1701 يجب ان يترافق مع جهود اضافية تتعلق بالبنود التي لم يتم تنفيذها بعد هذا القرار، وفي هذا الصدد أشدد على ضرورة ان يحترم كل الاطراف الخط الازرق في هذا الوقت غير المستقر».
أما نتنياهو، فقال في خطاب إن «اسرائيل مثلها مثل اي دولة اخرى في العالم لها الحق في حراسة حدودها والدفاع عنها ومن واجبها القيام بذلك. ولذا فتعليماتي واضحة وهي التحرك مع توخي ضبط النفس لكن مع الحزم اللازم لحماية حدودنا وتجمعاتنا السكنية ومواطنينا».
(«السفير»، أ ش أ، رويترز)