أزمة البارد لن تنتهي قبل 3 سنوات نتيجة البطء في الاعمار وعدم توافر الأموال
الخميس، 13 تشرين الأول، 2011
ما إن حصل اطلاق نار في محيط مخيم البداوي حتى لاحت في الافق المخاوف وتكاثرت معها الشائعات والاقاويل واتجهت كل الانظار نحو المخيم خشية أن تكون البداية لإشكالية أمنية تحرص كافة الفصائل الفلسطينية على تجنبها وحماية المخيم من اي خرق امني..
لم يكن الاشكال الذي حصل اكثر من اشكال فردي بين مواطنين فلسطينيين يحصل في اية لحظة بين فردين على خلفية شخصية آنية بحتة، والواقعة لم تتعد كونها حصلت في عرس لبناني في محلة المنكوبين الملاصقة لمخيم البداوي وحيث العلاقات العائلية والاجتماعية وثيقة بين ابناء المخيم وسكان محلة المنكوبين وخلال حفل العرس حصل تلاسن شخصي ليست لها اية ابعاد تنظيمية او سياسية وانما لدواع شخصية بحتة وتطور التلاسن الى اطلاق نار سارعت اللجنة الامنية الفلسطينية الى تطويقه وتوقيف الشخصين المختلفين وتسليمهما للقضاء اللبناني.
قائد القوات العسكرية في مخيم البداوي العميد يوسف حمدان نفى جملة وتفصيلا كل ما اوردته بعض وسائل الاعلام من ان حادثة اطلاق النار كانت على خلفية انتخاب اللجنة المركزية وحصول انشقاق الامر الذي اثار غرابة واستهجان الجميع الذين رأوا في هذه الشائعات انها ناتجة عن مخيلة تسعى الى توتير الاوضاع في المخيم، فيما أن الوقائع كلها تثبت عدم صحة هذه الشائعات وان ما جرى خلاف شخصي بحت وان لجنة تحقيق شكلتها القوة الامنية المشتركة لكشف ملابسات واسباب الحادث ومحاسبة المتسببين به وجرى توقيف الشخصين اللذين تسببا بالحادث. وقد انتهى الامر والمخيم يعيش بهدوء وامن واستقرار وحياة طبيعية».
قيادة الفصائل الفلسطينية سارعت الى عقد اجتماع طارئ لمناقشة الحادثة الفردية واتخذت الاجراءات الكفيلة بمعالجة الحادثة وانهاء تداعياته وخرجت ببيان اكدت فيه ان الاشكال الفردي غير مبرر ومدان ولا خلفيات تنظيمية او سياسية له، وان القوة الامنية المشتركة كلفت بالتحقيق ومحاسبة المتسببين به.
وختمت الفصائل لتؤكد حرصها الشديد على امن واستقرار المخيم في سياق الحرص على امن واستقرار الجوار اللبناني الشقيق وهي على تواصل مع الجهات اللبنانية المختصة حفاظا على الامن والاستقرار.
ثمة ملاحظات يمكن تسجيلها جراء هذه الحادثة وما نتج عنها من توتر مفتعل لم يتعد الشائعات المغرضة ابرزها:
أولاً: ان الفصائل الفلسطينية اثبتت جدارتها في سرعة تداركها لتداعيات الحادثة وقدرتها على ضبط الوضع الامني والامساك به.
ثانياً: ان قيادات الفصائل الفلسطينية بمختلف شرائحها واتجاهاتها في مخيم البداوي ومنذ احداث مخيم نهر البارد عكفت على اتخاذ تدابير امنية ورفعت من مستوى التنسيق في ما بينها ونجحت في ضبط امن المخيم منعا لتكرار احداث نهر البارد.
ثالثاً: الحزم في اتخاذ التدابير مع كل مخل بالأمن كي لا يكون حجة او مبررا لأي خرق امني وتحت اي ذريعة.
رابعا : تبقى المأساة الفلسطينية ماثلة امام الفلسطينيين كافة لا سيما في مخيم البداوي الذي يعاني من الاكتظاظ السكاني جراء ما يسمونها النكبة الثانية التي حلت في مخيم نهر البارد في "الحرب على الارهاب" التي دفع ثمنها سكان البارد ومحيط المخيم من اللبنانيين عدا عن شهداء الجيش اللبناني، وان هذا الاكتظاظ ولد حالات معيشية ضاغطة بانتظار استكمال اعادة اعمار المخيم.
وفي هذا الاطار تشير اوساط فلسطينية الى ان الاموال المتوفرة لا تكفي اعمار الا ثلاث رزم من الرزم الثمانية لإعمار المخيم القديم مما يعني ان ازمة البارد مرشحة للاستمرار الى اكثر من ثلاث سنوات اخرى نتيجة البطء في الاعمار ولعدم توفر الاموال الكافية رغم كل الوعود التي اغدقت لا بل أن الفلسطينيين الذين نكبوا بالبارد لم يقبضوا اكثر من مليوني ليرة في احسن الاحوال تعويضا لخسائر في الممتلكات والابنية فاقت في حدها الادنى اكثر من مئتي الف دولار اميركي.
ايضا تجهد الفصائل الفلسطينية في اتصالات تجريها مع القيادات والاحزاب والوزراء والنواب الى اصدار قرار سياسي لإنهاء الحالة العسكرية والامنية في البارد والغاء نظام التصاريح وفتح المخيم على محيطه اللبناني والفلسطيني لإعادة الحياة الى طبيعتها وتحريك دورة الحياة التجارية التي تميز بها البارد حسب رأي قيادات فلسطينية.
المصدر: جريدة الديار اللبنانية