إحصائية لمقابر المخيمات الفلسطينية في لبنان لدراسة أزمة الدفن فيها
والأموات من خارج المخيم يحتاجون إلى تصريح دخول ويخضعون للتفتيش على باب المخيم
الجمعة، 16 آذار، 2012
خاص «لاجئ نت»
مشكلة ضيق مساحات المقابر في المخيمات وعدم إمكانية دفن موتى جدد فيها، باتت تشكل هاجساً لدى سكان المخيمات، وبات دفن أي ميت فلسطيني يفتح باب أزمة لدى أهل الميت، الذين يبدأون البحث في مقابر مخيمات المنطقة، فإذا لم يوجد يبدأون البحث عن قبر قديم لأحد أفراد العائلة من أجل دفن الميت الجديد فوق رفات ميت قديم.
وإذا لم يوجد هذا الخيار، فإن العائلة تعود إلى جذورها «المخيمية»، وكثيراً ما تنتقل جنازة من محافظة إلى محافظة في لبنان، فيجري دفن الميت في المخيم الأصلي الذي خرج منه، وخاصة أهالي مخيم الرشيدية الذين جاؤوا إلى المدن أو العاصمة، وهو المخيم الوحيد الذي ما زالت متاحاً الدفن في مقابره، حيث يدفن أهالي التجمعات في منطقة صور أمواتهم في هذا المخيم. في المقابل، تعاني عائلات المتوفى في بقية المناطق من عدم إيجاد أماكن تتسع للأموات فيها.
وقد أعددنا في شبكة «لاجئ نت» تقريراً تفصيلياً يتضمن إحصاء مختصر للمقابر المتاحة في مخيمات لبنان، كما هو مذكور في التالي:
1- مخيم نهر البارد: امتلأت المقبرة المعتمدة (وهي مقبرة خالد بن الوليد)، أما المقبرة الثانية، وهي مقبرة الشهداء الخمسة، فهي مصادرة من قبل الجيش اللبناني لكونها في منطقة يعتبرها الجيش عسكرية، مع أنها ملك لمنظمة التحرير الفلسطينية التي حوّلتها بدورها إلى مديرية الأوقاف في دار الفتوى في لبنان. وبذلك يعاني اللاجئون في المخيم من هذه الأزمة التي لم تُحلّ حتى الآن.
2- مخيم البداوي: امتلأت المقبرة بنسبة 75% تقريباً، لكن القضية ستصل في نهاية المطاف إلى الامتلاء، ومشكلة المقبرة أن مدخلها في الوسط، وقد قطعت كمية القبور منطقة الوسط، فبات على من يريد أن يدفن ميتاً أن يقفز فوق عشرات القبور ليصل إلى مكان الدفن، لذلك تحتاج مقبرة المخيم إلى بوابة من جهة أخرى مبدئياً.. على أن هذا لن يغني لاحقاً عن اصطدام سكان المخيم بهذه الأزمة عاجلاً أم آجلاً.
3- مخيم مار الياس: يعد العاصمة السياسية للمخيمات الفلسطينية، ولكن ليس فيه أي مقبرة، ويجري دفن موتاه في أماكن أخرى
4- مخيم شاتيلا: فيه مقبرتان كبيرتان ممتلئتان بمجزرتين: الأولى، مقبرة مجزرة صبرا وشاتيلا (1982)، والثانية، تحت المسجد داخل المخيم مقبرة حرب المخيمات (1985- 1987)، وفيها 587 شهيداً. أما الوفيات فتدفن في «مقبرة الشهداء» على بعض القبور القديمة، و«مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية» التي حجز ما تبقى منها على الرصيف الخارجي لبعض الرموز الفلسطينية، مثل أبو ماهر اليماني وشفيق الحوت وكمال مدحت وغيرهم. ويجري دفن أبناء المخيم، في مقبرة جديدة بعيدة نسبياً، ويدفعون بدلاً مالياً لدفن موتاهم.
5- مخيم برج البراجنة: امتلأت المقبرة، واضطر المشرفون عليها إلى هدم مكان الصلاة على الموتى والأخذ بالخاطر والبدء بحفر القبور فيه. وبات الخذ بالخاطر يتم قرب خزان المياه. ما يعني أن المقبرة الآن تستوعب نحو 110% من قدرتها. فضلاً عن أن الدفن على القبور القديمة قد بدأ في معظم مقابر المخيمات.
6- مخيم المية ومية: اعتمد سكان المخيم على مقبرة عين الحلوة في البداية، ثم انتقل الدفن إلى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب إذا كان لديهم قبور قديمة فيدفنوا فوقها، ويدفعون أجرة الدفن، بخلاف اللبنانيين الذين يفتحون قبوراً جديدة لهم.
7- ميخم عين الحلوة: امتلأت المقبرتان القديمة والجديدة، وبدأ الدفن على القبور القديمة، واستفحلت المشكلة، حتى تداعت الفصائل، وقد علمت شبكة «لاجئ نت» أنهم اتفقوا على دعم المقبرة بمبلغ من المال، ستدفعه منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس.
8- مخيم البرج الشمالي: امتلأت المقبرة الجديدة في المخيم، ولكن هناك قطعة أرض ملحقة بها، يصعب الدفن فيها لأنها تقع على حافة عالية، وقد قدّر المهندسون كلفة إنشاء حائط دعم كبير لها بثلاثين ألف دولار، لكي تصبح المقبرة صالحة «للسكن» أو «الدفن».
9- مخيم البص: لا يوجد في مخيم البص أي مقبرة، ويدفن اهله موتاهم في مقابلر عديدة، منها مقبرة المعشوق (فوق قبور قديمة)، ومقبرة مخيم الرشيدية أو البرج الشمالي، لكنهم يتجنبون هذا الدفن بسبب الإجراءات الأمنية المعقّدة، حيث يتم تفتيش النعوش قبل دخولها، ويشترط حصولها على تصريح دخول إلى المخيم.
10- مخيم الرشيدية: الدفن في مخيم الرشيدية متاح، وما زالت المقبرة تتسع لقبور إضافية.
11- مقبرة المعشوق: كانت في السابق هذه المقبرة هي المقبرة الوحيدة لكل مخيمات صور، إلى أن امتلأت وسعى أهل المخيمات إلى مقابر مستقلة.
12- مخيم الجليل (بعلبك): ليس فيه مشكلة من ناحية الاتساع، وهو يعتبر من أكثر المخيمات تنظيماً بخصوص المقابر.
مسؤولية من؟
أخيراً، ما زال أمر دفن الموات في المخيمات مبهماً، ولا احد يعرف مسؤولية من؟ هل هو على منظمة التحرير ممثلة باللجان الشعبية؟ ام هو على الأونروا التي تنصلت من المسؤولية بحجة أنها ليس من ضمن اختصاصها الذي هو غوث وتشغيل الأحياء من الفلسطينيين..
أختم بما علّق عليه أحد الظرفاء: كأن الأونروا تعتبرنا أحياء بهذه العيشة، وكأنها ليست مسؤولة عن موت عدد من الفلسطينيين على أبواب المستشفيات.