القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أحلام لاجئ جمعية الشباب والمستقبل الواعد

الخميس، 19 أيار، 2011

اقترن اسم شاتيلا بحياة التشرد، والظلم والفقر والحرمان، صبرا و شاتيلا كلمتان تعنيان للفلسطيني ابشع مجزرة وقعت في التاريخ المعاصر بحق شعبنا الفلسطيني، صبرا وشاتيلا وعصمة عار على جبين الانسانية، وصمة مازالت مستمرة وتستمر معها المعاناة والمجازر وبانواعها المختلفة، تجد الظلم والحرمان، البطالة وتفشي الامراض المزمنة، ومرد ذلك الى انظمة وقوانيين تحرم الفلسطيني من حقوقه المدنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والانسانية ومن الى جانب اهمال اللجان المحلية للمخيم بالمطالبة بحقوقه من "الاونروا" و"منظمة التحرير الفلسطينية" والفصائل الفلسطينية المتعددة ومن الدولة اللبنانية.

انه مخيم شاتيلا حاملا الهم الفلسطيني على وجوه ابنائه أطفالا، شبانا وشيوخا، رجالا ونساء، الا أن التجوال بين الطرقات والأزفة المخيم التي لاتكاد تخلو من الحفر والمياه الاسنة المتسربة من مجارير الصرف الصحي ومن انابيب المياه التي تسير لى جانب اسلاك شبكة الكهرباء متداخلة معها في مشهد ينظر بخطر محدق بحياة السكان، في تجوالك في الازقة تطل عليك فسحات امل وبصمات اصرار على الحياة حق العودة تجدها في رسومات على جدران مساكن المخيم جسدنها الفنانة الشابة انعام سريس ومجموعة من الشباب والشابات.

تجولك في المخيم سيرا على الاقدام (وهي الطريقة الوحيدة للتنقل لضيق الازقة والطرقات) تطالعك لافتات اعلان لمؤسسات وجمعيات اهلية ومدنية، تحاول هذه الجمعيات بلسمة جراح سكان المخيم و تقديم المساعدة والعون في مجالات مختلفة.

عندما حاولنا التعرف أكثر على الحركة الداخلية في ازقة المخيم طالعتنا لافتة بالوانه الزاهية تتوسطها خارطة فلسطين وعبارة احلام لاجئ، كثيرة هي احلام اللاجئيين الفلسطينين، حلمهم الكبير حق العودة والتحرير، فضول المعرفة قادنا الى الى المكان، اطفال وشبان يتوزعون على عدد من الغرف في واحدة منها امسك الاطفال باقلامهم واخذوا يجسدون احلامهم رسوما عن الوطن، وقراهم كما يتخيلوها من خلال روايات الجدود، وفي قاعة متواضعة مجموعة من الشبان والشابات يتدربون على التراث الفلسطيني"الدبكة"، وفي قاعة اخرى اطفال يتابعون دروسهم المدرسية، بينما كان يجول بين الغرف الشاب صبحي العفيفي الذي عرفنا عن نفسه بانه مدير الجمعية ويساعده في ادراة الجمعية هيئة ادارية تتالف من عدد من المتطوعين من مدرسيين ومنشطيين للبرامج والانشطة.

وعرف لنا صيحي العفيفي جمعية"احلام لاجئ" قائلا" احلام لاجئ جمعية تم تاسيسها في العام 2010 واخذت الطابع الرسمي في اوائل العام 2011 مقرها مخيم شاتيلا في بيروت، وتعمل على – رعاية الطفولة ورفع المستوى التعليمي للطلاب، وتوفير المناخ الملائم للدراسة، وانشاء فرق فنية تعنى بالفلكلور والتراث الفلسطيني وانشاء اندية رياضية من ابناء المخيم واقامة ندوات ثقافية وتوعية للشباب، و العمل على انشاء روضة اطفال ومساعدة الايتام وابناء الشهداء ".

