القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 13 تشرين الثاني 2025

تقارير إخبارية

أزمة التعليم في البرج الشمالي تتفاقم... والأهالي يحمّلون الأونروا ومديرتها العامة المسؤولية


متابعة – لاجئ نت|| الإثنين، 10 تشرين الثاني، 2025

يشهد مخيم البرج الشمالي حالة من الغليان الشعبي في صفوف أهالي طلاب مدارس الأونروا، بعد تفاقم الأزمة التعليمية وازدياد الشكاوى من سوء الأوضاع داخل المدارس، في ظل ما يصفه الأهالي بـ"سياسات الإهمال والتقليص الممنهج" التي تنتهجها إدارة الأونروا برئاسة المديرة العامة دوروثي كلاوس.

ففي بيان صدر عن حراك الأهالي لطلاب مدارس الأونروا في المخيم، عبّر الأهالي عن استنكارهم لما وصفوه بـ"الانهيار التربوي المتسارع"، محمّلين إدارة الأونروا المسؤولية الكاملة عن تراجع جودة التعليم وحرمان أبنائهم من حقهم في بيئة تعليمية سليمة تحفظ كرامتهم وتضمن مستقبلهم.

أسباب الأزمة: اكتظاظ ودمج ونقص كوادر

يشكو أولياء الأمور من اكتظاظ الصفوف إلى حدٍّ غير مسبوق، إذ تجاوز عدد الطلاب في بعض الصفوف خمسين طالبًا، ما جعل العملية التعليمية شبه مستحيلة. ويعاني الطلاب أيضًا من نقص حاد في المعلمين، خصوصًا في مادّتَي اللغة العربية والإنكليزية، نتيجة تجميد التوظيفات وتقليص الميزانيات.

وتفاقمت الأزمة أكثر مع قرار دمج بعض المدارس، مثل مدرستي فلسطين والصرفند، دون دراسة كافية للقدرة الاستيعابية والبنية التحتية، ما أدى إلى اضطراب الدوامات وتشتّت الطلاب والمعلمين معًا.

التعليم ينهار

تقول أم محمد، والدة أحد طلاب مدرسة فلسطين: "ابني في الصف الخامس، لا يستطيع المعلم متابعة جميع الطلاب بسبب الاكتظاظ، وبعض الحصص تُلغى لأنّ لا معلم يدرّسها. هذا ليس تعليمًا، إنه إهمال متعمّد".

وبدوره اوضح احد الناشطين التربويين من المخيم ان سياسة الدمج هي السبب الرئيس وراء الانحدار في المستوى التعليمي قائلاً: "عندما تدمج مدارس مختلفة بقدرات محدودة، فأنت تخلق فوضى تربوية. المعلمون مرهقون، والطلاب تائهون، والبيئة المدرسية لم تعد صالحة للتعليم".

مطالب واضحة ومهلة محددة

في بيانهم، دعا الأهالي إلى وقف فوري لسياسة الدمج، وفتح صفوف جديدة لتخفيف الاكتظاظ خصوصًا في مدرسة جباليا، وتشعيب الصفوف بحيث لا يتجاوز عدد الطلاب ٣٥ في الصف الواحد. كما طالبوا بـتعيين معلمين جدد وتفعيل أعمال الصيانة وفصل مدرستي فلسطين والصرفند إداريًا وتجهيزيًا.

كما طالب البيان بتشكيل لجنة متابعة مشتركة من الأهالي وإدارة التعليم واللجان الشعبية لمراقبة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

تداعيات خطيرة في حال استمرار الأزمة

يحذر مختصون تربويون من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي، وازدياد العنف داخل المدارس نتيجة الاكتظاظ والضغط النفسي على الطلاب والمعلمين. كما يُخشى من أن تتراجع مستويات التحصيل العلمي إلى أدنى مستوياتها خلال السنوات المقبلة.

الأهالي يلوّحون بالتصعيد

وأمهل الأهالي إدارة الأونروا أسبوعًا واحدًا للاستجابة الجدية لمطالبهم، ملوّحين بخطوات تصعيدية سلمية في حال تجاهل الأزمة.

وأكدوا في ختام بيانهم أنّ التعليم ليس منّةً ولا ترفًا، بل حقّ أساسي لكل طفل فلسطيني، داعين المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه استمرار تقليص خدمات الأونروا التي تهدّد مستقبل جيلٍ كامل.