القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

أحوال صعبة لأكثر من 20,000 فلسطيني فروا من سوريا للبنان

أحوال صعبة لأكثر من 20,000 فلسطيني فروا من سوريا للبنان
 

الخميس، 31 كانون الثاني، 2013

"هناك عائلات مؤلفة من عشرين شخصا، بمن فيهم ثمانية أطفال، يعيشون في هذا المكان"، يقول نورس السهلي، وهو لاجئ فلسطيني من الذين فروا من منازلهم في اليرموك بسورية ويعيشون الآن في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان.

ونورس هو واحد من أكثر من عشرين ألف لاجئ فلسطيني من سورية ممن فروا إلى مخيمات اللاجئين المكتظة في لبنان المجاورة ليعايشوا ظروفا قاسية. ومنذ بدء الأزمة السورية، دأبت الأونروا على تقديم المساعدة الطارئة للاجئين الفلسطينيين الذين يحضرون من سورية؛ إلا أن نقص التمويل يعمل وبشكل كبير على إعاقة قدرة الوكالة على مساعدة أولئك المحتاجين.

وفي الأسبوع الماضي، حذر المفوض العام للأونروا فيليبو غراندي من أن الأونروا قد تسلمت أقل من خمسة بالمئة من التمويل المطلوب من أجل تقديم المساعدة لهم.

"من بإمكانه مساعدتنا؟"

وباعتباره المعيل الرئيسي للعائلة، كان نورس يعمل في سورية بوظيفة عادية كمبيض للمنازل "دهين". وكلاجئ فلسطيني في لبنان، فإنه يحصل على تبرع نقدي منظم من الأونروا بقيمة 40 دولار إضافة إلى قسيمة بقيمة 25 دولار لشراء المواد الأساسية. وهو يقول أنه من المستحيل عليه توفير الإعالة لعائلته أو العيش بأي شكل من أشكال الراحة.

"إن المنزل صغير وهو بالكاد يتسع لنا؛ وليس لدى أحد منا أي شكل من أشكال الخصوصية. العديد من المشاكل والنزاعات العائلية تحدث بسبب هذا الاكتظاظ".

والعديد من العائلات الفلسطينية ليس بمقدورها دفع الإيجارات في لبنان التي تعد أكثر غلاء من حيث المعيشة.

ويقول نورس أن أحد أقاربه يساعده من أجل الوفاء بتغطية مبلغ 300 دولار هي أجرة المنزل الذي تعيش فيه العائلة، وهي أرخض أجرة تمكن نورس من تحصيلها. أما اللاجئون الآخرون، فإنهم يعيشون مع عائلات فلسطينية تقوم باستضافتهم، في الوقت الذي تعاني فيه العائلات المستضيفة نفسها من الفقر.

وفي مخيم شاتيلا ببيروت، هنالك ثلاث عائلات كاملة تلتجأ داخل غرفة واحدة بمطبخ مؤقت. ويستضيف تلك العائلات امرأة مسنة كانت أصلا قد فرت من منزلها في فلسطين التاريخية "قبل ألف عام" على حد تعبيرها. وهي تقوم باستضافة تلك العائلات لأن عائلتهم كانت قد استضافتها في سورية خلال الحرب الأهلية اللبنانية في ثمانينات القرن الماضي؛ "لقد حان الوقت لأرد الدين لهم. لا أستطيع تركهم في الوقت الذي يعانون فيه من التشرد"، تقول تلك العجوز.

وليس لدى هذه العجوز أي أمل في مستقبل مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، حيث تقول "لقد عايشت الحروب والنزوح والجوع والبؤس... وهي أمور لا تزال تستمر لغاية الآن".

مساعدة عادلة

وبوصفهم واحدة من أكثر المجتمعات الأشد عرضة للمخاطر في سورية، فإن لاجئي فلسطين قد تضرروا بشكل كبير جراء الأحداث التي تجري على أرض الواقع؛ ومعظمهم الآن يعتمدون على الأونروا باعتبارها وسيلتهم الوحيدة للدعم. إن العديد من مدارس الأونروا المنتشرة في البلاد تعمل الآن باعتبارها الملاذ الأخير الآمن لحوالي 9,000 شخص.

وبحسب ما قاله فيليبو غراندي للصحفيين خلال زيارته إلى لبنان في الأسبوع الماضي، فإن المشكلة الأساسية للاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى لبنان من سورية هي السكن. وقال أيضا "إنهم يستأجرون مساكن صغيرة وضيقة وغير صحية على الإطلاق بدون مياه جارية أو تهوية أو كهرباء".

ونقل السكان لغراندي حاجتهم الماسة للسكن الملائم وللغذاء ولأمور أخرى كالبطانيات والمساعدة النقدية. "إن لبنان مكلفة للغاية، ونحن ببساطة لا نستطيع تحمل كلفة المعيشة هنا"، تقول إحدى النساء.

وقامت الأونروا بتوزيع كوبونات غذائية ومساعجات نقدية لكافة اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى لبنان من سورية؛ وهي مساعدات سيتم تكرارها بشكل منتظم رهنا بتوفر التمويل. وبحسب أحد مدراء المدارس في صيدا بجنوب لبنان، فإن بعض المدارس في لبنان تعمل كمراكز معلومات للشباب الفلسطينيين من سورية، إضافة إلى قيامها بتوفير حصص إضافية.

وعودة إلى البداوي، فإن نورس يقول أنه ليس متأكدا مما يحمل المستقبل لعائلته إذا ما بقيت الظروف أو مستوى المساعدة كما هي دون تغيير. "نحن بلا حول ولا قوة؛ فمن يمكنه مساعدتنا في التغلب على هذه المحنة؟"، يتساءل نورس بصوت عال، مضيفا "إنني أدعو الدول المانحة لمساعدة الأونروا على التخفيف من معاناتنا"!

المصدر: موقع الأونروا