وحول اسم الجمعية ولماذا اختير قال العفيفي:" باتت حقوق شعبنا الفلسطيني في الشتات، احلام لاجئ بأن يعيش عيشة كريمة، احلام بالخروج من سجن المخيم والتعرف على محيطه والتفاعل معه والانفتاح مع الاطفال والشباب خارج المخيم، احلام بان يكون لابنائنا ابسط حقوقهم في المعرفة والتعليم الصحيح والبناء النفسي والاجتماعي السليم في روضة بمستوى راق، احلام لاجئ بالحفاظ والتمسك بتراثه والتعبير عن تعلقه بارضه من خلال اعمال تراثية و و الرسم والفن، أحلام بالحفاظ على كبار السن وتامين الرعاية لهم فيما تبقى لهم من سنيين بعد سنوات المعاناة التي عاشوها".

ولفت العفيفي الى "ان الظروف القاسية وما تشهده مراحل التعليم الاساسية بشكل عام من تردي في المستوى التعليمي ومن فوضى واهمال وحرصا على اعادة تثبيت النظرة الراسخة في العقول بان شعبنا الفلسطيني هو صاحب النسبة الاكثر تعلما، وشعورا منا بالواجب تجاه ابناء شعبنا الفلسطيني وفي ظل الظروف الاقتصادية القاسية، والتي ساهمت في اهمال الاهل لمتابعة ابنائهم لانشغالهم بتامين لقمة العيش، وعدم تمكنهم من دفع تكاليف دروس التقوية والدروس الخصوصة لابنائهم، وتأكيدا على ان الطلاب والشباب هم مستقبل فلسطين وطريقها الى الحرية والاستقلال، وايمانهم بضرورة الاهتمام بالخزان البشري من الشباب والطلاب ليبقى عنوانا لشعبنا المناضل والمثقف الذي يحمل القلم ليدافع عن عدالة قضيته في ظل هذه المعطيات والظروف انشأت "جمعية احلام لاجئ".

واشار مديراحلام لاجئ الى "ان فكرة تكوين الجمعية بدأت بين مجموعة من شباب المخيم المثقف الواعي من اجل ايجاد اطار حاضن لاطفال وشباب شعبنا في المخيم من كافة المستويات التعليمية ومن مختلف اطياف اللون الفلسطيني".

ولفت العفيفي الى"ان جمعية احلام لاجئ قامت بالعديد من البرامج والانشطة منها نشاط التقوية المدرسية ويحتوي على 250 طالبامن مختلف المراحل الدراسية وقد نجح مركز التقوية المدرسية الذي اطلق عليه "مركز الشهيد علي ابو طوق" تيمنا بالقائد الشهيد علي ابو طوق الذي استشهد وهو يدافع عن مخيم شاتيلا وشعبنا في المخيم، وقد حقق المركز نسبة نجاح78%، كما قام المركز بتنظيم ندوات جمعت بين الطلاب واهاليهم والمعلمين ومدراء المدارس، كذلك قام المركز بتكريم 42 طالبا من طلاب المركز المتفوقين اضافة الى تامين قرطاسية الى 115 طالب من طلاب المركز، كما قمنا بتشكيل فرقة فلكور فلسطيني تضم42 طفل وشاب، و قمنا بانشطة ترفيهية عديدة وقمنا بـ 6 رحلات ترفيهية لطلاب المركز، وقامت الجمعية بتأمين مساعدات عينية لـ 70 عائلة محتاجة، وهناك نشاط ترفيهي دائم كل ننظمه كل يوم جمعة داخل المركز".

غادرنا "جمعية احلام لاجئ" ونحن نحمل احلام تحقيق ما سمعنا من مخططات وبرامج لهذه الجمعية والتي يديرها شبان في مقتبل العمر مثقفون واعون، يحلمون بان ينهضوا بمجتمعهم المحلي ليكون خلية صالحة من خلايا المجتمع الفلسطيني التواق الى تحقيق حق العودة الى ارض الاباء والاجداد.